الإثنين: 04/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العماوي يروي لـ معا فصول معاناة لاجئي سوريا بغزة

نشر بتاريخ: 15/04/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
العماوي يروي لـ معا فصول معاناة لاجئي سوريا بغزة
غزة- خاص معا- منذ العام 2011 احتضن قطاع غزة عددا من العائلات الفلسطينية أو السورية التي فرت من الحرب والصراعات الدائرة في سوريا... عائلات لم تجد مفرا من سلوك طريق قطاع غزة، بينما لجأت بعض العائلات إلى لبنان والأردن ومصر.

عدم توفر فرص العمل سواء حكومية او في سوق العمل وعدم توفر مسكن وتوفير بدل إيجارات لهم كل هذه وغيرها من المشكلات جعلت من اندماجهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية لقطاع غزة أمرا صعبا، عاشوا حربين في القطاع المحاصر رغم هربهم من الموت في سوريا، اللاجئون الفلسطينيون العائدون من سوريا، من هم؟ وكيف يعيشون. وما هي الصعوبات التي تواجههم في غزة؟؟

"معا" طرحت ملفهم من خلال لقاء أجرته مع رئيس لجنة متابعة شؤون اللاجئين الفلسطيني من سوريا إلى غزة الأستاذ عاطف العماوي ورئيس هيئة التنسيق الخاصة باللاجئين من الدول العربية، والذي أوضح انه في ظل عدم وجود عمل يعتبر كل اللاجئين في حالة سيئة جدا، وأن العائلات التي لجأت الى سوريا تعيش تحت خط الفقر بدرجات.

وقال باختصار: "أصبحنا جزءا من الهم الفلسطيني ولا نريد أن نبقى عالة على المجتمع نريد أن نعمل حتى نحرر أهلنا من عبء دعمنا".

من هو عاطف العماوي:
عاطف العماوي لاجئ فلسطيني من غزة لجأ إلى سوريا وأمضى أربعين عاما في مخيم اليرموك للاجئين وتزوج من سورية الأصل في إشارة إلى الاندماج الاجتماعي للفلسطيني في المجتمع السوري، عاد إلى قطاع غزة اثر الصراع الذي قام في سوريا وترأس اللجنة الخاصة باللاجئين من سوريا الى غزة ورئيس هيئة تنسيق الخاصة باللاجئين من الدول العربية "سوريا واليمن وليبيا".

معاناة واحدة:
يقول العماوي أن اللاجئين الذين فراو من المعارك الدائرة في الدول العربية وخاصة من "سوريا واليمن وليبيا وبعض فلسطيني العراق" يعانون ذات المعاناة في قطاع غزة رغم اختلاف الظروف التي شردتهم مبينا أن المعاناة الاقتصادية واحدة.

كيف كان الفلسطينيون يعيشون في سوريا وما هي المخيمات وأعدادهم؟؟؟
يوضح العماوي أن من لجأ إلى سوريا من الفلسطيني كانوا يتمتعون بحقوق نص عليها البرلمان السوري عام 1951 يتم بموجبها معاملة الفلسطينيين اللاجئين من فلسطين إلى سوريا معاملة السوري تمام له حق الوظيفة والتعليم والصحة والحق في كل مناحي الحياة باستثناء الانتخابات وحق الترشح والتملك ثم اخذ قرار بالتملك لبيت واحد فقط.

ويقول:"عندما لا يتميز الفلسطيني عن السوري إلا في قضايا محددة معنى ذلك انه جزء من هذا البناء الاقتصادي والاجتماعي الذي يتم في سوريا التي كانت بدأت تخرج من إطار سيطرة الاستعمار الفرنسي فكان هناك اندماج اجتماعي على صعيد التزاوج بالإضافة إلى أن الذين خرجوا من شمال فلسطيني إلى سوريا بدا يعملون في إطار المؤسسات السورية وهناك عدد من المصانع السورية كان الفلسطيني رأس الحربة والعمود الفقري لهذه المصانع وهنا نتحدث عن الاندماج الاقتصادي.

أما عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا كان من 550 إلى 600 ألف لاجئ في ثلاثة عشر مخيم وتجمع في سوريا ،في دمشق وريف دمشق كان هناك "مخيمات اليرموك وجرمانا وخان الشيخ وخان دنون والست زينب والسبينة وهي 6 مخيمات معترف بها من قبل وكالة الاونروا".

في حمص كان مخيم العائدين وفي حلب مخيم النيرب وفي قرية الضمير القريبة من الحدود العراقية كان هناك تجمع فلسطيني وفي منطقة برزة كان هناك تجمع فلسطيني تتعامل معه الاونروا وفي المزة كان هناك تجمع فلسطيني في منطقة البنايات الـ14 ومخيم الرمل في اللاذقية ومخيم درعا.

متى بدأتم تتأثرون بالقتال والاشتباكات؟؟؟ ولماذا خرجتم من سوريا؟؟؟
أول الأحداث أصيب مخيم الرمل الفلسطيني وتم تجريفه بالكامل بادعاء أن هناك إصابات لا يمكن الوصول إليها إلا بتمهيد الطريق للتعامل مع هذه الإصابات أدى ذلك إلى تشريد عشرات الأسر الفلسطينية في تلك المنطقة وفي درعا أيضا كانت المنطقة ساخنة جدا هذه المخيمات كانت على الأطرف ومن الطبيعي أن يهرب سكانها.

أما مخيم اليرموك فمن اللحظة الأولى لاشتداد المعارك في المناطق المحيطة به كان مركز إيواء رئيسي في دمشق لغير الفلسطينيين لان الفلسطيني طبيعي انه سيأتي لأهله حيث الامتداد العائلي للعائلة الفلسطينية مبينا ان التضامن والتكافل الاجتماعي الفلسطيني السوري تجلى أيضا في توفير المسكن والمأكل للنازح السوري وكافة مستلزمات الحياة.

وبين ان مخيم اليرموك كان يحتوي بداخله على 250 إلى 300 ألف فلسطيني وفي محيط المخيم كان هناك مئات العائلات الفلسطينية بالإضافة إلى مئات آلاف من العائلات السورية الفقيرة القادمة من دير الزور والساحل والحسكة والسويداء ودرعا كان خليط من الكل السوري في هذا المخيم.

وأشار إلى أن الكثير من الـ"دروز،علويين،مسيحيين،بدو" وجد احتضان من مخيم اليرموك كونه المكان الأسهل والأرخص لكل من أراد الحصول أن يعمل داخل دمشق.

عدنا إلى غزة كلاجئ حرب لم نعد بمحض إرادتنا ولم نعد وفق اتفاق سياسي كان هناك خط سير واحد سلكناه لأننا فارين من الحرب مضيفا:"هربنا إلى منطقة ظننا أنها أكثر أمنا وشهدنا في عودتنا حربين في العام 2012 وحرب الـ2014".

أين اتجه معظم اللاجئين بالدرجة الأولى وما هي الأعداد التي وصلت إلى غزة؟؟؟
يشير العماوي أن الفلسطيني الذي خرج من مخيمات سوريا جزء رئيسي ويشكل 70% بقي في سوريا وانتقل من منطقة الخطر ومخيم اليرموك إلى دمشق نفسها أما الجزء الآخر انتقل إلى لبنان قدرهم بحوالي 50 ألف لاجئ وجزء بسيط انتقل إلى الأردن ووضعوا في منطقة متاخمة للحدود السورية الأردنية حوالي من 8 إلى 10 آلاف و10 آلاف لاجئ فلسطيني توجه إلى مصر بينما توجه إلى قطاع غزة 2000 لاجئ في غزة بين فلسطيني سوري وسوري وفلسطيني غزاوي أي 275 عائلة فلسطينية لاجئة من سوريا وسوريين وفلسطينيين من أصل "غزاوي" تركوا ورائهم كل ما يملكون لان الأحداث كانت تتصاعد وتتراكم لحظة بلحظة.

وبين العماوي إن الفلسطيني "الضفاوي" توجه إلى الأردن والفلسطيني "الغزاوي" كان له وجهة واحدة.

كيف كانت طريقة العودة رسمية أو غير رسمية؟؟وهل كانت الطريق آمنة؟
نتيجة التغيرات في مصر أيام حكم الرئيس محمد مرسي وتحديدا بعد ثورة 25 يناير كانت الطريق امنة لحدا معين وسمحت الظروف بعودة الفلسطيني الغزاوي من سوريا إلى مطار القاهرة وثم يرحل الى غزة مبينا ان بعضهم دخل بطريقة رسمية والبعض الآخر دخل عبر الأنفاق نتيجة الظروف التي مر بها في تلك الفترة خاصة الفلسطيني السوري حيث لا يوجد تنسيق بين السلطة والمصريين من اجل السماح بإدخالهم في قطاع غزة أو أنهم خافوا الدخول بطريقة رسمية نظامية لحين تدبر الأمر.

أصبحت الناس تبحث عن حلول للهرب من سوريا وفي ناس مازالوا صامدين لان حظوظهم في السفر قليلة جدا وليس لديهم وثيقة سفر او جوازات سفر وناشدنا السلطة بإصدار جوازات عن طريق السفارات لأننا نمر بظروف صعبة للاستعمال مرة واحدة.

كيف يعيش اللاجئون الفلسطينيون من سوريا في قطاع غزة؟؟؟
الفلسطيني السوري الذي لجا إلى قطاع غزة يعيش تحت خط الفقر بدرجات فهو لا يمتلك سكن ولا عمل والحكومة عاجزة عن تجديد العقود مشددا انه من ليس لديه وظيفة رسمية في غزة فهو عمليا غير قادر على العيش مؤكدا ان اللاجئين من سوريا غير قادرين على الاندماج حتى في سوق العمل " نحن لا نعيش في قطاع غزة".

ويبين العماوي أن عقود عمل اللاجئين الفلسطينيين من سوريا متوقفة من 1/1/2015 متوقفين عن العمل ومنذ شهر آب 2014 لم نتقاضى رواتبنا وهناك غموض في قرار رئاسة الوزراء القاضي بمنح الفلسطينيين العائدين من الدول العربية لمدة 6 شهور 1000 شيكل لبينما يتم حل الموضوع ونحن نثمن هذا القرار لكننا نعتبره قرار قاصر لم يعطي الناس بدل إيجار ولم يحدد آلية للتسجيل.

ويشدد العماوي أن المعايير التي تطبق على اللاجئين القادمين من سوريا ليست فقط معايير صارمة وإنما مجحفة في بعض الأحيان ومن وجد عمل خاص فقد لا يتجاوز دخله 150 دولار شهريا وهؤلاء ليسوا خرجين وإنما اسر يتراوح معدلها بالمتوسط 5 أشخاص.

ويشدد العماوي ان الحياة في قطاع غزة أصعب من الحياة في سوريا بما لا يمكن قياسه اقتصاديا واجتماعيا وحتى على صعيد حرية التنقل.

ما مدى استعداد اللاجئين في غزة سواء من الغزاوي او اللاجئ الفلسطيني للعودة للمخيم؟
الكل تواق للعودة لسوريا لم نفكر يوما بالهجرة للخارج لان العمل كان متوفرا والخير كان كثيرا، غزة المحاصرة المكلومة فتحت لنا ذراعيها لكن وجدنا أهلنا يحتاجون من يدعمهم نحن عدنا في ظروف مؤقتة واستثنائية وقاهرة العودة لذلك نعتبر أن العودة لغزة مؤقتة ويجب أن تكون مربوطة بعمل حتى لا نكون عالة على احد وبسكن.

ويوضح ان ليس كل من دخل غزة حتى لو كان غزاوي الأصل توفر لديها السكن ولماذا يتم الافتراض ان الذين جاءوا من غزة ولديهم أهل لديهم بيوت مشددا:"80% من أهلنا في غزة مسجلين شئون اجتماعية وبياخدوا كبونات".

ما هي مطالبكم؟؟؟
نحن نصعد موقفنا بتروي وتعقل واحترام لكل الجهات من مؤسسة الرئاسة إلى رئاسة الحكومة وكل القوى السياسية نحن لسنا طرفا سياسيا ولا نعالج الأمور من هذا المنظار نحن حالة إنسانية اجتماعية عامة ونحتاج الذي من يتفهم وضعنا.

الجغرافيا لا تعني الانتماء إذا كنا في غزة لا يعني أننا حماس وإذا كنا في الضفة لا يعني أننا فتح نحن مواطنين فلسطينيين وغير فلسطينيين لاجئ حرب لنا حقوق وفق الدستور ووفق الشريعة لسنا أعداء لأحد ولا نرغب أن نكون كذلك.

نحن ببساطة من يقدم لنا الدعم هذا واجبه ونشكره بقوة ولكننا من يعدنا ولا ينفذ الوعد نعتبره يستغلنا ويتاجر بقضيتنا نحتاج من يقدم لنا الدعم حتى لو قدمه بصمت.

ويشدد العماوي انه إذا وفرت الحكومة وظيفة لكل شخص ومنزل وبدل إيجار مع هوية وطنية رغم علمان انه ليس بيدها وتامين صحي شامل وحل مشكلة المواطنة قد نقول أن ذلك كله مدخل للاندماج في المجتمع.

مقابلة: هدية الغول