الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

طيورنا المهاجرة

نشر بتاريخ: 14/04/2015 ( آخر تحديث: 14/04/2015 الساعة: 19:35 )
طيورنا المهاجرة
كتب/ أسامة فلفل

البعد عن الوطن وفراق الأحبة والأهل والعشيرة كم هو مؤلم وموجع, فالحنين لترابه العزيز الغالي يبقى يغذي عناقيد الحب لكل حفنة تراب ويعيد للذكرى والذاكرة الأيام الخوالي التي لم تمسح من الذاكرة ولن ينال منها النسيان.

عصمت الحلبي الرياضي المخضرم والقائد الوطني الذي عرفته ساحات العطاء الرياضي في المنازلات الرياضية والمواقف الوطنية التي سجل فيها اسمه بماء الذهب.

فهو الملاكم الفذ الذي شرف فلسطين في الدورات والمشاركات العربية والآسيوية والإفريقية والدولية فوقف بقفازاته يدافع عن ألوان علم الوطن ويثبت الهوية الوطنية والرياضية في محطات فارقة فكان صاحب الضربات القاضية والانجازات العظيمة .

ترأس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في جمهورية مصر العربية وكان حلقة الوصل بين القيادة الوطنية في الداخل والخارج وقيادة الثورة في السنوات العجاف وجسرا للتواصل.

كان حنينه لمسقط رأسه وشوقه لمن عايشهم من الرواد والقادة والأبطال والسفراء يدفعه باستمرار للوقوف على مسافة واحدة معهم بالموقف والكلمة فلم تنقطع خطوط وقنوات الاتصال والتواصل حتى اللحظة.

منذ يوميين وخلال متابعتي لقاء العميد غزة الرياضي ونادي الهلال ألغزي على ملعب اليرموك الذي كان شاهدا في يوم من الأيام على تكريم البطل الفذ والملاكم العنيد عصمت الحلبي إبان حكومة الإدارة المصرية لقطاع غزة بعد انجازات الدورات العربية التي حققها الأبطال لمختلف الألعاب الرياضية .

هاتفني الحاج عصمت الحلبي والذي كان منذ فترة بسيطة تعرض لوعكة صحية صعبة وقاسية أجبرته أن يرقد على سرير الشفاء لفترة طويلة بمستشفي عين شمس بالقاهرة يسأل عن حال الرياضة والرياضيين رفاق دربه وطفولته التي عاشها في أحضان مدينة غزة المحاصرة وعلى شواطئ بحرها حيث مازالت رمالها شاهدة على ذكريات خالدة عاشها هؤلاء الأبطال في رحاب أيام جميلة.

كانت السعادة تتدفق عبر الأثير بغزارة وكانت الحروف والكلمات تدل على مدى الشوق والحب لغزة العزة والفرحة الكبيرة بفكرة مشروع منتدى رواد الحركة الرياضية حيث طلب مني شخصيا أن أنقل لمجلس إدارة المنتدى مباركته ودعمه لهذه الفكرة كونها تشكل لمسة وفاء لكل الرياضيين القدامى والرواد المخضرمين الذين أخلصوا الجهد والعطاء لفلسطين والرياضة الفلسطينية.

وطلب الحاج عصمت الحلبي الرياضيين القدامى الالتفاف حول منتداهم ومجلس إدارته والعمل على المشاركة والمساهمة في ترسيخ الوعي والثقافة الوطنية والرياضية وتجسيد هويته ذات البعد الوطني والرياضي ليكون مركز إشعاع حضاري يحاكي العصر ويعكس هوية الرياضة الفلسطينية ويبرز انجازاتها ويكشف عن الإرث الرياضي الخالد ويعيد للرياضة والرياضيين المجد ولعزة ،وشدد على ضرورة أن يكون هذا الصرح الرياضي العظيم للكل الرياضي الفلسطيني في الضفة وغزة والشتات.

في ذات السياق ناشد المجلس بالعمل على ضرورة توثيق وكتابة محطات التاريخ الرياضي بكل فصولها ليبقى هذا التاريخ يعبق بصور العطاء الذي سجله الرواد عبر العقود الماضية رغم طبيعة وحجم الاستهداف الصهيوني للرياضة الفلسطينية.

كما وتمنى عليهم ألا تفوتهم مناسبة في إحياء ذكرى الأبطال والرواد أصحاب الانجازات والفعل الوطني والرياضي.

وأنهى حديثه داعيا الله أن يزيح الغمة ويفرج كرب الأمة وأن يجمع شمله مع أهله وأحبته ورفاق دربه ومن أحبوه في أحضان فلسطين وفي مسقط رأسه في مدينة غزة الباسلة.