الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

زاهي وهبي لـ "معا": أفاخر دائما بمنحي جواز السفر الفلسطيني و"م.ت.ف" كانت دائماً الاطار الجامع للفصائل الفلسطينية

نشر بتاريخ: 10/09/2007 ( آخر تحديث: 10/09/2007 الساعة: 13:00 )
بيروت- معا- أجرى الحوار عبير الطروة- زاهي وهبي اعلامي وشاعر اثبت تألقا وحضورا بنثره وشعره, هاديء المزاج, وطنيته تظهر جليه بعيونه, شدني اثناء مقابلته بان نجوميته وشهرته لم تاخذ تواضعه بل على العكس تماماً, احببت تواضعه, وعشقت قلمه الذي له عِشرة عمر مع فلسطين وشهدائها وشعرائها، وقادتها ومناضليها وجرحاها وأسراها، يكتب لفلسطين لكل فلسطين, تاثر بوالدته رحمها الله اعتقل في سجن عتليت عام 1982, زاهي ابن عيناثا الصمود التي تطل على فلسطين الجريحة, حاورته والتقيته في بيته لاتعرف على زوجته الاعلامية رابعة الزيات وهي سر سعادته في حياته الزوجية وينتظر طفله الاول بشغف.

صدر له مؤخرا اصدار شعري جديد بعنوان تتبرج لاجلي, تقديم سعيد عقل ويضم الاصدار الجديد مختارات من شعر الحب والصداقة في نصوص حارة طالعة من جوف القلب كتبها الشاعر للاهل والاصدقاء, للناس والاماكن, للام والحبيبة, ينتقيها من دواوينه الاربعة: (حطِاب الحيرة - صادقوا قمرا- في مهب النساء- وماذا تفعلين بي؟ ) ويقدمهامجددا في صيغة منقحة, غير متتالية وفق زمن نشرها الاول.

وهو في ذلك ينضم الى شعراء كثر اختاروا اعادة النظر في نصوصهم او تنقيح قصائدهم ومنهم رواد ومؤسسون في مقدمتهم المشع الكبير سعيد عقل الذي خط بعضا من عبقرية قلمه واريحية مودته لزاهي وهبي.

وجدير ذكره ان الشاعر والاعلامي زاهي وهبي هو اول عربي ولبناني يمنح الجنسية الفلسطينة بمبادرة من السيد الرئيس محمود عباس وحاز على العديد من الجوائز وشهادات التقدير منها درع الكلية الدولية للمملكة المتحدة لندن, المركز الكاثوليكي للاعلام, كلية الاعلام في الجامعه اللبنانية, المركز العربي للدرسات والابحاث فلسطين -هولندا, جائزة سعيد عقل.

ويكتب وهبي في الصحافة العربية واللبنانية منذ العام 1985وهو من ابرز الاعلاميين مقدمي البرامج في تلفزيون المستقبل اللبناني.

ولنتعرف معكم على الاعلامي والشاعر الكبير زاهي وهبي من خلال الحوار التالي الخاص بوكالة "معا":

- حق القارئ أن يتعرف إلى زاهي وهبي، الإعلامي الكبير والشاعر الذي أثبت حضورا بطلته الإعلامية وبشعره الراقي.

- أنا أكتفي بالقول بأنني مواطن عربي لبناني فلسطيني، أعيش كل ما يعيشه الإنسان العربي من آلام وأحلام وآمال ومن تطلع إلى واقع عربي أفضل.

- أستاذ زاهي وهبي, العربي الأول الذي حصل على جواز فلسطيني، لا شك أنه تكريم من الرئيس محمود عباس لنا ان نتعرف على تفاصيل ذلك؟ وماذا تقول لفخامة الرئيس محمود عباس بهذه المناسبة؟

- ببساطة كنت ضيف على أحد البرامج التلفزيونية وخلال الحوار قلت أني لو خيرت بين جواز السفر الأميركي والجواز السفر الفلسطيني لإخترت الفلسطيني بدون تردد. كنت أعني ما أقول وقد سألني المحاور وهو "نيشان" الإعلامي اللبناني المعروف ولكن هذا الأمر قد يسبب لك المصاعب أكثر مما يسبب لك التسهيلات على خلاف الجواز الأميريكي.

قلت له لا أقول ما أقوله بسبب التسهيلات لكن إنطلاقا من دعمي للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وصودف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان ربما يشاهد التلفزيون وتلقيت في اليوم التالي إتصالا هاتفياً من السفير الفلسطيني في عمان الذي أبلغني بأن الرئيس عباس سوف يمنحني مشكورا جواز السفر الفلسطيني، أنا قلت دائما أن الأمر بالنسبة لي أمر معنوي وبمثابة وسام يكرس رسميا إنتمائي للقضية الفلسطينية.

منذ تشكل وعيي وتفتحت عيناي وأنا أعتبر نفسي إبن هذه القضية, يعني أنتمي لها بكل وجداني وأحاسيسي ومشاعري, خصوصا أني إبن الجنوب وإبن قرية عيناتا التي تبعد أمتار قليلة عن الحدود اللبنانية الفلسطينية. ولشهداء فلسطين وشعراء فلسطين ولكل ما تمثل فلسطين في الوعي وفي الوجدان وفي الذاكرة دور كبير في تشكيل ثقافتي ووعيي وفي بلورة إنتمائي.

أنا عبرت مرارا وتكرارا عن شكري للرئيس محمود عباس لمنحي الجواز الفلسطيني الفخري وهو بالنسبة لي ينم عن حس عالي وأتعامل مع الأمر كمن منح وساما فالجواز الفلسطيني بالنسبة لي هو وسام معنوي ووسام رمزي أحمله بفخر وإعتزاز، وهو بالنسبة لي يمثل كل فلسطين وفلسطين 48 وفلسطين الضفة وغزة. فبالنسبة لي فلسطين واحدة.

- على هامش الموضوع إعتقلت سنة 1982 لمدة سنة فهل تكلمنا عن ذلك؟ كيف تصف تلك الفتره وتجربتك الاعتقالية ؟

- إعتقلت سنة 1982 لمدة ثلاثة أشهر في معتقل عقليت الإسرائيلي وتسعة أشهر في معتقل أنصار في لبنان. طبعا أنا أخجل كثيرا في هذا الأمر خصوصا ان تجربة سنة لا تقاس بالأسرى الأبطال الذين أمضوا عشرات السنوات في السجون الإسرائيلية، لكن مدة سنة كانت كافية ليأخذ الأسير فكرة عن همجية العدو الإسرائيلي وعن الأساليب النازية التي يمارسها الجنود والضباط في الإحتلال الإسرائيلي على الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين وعلى العرب الآخرين.

ما أستطيع قوله أني تعلمت في هذه السنة الكثير وأبرز ما تعلمت أن الحرية ليست شعارا وليست قصيدة وليست يافطة ولا أغنية هي كل هذه الأشياء ولكنها أولا حرية تفاصيل بسيطة، تفاصيل أن تنهض في الصباح وترتدي قميصا أزرق لا أبيض وأن تشرب شاي لا قهوة. هذه التفاصيل الصغيرة مهمة جدا وينبغي أن نعرف قيمتها وأن نقدرها وتعرفت عن قرب عن مدى الحقد الإسرائيلي على الإنسان العربي عموما وعلى الإنسان الفلسطيني واللبناني بشكل خاص.

- ننتقل للإصدارات الشعرية، ففي آخر إصدار بعنوان " تتبرج لاجلي, استاذ زاهي ما هو هذا الاصدار الجديد؟

- هو مختارات شعرية لدواويني الأربعة وأصدرتها في كتاب واحد أولا لأنه جرت العادة أن يصدر لشعراء مختارات لدواوينهم، ثانيا أن دواويني الأولى ليست متواجدة في جميع الأماكن، ودائما ما أسأل من قبل القراء والشعراء عن كتبي في المكتبات فلا يجدونها فأحببت أن يكون هذا الكتاب بطاقة تعارف وتواصل بيني وبين الأصدقاء من القراء والمشاهدين.

- هل هو متواجد الآن في السوق؟ ومن هي دار النشر؟

- هو منشورات الدار العربية للعلوم في بيروت وفي الجزائر من منشورات "الإختلاف" وأيضا هناك مساهمة لمكتبة "مدبولي" في مصر في توزيع الكتاب. وهو من تقديم سعيد عقل.

- كثر من المشاهدين الفلسطينيين محبي زاهي وهبي ومنتظرين برنامجه بفارغ الصبر. والوضع الآن سيئ للغاية بين التجاذبات السياسية داخل فلسطين وهناك ثقة في تقديرات زاهي وهبي كإعلامي وشخص له حضور. ما رسالتك للشعب الفلسطيني؟

- طبعا إذا كان لي الحق بأن أقول كلمة للشعب الفلسطيني فهي الدعوة إلى الوحدة وإلى الوعي وإلى إدراك المخاطر التي يسببها هذا الإنقسام الذي لا يسر أي كائن يريد الخير لفلسطين ولشعبها، لن يحمي فلسطين إلى شعبها ووحدتها وأية أوهام أخرى سواء أتت من الغرب أو من الشرق لن تكون إلا سراب.

أهم ما يميز فلسطين التي نعرفها من خلال الشهداء والمناضلين والشعراء ومن خلال هذا الشعب الجبار في كل المناحي هو التنوع الفلسطيني في التعدد. فلسطين هي تجربة ديموقراطية وتحققت فيها الديمقراطية قبل أن تتحقق الدولة فمنظمة التحرير الفلسطينية كانت دائما إطارا جامعا لكل الفصائل المختلفة وللتيارات العديدة. أتمنى أن تبقى فلسطين على هذا التنوع والتعدد والعلم الفلسطيني هو الخيمة الوحيدة التي يمكن أن تقي أبناء فلسطين من حر الصيف وبرد الشتاء.

- تحدثت في إحدى مقالاتك عن كوفية أبوعمار التي تقي من حر الصيف وبرد الشتاء. سؤالي هل يوجد كوفية جديدة قادمة لفلسطين مثل كوفية أبوعمار تقي الشعب الفلسطيني من برد الشتاء وحر الصيف؟

- أتمنى هذا الأمر وأنا أنظر إلى الشهيد الراحل وإلى كوفيته التي هي بمثابة علم فلسطيني، لست حكما لأبدي أحكاما في الصراع والإنقسام الفلسطيني ولكني لا أتنكر لرمزية ولنضال وللإنجار التي حققته هذه الكوفية. وأتمنى أن يستلهم القادة في فلسطين من الإرث النضال الرائع لشعب فلسطين ومن تضحيات الشهداء على تنوعهم وعلى إختلاف مشاربهم وإنتماءاتهم وأن يبتكروا حلولا تجنب فلسطين مزيدا من الصراع والإنقسام.

- سؤال فلسطيني لبناني. بعد إفتتاحية ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان التي أقفلت عام 1982 نتيجة الإشتياح الإسرائيلي , بنظر الإعلامي والمتابع السياسي زاهي وهبي ما تاثير ذلك على الفلسطيني الموجود في لبنان خاصة أن عدد اللاجئين يتجاوز 400 ألف لاجئ على خلاف أية دولة عربية أخرى؟

- أنا برأيي إفتتاح السفارة ينبغي أن يساهم في تحسين الوضع الفلسطيني في لبنان، وهذا الإفتتاح تأخر كثيرا ولكن تأتي متأخرا أحسن من أن لا تأتي أبدا. وأنا أعلم أن الظروف ربما التي كانت تحول دون هذا الأمر كثيرة ومعقدة ولكن حسنا أنه بات أخيرا هناك سفارة لفلسطين في لبنان. علما أن لفلسطين في كل بيت وفي كل قلب لبناني سفارة بشكل أو بآخر. ولكن لا بد من القول أن الوضع الفلسطيني في لبنان وضع مأساوي ولا يجوز أن يستمر بهذا الشكل، وأنا قلت دائما ورددت كثيرا أني مع إعطاء الحقوق المدنية الكاملة للشعب الفلسطيني والحقوق الإنسانية الواجبة لكل الشرائع السماوية والوضعية ولا يجوز أن يستمر وضع المخيمات الفلسطينية على ما هو عليه، أيضا ولا يجوز لأي مثقف أو لأي إنسان أن يرضى أو أن يتعامى عن هذا الواقع المأساوي.

- برنامجك "خليك بالبيت" من البرامج التي اثبتت حضورا سواء بالتقديم او باستقبال الضيوف بداية هذا البرنامج ؟ وما هو برنامجك الحالي؟ واداة القياس باختيار ضيوف زاهي وهبي ؟

- برنامج "خليك بالبيت" إستمر عشر سنوات وأنا أقدم برنامج "أحلى الناس" وهو بنفس الإطار وبنفس التوجه والمستوى.

وأن يكون الضيف صاحب تجربة إبداعية أو إنسانية تروى للناس لكي يستفيد منها المشاهد وأن يكون نجما محبوبا من الناس يرغبون أن يتعرفوا إلى جوانب من تجربته ومن سيرته ومن حياته مع التشديد الدائم على الإحترام يعنى على الضيوف المحترمين وعلى التوجه المحترم والتعامل المحترم في التخاطب مع المشاهدين ومع الضيوف.

و قدمت العديد من البرامج منها "خليك في البيت" و"ست الحبايب" البرنامج الشهير الآخر ومنها "من القلب" وأخيرا "أحلى الناس"، ولا بد من التنوع للإعلامي بين الحين والآخر لكي يخرج عن الإطار التقليدي أو الذي وضع نفسه فيه وللمزيد من التنوع في التجارب وكل تجربة تعلم أكثر.

- كلمة توجهها للقارئ الفلسطيني؟

- من المعروف أن الشعب الفلسطيني يضم نخبة من المتعلمين وربما من أكثر الشعوب العربية تعلما وثقافة وقد رفد الثقافة العربية بمئات المبدعين بشتى المجالات وأنا أتمنى أن يظل القارئ الفلسطيني أمينا بهذه الذاكرة وإذ يبقى على تواصل مع الإبداع الفلسطيني بشكل خاص ومع الإبداع العربي بشكل عام، وأن يبقى القارئ الفلسطيني رغم كل مشاكله وكل ظروفه قارئا للشعر ومتطلعا على الأدب ومتطلعا على ما ينتج في هذا المجال، ومرة أخرى لا يملك أي عربي إلا أن يشدد على الوحدة وعلى الوحدة وعلى الوحدة لأن العاصم الحقيقي للشعب الفلسطيني من النوايا الإسرائيلية المبيتة ومن الأحلام والمساعي التي تهدف إلى تفكيك الشعب الفلسطيني وإلى إجهاض الحلم الفلسطيني بإقامة دولة حرة فلسطينية مستقلة.

وأنا أقول لكل فلسطيني بأنني مع فلسطين وكل فلسطين فأنا لا أنحاز لأي طرف فلسطينيني معين ولكن من واجبي كإعلامي وكاتب أن أوجه رأيي بكل صراحة. في ما أسمع رأيا أو أرى مشهدا مسيئا للقضية الفلسطينية أن أنبه وأن أدق جرس الإنذار "وصديقك من أصدق في القول وليس من فقط صدقك".

- المراة بشكل عام معجبة باداء زاهي وهبي وكذلك المرأة الفلسطينية ماذا يقول وهبي للمراة الفلسطينية ؟

- المرأة الفلسطينية هي أولا إنسانة مناضلة ومكافحة على جميع المستويات وعلى المستوى النضالي العام وعلى المستوى النضالي الخاص كزوجة وأم وإبنة، يعني هذه المرأة التي تعيش تحت هاجس فقدان الأبناء والآباء والأزواج، وبنفس الوقت تصر على مواصلة الحياة والنضال بكل أشكاله سواء على مستوى التربية أو التعليم أو على مستوى نيلها حقوقها في البرلمان أو الوظيفة في إدارة الشأن العام.

وأنا أتمنى أن تبقى المرأة الفلسطينية في الطليعة بدل أن تنكفئ إلى وراء الستار وأن تبقى وأن تستمر وأن تأخذ ما يليق بتضحياتها وبنضالها، وأنا أنحاز لهذه المرأة بكل كياني وجوارحي حتى أني كتبت شعرا في الكتاب الجديد وهنالك قصيدة بعنوان "أغنية لرنا" هي مكتوبة للمرأة الفلسطينية بشكل خاص.

سعداء جدا في هذا الحوار الشيق. شكرا لك زاهي وهبي