القدس - معا - شدد وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني على أهمية الزيارات التي تنظمها الجاليات الفلسطينية والعربية في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا للمجتمعات التي انخرطت بها في اعقاب الهجرة الفلسطينية الى الشتات ابان النكبة والنكسة التي حلت بابناء الشعب الفلسطيني الى أرض الاباء والاجداد ساخرا من الاوهام والرويات الاسرائيلية في السيطرة على ارض فلسطين التاريخية وخاصة المدينة المقدسة واللعب على وتر التاريخ والرهان على الاجيال الفلسطينية الجديدة في نسيانها لما عانه الكبار والقدماء من الفلسطينيين ابان النكبة والنكسة وما تلاها من سياسات استيطانية توسعية قائمة على هذه الافتراضات.
جاءت أقوال الحسيني هذه لدى استقباله يوم الاربعاء في مدينة القدس وفدا يمثل رؤساء كنائس امريكية يزور فلسطين بترتيب وتنسيق من اتحاد ابناء رام الله في امريكا مستعرضا أوضاع المدينة المقدسة السياسية والاقتصادية والديموغرافية والمعاناة التي يكابدها سكانها جراء الاجراءات الاسرائيلية الباطلة والتعسفية والمنافية لابسط المواثيق والاعراف الدولية والانسانية.
وقدم إحصائيات ومعطيات وأرقام حول سبل التهجير الممنهجة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي من حيث مصادرة الاراضي وفرض القوانين العنصرية التي تسهل ذلك ومن أهمها قانون أملاك الغائبين وفرض الضرائب الباهظة والمخالفات والقيود التعجيزية لاستصدار رخص البناء، وذلك بهدف دفع السكان الى ترك اراضيهم طوعا وبالتالي تسهل عملية السيطرة عليها والاستيطان بها، مشيرا الى ان عدد المقدسيين لدى الاحتلال عام 1967 كان نحو سبعين ألف نسمة يعيشون في 9 كيلومتر مربع منهم نحو اربعين بالمئة من المسيحيين لم يتبق سوى اقل من ثلاثة بالمئة حيث اضطرت الغالبية الساحقة الى الهجرة جراء الضغوطات والممارسات الاحتلالية الاسرائيلية ومنها قمع حرية العبادة ومنع المصلين من كلا الديانتين من الوصول الى اماكن عبادتهم في كنيسة القيامة والمسجد الاقصى المبارك.
واكد على الحضارة المشتركة والعلاقة المتجذرة في مدينة السلام والتي يغيب عنها السلام المنشود في ظل اجراءات تعسفية يفتعلها محتل يلهث وراء تفجير العنف بالمنطقة واشعال حرب دينية في اساسها سياسي موضحا ان الامر وصل الى مرحلة في غاية الخطورة من الهستيريا الاسرائيلية والامعان باجراءات تعسقية منافية لكافة الشرائع السماوية والقوانين والاعراف الدولية ومبادىء حقوق الانسان والحريات .
واكد الحسيني على وحدة المصير داعيا رجال الدين المسيحي في فلسطين والعالم اجمع الى استخدام نفوذهم لدى الرأي العام العالمي خاصة في اوروبا والولايات المتحدة وارجاء العالم وشن حملة لنصرة ابناء الشعب الفلسطيني مسلميه ومسيحيه من اجل نيل حريته واستقلاله واقامة دولته وعاصمتها الابدية مدينة القدس وتجسيد السلام في ارض السلام الذي تسعى اليه القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ، وقضى من اجله الرئيس القائد المؤسس الراحل ياسر عرفات . واشار الى ان الحفاظ على الهوية الوطنية هو ذاته الحفاظ على المقدسات الاسلامية والتاكيد على ان مسيحيي فلسطين جزء لا يتجزأ من ابناء الشعب الفلسطيني ،والاعتداء على المسجد الاقصى المبارك والمقدسات الاسلامية يعتبر اعتداءا على المقدسات المسيحية ، وهذا ما يعتبر مؤشرا لبداية حرب دينية ومحاولة لتغيير " الستاتيكو" المعمول به منذ العهدة العمرية .
وأكد في ختام اللقاء على حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والغير قابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة بعاصمتها الابدية القدس الشريف وحق العودة لجميع الذين هجروا عن ارضهم عنوة موضحا تمسك الاجيال الجديدة بحقوقهم من دون التفريط بذرة تراب من الارض الفلسطينية ورهانهم على الزمن الذي بات قريبا من اجل تحقيقها .