من يعيق حل لغز اختفاء ياسر سلام ..وفتيل الازمة المشتعل ؟
الطيراوي: المخيم مستهدف والمحافظ بعقلية امنية
المحافظ : هنالك من ينتفع من ظاهرة الخروج عن القانون
نصرالله : الكادر ظلم والرئيس يتحمل مسؤولية
حلول الفرقاء ومدى امكانية التطبيق
بيت لحم - تقرير معا - منذ شهور وما يمكن تسميته بأزمة مخيم بلاطة تتفاعل على شكل احتكاك وصدام وصل لإطلاق نار ومطاردات وإصابات واعتقالات في مظهر يشير لحالة خطرة ومقدمات لانفجارات قد تكون مرشحة للتصاعد إن لم يكن هنالك تدارك حثيث ومسؤولية للمعالجة من كل أصحاب العلاقة .
في هذا التقرير سنحاول تسليط الضوء على بداية الأزمة وتطوراتها وأصحاب العلاقة غير متوقفين عند التشخيص بل محاولة رؤية الحلول وفق وجهات نظر الاطراف الرئيسية.
النائب الطيراوي : المحافظ المشكلة
تحدثنا مع النائب جمال الطيراوي عضو المجلس التشريعي الذي يعتبر احد كوادر فتح الذي امضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال بتهمة المسؤولية عن كتائب الأقصى .
يقول "ان الازمة بدات قبل 4 شهور من خلال تصريح صحفي أدليت به حول تحفظي كنائب في التشريعي على عدد ونوعية الموقوفين في الحجز على ذمة المحافظ وهم أكثر من 50 شخص في تغييب واضح لدور القضاء وفي مخالفة للنظام والقانون ،وعقد اجتماع في مكتبي للأهالي حول هذا الأمر الذي رفعت به رسائل للرئيس ولكل أصحاب العلاقة مما تسبب في ردود فعل غير طيبة من قبل المحافظ أكرم الرجوب الذي لم يجد سوى مهاجمة بيتي واعتقال أبناء إخوتي وابني وبعض أقاربي ".
الطيراوي : انا مستهدف من مراكز قوى
كما يتهم الطيراوي القائمين على التحقيق بالارتباط مع المحافظ بعلاقات ومصالح لها علاقة بالقرابة العائلية او بالنسب متهما إياهم بالضغط على احد الأشخاص وهو "علي .ن.ا" بان يعترف انه يتلقى المال من جمال الطيراوي الذي يتلقى بدوره المال من الدحلان وقد روى هذا الشخص ما حصل معه امام عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد .
ويتهم الطيراوي المحافظ بسوء إدارة الإحداث وبالتعامل بعقلية أمنية شخصية بعيدا عن الشراكة المجتمعية دون تقدير للمواقف او المعالجات ويهرب للتصريحات الإعلامية التي تدينه وتزيد الأمور سوء وباستهداف لشخصه كجمال الطيراوي.
وما سبب او دافع لاستهدافه من المحافط ؟ يرد بالقول ان المحافظ أداة لجهات أخرى لا تريد الكلمة الجريئة ولا الشراكة المحترمة بل تريد مجموعة من العبيد .
ومن تكون هذه الجهات ؟ يرد بعض مراكز القوى داخل الحركة المرتبطة بالمؤسسة الأمنية .
مدى تأييد الطيراوي لظاهرة المسلحين ؟
يقول "ليش مصدقين ان هنالك ظاهرة اسمها مسلحين في بلاطة في تشخيص مقصود منه تضخيم الحالة التي لا تتعدى كونها مجموعة قليلة من قطع السلاح التي يقتنيها الناس في كل التجمعات الفلسطينية غير مقتصرة على بلاطة وهي ظاهرة تاريخية وليست وليدة لحظة او صدفة. وقد استغل البعض هذه القضية لتلفيق التهم التي وصلت لاتهام احد المعتقلين "ب.م" بهذه الحجج بتواريخ كان هو أصلا معتقل عند الاسرائيلين" .
وعن قطع الشوارع وإطلاق النار يقول "ان قطع الطريق امر مرفوض وإطلاق النار على أي كان وممن كان أمر مرفوض أيضا ولكن يجب معالجة الأمر من جذوره وصولا لاختفاء أي مظهر مسلح بين المدنيين من خلال الاحتكام للأنظمة والقوانين التي يجب ان تكون الفيصل بين الجميع دون إحلال ظاهرة الاستقواء ".
الطيراوي ودحلان
وعن علاقة الطيراوي بالنائب المفصول من مركزية فتح محمد دحلان يقول "هذا كلام يردده البعض في سبيل التصيد والإساءة فانا صاحب قناعات وممارسات نابعة من ثقة الناس وثقتي بنفسي ونزولي عند حاجات الناس وانا لا اتبع لأحد بالمطلق خارج إطار الشرعية الفلسطينية التي يقف على رأسها الرئيس عباس .
ملثم دحلان
وعن الحادثة التي ظهر فيها ملثم من المخيم على وسائل الإعلام يبايع الدحلان ويهاجم الرئيس عباس يقول الطيراوي " دعني أقول لك إنني تابعت تماما هذه الواقعة حتى حصلت على "تسجيل المقابلة" وبعثت رسالة للرئيس بالمعلومات وناشدت الأجهزة الامنية الملاحقة الا أنها تلكأت بشكل مريب وبعد حين تم توقيف " م.ز.ح" وهو على ملاك جهاز الشرطة الفلسطينية تم توقيفه بالاستخبارات وجرت تدخلات تم نقله من لمقر الشرطة وافرج عنه بعد 20 يوم .
ماذا يفعل الدعشري في بلاطة ؟
يقول الطيراوي نعم كان هنالك مجموعة لها علاقة بالمخدرات ومنهم شخص ملقب "بالدعشري " وهو ليس من مخيم بلاطة وكان في حماية أصدقاء له بالمخيم ممن لهم علاقة فعلا بالمخدرات وكان معه "ي.ن" و"ب.ك" من بلاطة وهؤلاء سلموا أنفسهم للأمن وتم الإفراج عنهم بعد حوالي 20 يوم بينما البقية وهم مجموعة من المناضلين والأسرى السابقين في سجون الاحتلال ممن امضوا من "3-12 " عاما خلف القضبان ما زالوا بعد 80 و90 يوم داخل سجن أريحا رغم قرار القضاء بالإفراج عنهم وتكفيل بعضهم مرة ومرتين وثلاثة وهم يتعرضون لأبشع أنواع التحقيق والإذلال الذي دفع البعض لضرب نفسه "بالشفرات" للخلاص مثل "ابراهيم .ا.ل" 105 قطبة في بطنه وإصابات تعرض لها " ع.ا" و"م.ا.خ" و"ر.ا.ر" وهؤلاء مع البقية تعرضوا لما يسمى بتحقيق الثلاجة .
الرجوب : أترفع عن الرد
ولاستكمال الصورة كان لا بد من الحديث مع محافظ نابلس أكرم الرجوب الذي يتقاطع مع النائب الطيراوي كونه احد كوادر الحركة الأسيرة الفتحاوية واحد ضباط الأمن الذين تدرجوا في السلم الوظيفي حتى تم تعينه محافظا لنابلس قبل اقل من عام .
بدأ رده بالاستهجان حول اتهامات الطيراوي ويقول الرجوب " الآن كل السلطة من السيد الرئيس لرئيس الحكومة والوزراء وقيادة الأجهزة الأمنية تعمل عند أكرم الرجوب ؟ هذا كلام "مسخرة" .
اما فيما يتعلق بعلاقاتي مع إدارة التحقيق في أريحا فان رئيس اللجنة زكريا مصلح هو شخص مشهود له على مستوى الوطن وله 4 سنوات في موقعه بثقة من كافة رؤوساء الأجهزة الأمنية الفلسطينية . اما بقية الاتهامات في هذا الجانب فانا أترفع عن الرد عليها .
ويعود المحافظ ليسأل" هل هنالك احد اتهم النائب الطيراوي بشيء وما دخله اصلا ام كاد المريب ان يقول؟" فالموضوع له علاقة بتوقيف بعض أقاربه في الحملة على المطلوبين ومنهم من هو متهم بإطلاق النار على بيت احد العائلات".
من أين يأتي السلاح ؟
لا اعرف أين مشكلة النائب في توقيف مدمنين ومتعاطين مخدرات ! واولئك يستعرضون ويتاجرون بالسلاح الذي يصل ثمن القطعة منه لحوالي 60 الف شيكل مما يدفعنا للتساؤل عن مصدر هذه الأموال وهذا السلاح في ظل واقع من الفقر وارتفاع في نسبة البطالة ؟
هل مخيم بلاطة مستهدف من قبل المحافظ او السلطة ؟
بلاطة مخيم عظيم ومن غير المسموح استهدافه وهذا وصف مرفوض والبعض يريد ان يسوق الأمر على انه كذلك من باب الإساءة للمحافظ وللسلطة .
أين الحقيقة ؟ يتساءل المحافظ.
يقول الرجوب "الحقيقة ان هنالك مجموعة من المطلوبين الخارجين عن القانون ومنهم من أطلق النار على منازل ومقر وكالة "الانروا" ومنهم من هاجم الراهبات في "دير بئر يعقوب" ومنهم أيضا من مارس الابتزاز بالدعارة ومنهم من هدد هاتفيا بعض الوزراء والاتجار بالمخدرات والاستعراض بإطلاق النار وإغلاق الشوارع والاعتداء على الممتلكات والحق العام .
وعن إطلاق النار وإصابة الشاب " محمد جمعة عبد القادر" يوضح المحافظ الرجوب ان الشاب فعلا لم يكن يحمل سلاح ولم يشتبك مع احد إلا انه هرب ولم ينصاع لدورية الأمن مما أدى إلى إطلاق النار عليه وإصابته ولم أقول عنه خطير ولا مسلح ولا اعرف من اين يأتي النائب الطيراوي بهذه التصريحات فانا مسؤول عما أقوله وليس عما يقولني إياه البعض.
سلام بداية القصة
بتاريخ 21/12 /2014 اختفت اثار الشاب "ياسر اسماعيل سلام" 27عاماً من مخيم بلاطة .وافاد شهود في حينه ان الشاب اختفى بينما كان متوجهاً إلى عمله في سوق الخضار القريب من المخيم .
ويقول المحافظ انه وقبل أربعة شهور اختفت آثار الشاب ياسر سلام من عائلة الطيراوي وفتح تحقيق حول اختفائه وفعلا كانت الأمور تسير نحو بداية كشف خيوط الاختفاء إلا ان البعض على ما يبدو كان يقصد إعاقة التحقيق من خلال افتعال الإشكاليات هنا وهناك وحرف التحقيق عن مساره .
فالبداية كانت حالة من المطلوبين لا تتعدى 7او8 أشخاص إلا ان البعض قد يكون معني بتوسيع هذه الظاهرة لتوسيع نفوذه حتى وصل الأمر لرفض بعض المطلوبين للتحقيق في قضية اختفاء الشاب ياسر سلام من تسليم أنفسهم .
نصرالله ما بين المحافظ والطيراوي
وما بين الروايات وبعض التناقضات في الروايات حاولنا ان نلقي نظرة أخرى من زاوية أخرى فتحدثنا مع عضو المجلس الوطني الفلسطيني تيسير نصرالله وهو احد كوادر فتح في بلاطة والوطن وهو أيضا مدير في محافظة نابلس ويتم تشخيصه كأحد القيادات المظلومة ممن لم تأخذ استحقاقاتها كما زملائه في الوطن .
بعد تردد وافق على الحديث لحساسية موقفه وموقعه وقال " انا لست سعيدا بالمطلق بالأداء في معالجة الأزمة فمن جانب نحن بحاجة لانضباطية داخلية أفضل مقابل ان العلاج الأمني لم ولن يكون الحل لان ما يحدث هو نتائج وليست أسباب وبالتالي يجب معالجة الأسباب لكي تكون المخرجات أفضل ".
نصرالله شريعة الغاب مرفوضة
وعن الممارسات المتمثلة باستعراض السلاح وإغلاق الطرق يقول نصرالله " ان التعبير عن الغضب او عدم الرضى قد يكون مبالغ فيه حد إيقاع الأذى ليس بالناس فحسب بل وحتى في الذات وإيقاع الضرر بالسكان وبمصالح المخيم من خلال إشعال الإطارات والاغلاقات التي تحرم تجار المخيم والأسواق من التجارة في حالة من التعبير والاحتجاج دون حتى التفكير بالنتائج ". ويضيف "تحت أي اعتبار من غير المسموح المس بالناس والمرافق العامة وإحلال شريعة الغاب مكان القانون.
من الآخر ..الرئيس هو المسؤول
وعن دور ومسؤولية القوى الوطنية والمجتمعية داخل المخيم يقول نصر الله " ان الكادر الأساسي بالمخيم يشعر بالظلم أصلا وبعدم الإنصاف لذلك قد تجد بعضا منهم متفرجا . واختتم نصرالله حديثه " من الآخر الرئيس هو المسؤول عن كل الوطن ومسؤوليته تطلب رفع الظلم عن الفقراء والمقهورين والمظلومين وتعزيز أمان المواطن مع أمنه لان هنالك طبقة مسحوقة ليس في المخيم فحسب تدفع الثمن ".
وفي محضر بحثنا اكثر عن الحقيقة والتشخيص تواصلنا مع أمين سر حركة فتح -إقليم نابلس جهاد رمضان الذي رفض الحديث من باب الالتزام بقرار عدم التصريحات الإعلامية في هذا الأمر وفق ما قال لنا .
لجنة عاجلة للعلاج
ذهبنا لمصدر فتحاوي نابلسي آخر من خارج المخيم بحثا عن المزيد من الحقائق وبعد إلحاح وتعهد بعدم نشر اسمه قال " إن الأمور وصلت حد تشكيل لجنة من أعضاء مركزية فتح " د.جمال محيسن وسلطان أبو العينين وأمين مقبول أمين سر المجلس الثوري" وقد أخذت هذه اللجنة التزام بعدم إغلاق أي شارع ومنع ظاهرة الملثمين وكذلك تجميد حالة الملاحقة داخل وفي محيط المخيم ونقل جريح من مستشفى أريحا الى مستشفى رام الله على ان تتابع باقي الأمور .
ويضيف الكادر الفتحاوي ان الحل الأمني لن يجدي نفعا في ظل حالة الطحن الاجتماعي وأزمات البطالة الخانقة مقابل تحريم البندقية قاطعة الطريق لان البندقية تسخر للواجب وليس للجابي .
مقترحات الفرقاء
ووجهنا سؤال لجميع من تحدثنا معهم في هذا التقرير حول الحلول فكانت تتقاطع الإجابات بالرغم من الخلافات بينهم لنلخصها كما يلي :
1-ضرورة استنهاض الحالة القيادية لإدارة "اكبر تنظيم مسيطر بالمخيم" تنظيم حركة فتح وخلق حالة التفاف حول القيادة الميدانية من الكادر التاريخي .
2-تعزيز ودعم لجنة الخدمات الشعبية كمؤسسة خدماتية تقدم العون والمساعدات العينية وتخلق فرص عمل للسكان .
3-إنصاف الكادر والعائلات والشباب ممن دفعوا أثمان في مواجهة الاحتلال .
4-عدم ربط الاحتياجات بأي حالة خروج عن القانون وخلق حالة من الشراكة المجتمعية للمخيم مع الحالة الحكومية والأمنية .
5-الاستعانة بلجنة من منتسبي الأجهزة الأمنية من أبناء المخيم محط الثقة والاحترام لحل الإشكاليات الحالية بالتعاون مع الكادر التنظيمي والعشائري .
6-تقييم الحالة الحالية بغرض تجنب السلبيات مستقبلا في مواقع وأزمات أخرى .
7- الثقة بسيادة القانون وتحريم اخذ القانون باليد ونبذ أي محاولة لذلك من الجميع .
8-السعي مع القطاع الرسمي والأهلي والاقتصادي ووكالة الغوث لخلق فرص عمل وانشاء مراكز للشباب داخل المخيم .
9- مطلوب تدخل عاجل وحثيث من أعلى المستويات ممثلا بالرئيس واللجنة المركزية وأعضاء التشريعي وممثلي خدمات المخيمات تحسبا من الانفجار الذي ما زال للأسف فتيله مشتعلا وفق متابعتنا عبر هذا التقرير .