الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رحل من كان عنوانا للهوية والقضية

نشر بتاريخ: 16/04/2015 ( آخر تحديث: 16/04/2015 الساعة: 14:29 )
رحل من كان عنوانا للهوية والقضية
كتب : أسامة فلفل

الأقلام تتكسر ويجف مدادها وتتعطل لغة الكلام وأبحث في معاجم اللغات علي أجد كلمات أرثي بها القائد الوطني والرياضي الكبير سعد كحيل (أبا زاهر) الذي رحل للرفيق الأعلى بالأمس بعد مسيرة حافلة بالعطاء والانجازات على المستوى الوطني والرياضي.

كان الفقيد أبا زاهر من أبرز أهرامات وأعلام الحركة الرياضية الفلسطينية كان مولعا بالعمل الوطني والرياضي والتحصيل العلمي ,حصل على العديد من الدورات الرياضية في جمهورية مصر العربية وبيروت في مجال إعداد القادة وتدريب كرة القدم والملاكمة وكرة السلة.

جاد بنفسه من أجل رفعة الوطن والمنظومة الرياضية وظل حاملا مشعل الصمود الرياضي عبر أكثر من خمسة عقود كانت زاخرة بعطاء كبير وانجازات عظيمة مازالت ماثلة في ذاكرة التاريخ.

كم كنا نتمنى أن تظل معنا أبا زاهر وبيننا ومع رفاق دربك ولكن أعظم الأماني والأمنيات تعتريها الصعاب فهذا هو قدرنا نحن معشر الرياضيين أن نتجرع سم العلقم على رحيل الأبطال والرواد صناع التاريخ.

كان الفقيد الراحل سعدي كحيل رمزا من رموز العمل الوطني والرياضي فكان قدوة حسنة ومثالا للعطاء الذي لا ينضب وبقدر ما أنجز للوطن والرياضة الفلسطينية وأخلص وأوفى ستظل هذه المواقف والانجازات الخالدة محفورة ومنقوشة في صدر بوابة التاريخ.

لقد شق الفقيد طريق المجد والعزة في ريعان شبابه وكانت نظراته على الدوام ورغم عمق الجراح والنزوح والتشرد باتجاه شمس الحرية المشرقة التي لا يمكن أن تغيب طال الزمن أو قصر.

عشق أبا زاهر الوطن وترابه عشق لا يوصف وعاهد مع رفاق دربه من الرعيل الأول من جيل الرواد والعمالقة أبطال فلسطين وسفرائها أن يظل حاملا راية ومشعل النصر في كل ساحة وميدان.

فمنذ فجر التاريخ المشع بالنور والعزة والكرامة وبعد نكبة العام1948م وما واكبها من آلام أدرك القائد الوطني والرياضي الفذ سعدي كحيل حجم المسؤولية الوطنية والرياضية وأدرك جيدا أن الرواد والأبطال والقادة يأتون مثل نهر متدفق جذوره في الأرض وجداوله آتية من السماء يشكلون الخصوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

رفع أبا زاهر فقيد الوطن والرياضة الفلسطينية شعار العطاء وحمل هذا الشعار حتى رحيله وكان باستمرار يزرع ويغرس روح التضحية والبطولة في نفوس الأجيال ويحث الجميع في الحقل الرياضي على بذل الغالي والنفيس من أجل أن تظل الراية الرياضية الفلسطينية خفاقة في سماء المجد والعزة.

الراحل سعدي عبد المعطي كحيل ولد بمدينة غزة عام 1940م كان من الرواد الأوائل الذين خطوا تاريخ أمتهم وشعبهم بحروف من نور ونبهوا العالم إلى أن فلسطين لها تاريخ وتراث رياضي خالد.

بدأ حياته الرياضية عام 1956م حين تولى قيادة تدريب مدرسة الشرطة بغزة وفيي نفس العام انضم لصفوف فريق كرة السلة بنادي غزة الرياضي حيث حصل على الميدالية الذهبية مع فريق النادي.

تربع على بطولة فلسطين وكان بطل فلسطين الأول في لعبة الملاكمة وزن خفيف متوسط لمدة ثلاثة سنوات متتالية (1954م ,1955م ,11956م).

تلقى دورات تدريبية متقدمة في كرة السلة والملاكمة عام 1960م في بيروت وكان من أبطال سباق اختراق الضاحية والمسافات القصيرة والطويلة.

قاد منتخب فلسطين لكرة السلة أثناء مشاركته في الجماهيرية العربية الليبية وحصل على المركز الأول.

رحم الله فقيد الوطن والرياضة الفلسطينية المرحوم بإذن الله تعالى (سعدي عبد المعطي كحيل /أبا زاهر