صواريخ S-300 تفتح سباق تسلح جديد بالمنطقة
نشر بتاريخ: 18/04/2015 ( آخر تحديث: 20/04/2015 الساعة: 20:11 )
بيت لحم- معا- منحت الردود على قرار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" تنفيذ صفقة صواريخ S-300 المعقودة مع إيران، إسرائيل الفرصة للإلقاء نظرة عما ينتظرها بعد توقيع الاتفاق النووي النهائي بين الغرب وإيران خاصة خطر اندلاع سباق تسلح غير مسبوق في المنطقة حسب تعبير موقع " مكور ريشون " الناطق بالعبرية صاحب التحليل المنشور اليوم "السبت" .
وقال الموقع "لنبدأ من الحقائق القائلة بان الرئيس الروسي لم يعلن عن اتفاق عملية يقضي بتزويد إيران بمنظومة الصواريخ المضادة للطائرات من نوع S–300 بل أعرب عن استعداد بلاده بيع هذه الصواريخ بعد رفع العقوبات اثر توقيع الاتفاق النهائي الخاص بالمشروع النووي الإيراني ".
جاء الإعلان الروسي بعد زيارة وفد امني روسي عالي المستوى للعاصمة الإيرانية طهران قبل أسبوعين وزيارة مماثلة قام بها وفد إيران للعاصمة الروسية "موسكو " هذا الأسبوع حيث بحث صفقات أسلحة ضخمة يجري بحثها بين البلدين دون أن يتحدث آيا من الطرفين عن هذه الصفقات التي يجري الترتيب لعقدها.
تعتبر منظومة الصواريخ موضوع البحث ذات قدرات إستراتيجية رغم أن الروس لم يعرضوا على الإيرانيين المنظومات الأكثر تطورا ورغم ذلك يدور الحديث عن منظومة دفاع جوي يمكنها ضرب الطائرات من مسافة 150 كلم وهذا يشكل تحديا هائلا لكل سلاح جو في العالم بما في ذلك سلاح الجو الإسرائيلي الذي يعمل طيلة السنوات الماضية على إيجاد طرق ووسائل لمواجهة هذه المنظومات ويمكن الافتراض بأنه طور تكنولوجيا تعمل على تشويش هذه المنظومات ومع ذلك فان أي مفاجأة في الميدان قد تغير الوضع وتقلبه رأسا على عقب.
ويتوقع أن يعرض الروس في المراحل القادمة على الإيرانيين اقتناء المنظومات الأكثر تطورا تلك التي تمتلك قدرات على اعتراض وإسقاط الصواريخ المجنحة أيضا وهذه المنظومات قد تلحق ضررا كبيرا جدا ليس فقط بالقدرات الخاصة بتوجيه ضربات إلى إيران عبر غارات جوية بل يصل ضررها إلى القدرة الهجومية الأمريكية الأساسية المتمثلة بالقصف عبر الصواريخ المجنحة وكذلك تلحق ضررا كبير بقدرات مهاجمة إيران عبر إطلاق صواريخ من غواصات تمخر عباب البحر .
تشير تقارير أجنبية إلى أن إسرائيل بنت قدرتها على الرد على هجوم نووي إيراني محتمل أو ما يعرف بتوجيه " الضربة الثانية " على مبدأ وفكرة إطلاق الصواريخ النووية من الغواصات ومن هنا يأتي ضرر المنظومات الروسية المتطورة التي قد تصل إيران .
كان من المفترض أن توقع صفقة الصواريخ S–300 مع إيران قبل عشر سنوات لكنها ألغيت عام2010نتيجة ضغوط إسرائيلية كبيرة وفرض العقوبات الدولية على إيران وقضى تفاهم " صامت " أن تمتنع إسرائيل عن بيع "جورجيا" و "أوكرانيا" أسلحة متطورة مقابل وقف روسيا عملية نقل الصواريخ المضادة للطائرات إلى إيران .
فيما يتعلق بجورجيا توقف توريد الأسلحة الإسرائيلية بالكامل بعد الحرب التي وقعت مع روسيا نهاية العقد الماضي لكن الوضع مع أوكرانيا مختلف حيث طرحت في الآونة الأخيرة على طاولة البحث عدة صفقات بينها تزويد أوكرانيا بطائرات إسرائيلية دون طيار متطورة بقيمة تصل إلى عشرات ملايين الدولارات لكن هذه الصفقات تم تجميدها بناء على طلب من وزارة الخارجية الإسرائيلية حفاظا على العلاقات " السلسة" القائمة بين روسيا وإسرائيل لكن وبعد تزويد إيران بالصواريخ بات في حكم المؤكد إتمام صفقات الأسلحة الإسرائيلية الأوكرانية.
حاليا ينظر للصفقة الروسية الإيرانية على أنها تصلبا روسيا إيرانية مقابل ضعف الغرب والرئيس الأمريكي باراك اوباما المتعجل للتوصل إلى صفقة نووية مع الإيرانيين كجزء من اللعبة الأممية الجديدة التي تلعب فيها إسرائيل دورا ثانويا لا قيمة له.
وقال "يعقوب كدمي" الرئيس السابق لمنظمة "نتيف" اليهودية الخاصة بتهجير يهود الاتحاد السوفيتي السابق بان الروس لا ينوون التأني في طريقهم نحو الفوز بميزانية لمشتريات ايران الضخمة حيث من المتوقع أن يبيعوا إيران أسلحة بقيمة تصل إلى 20-30 مليار دولار .
مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يعتقدون بان إستراتيجية إيران لليوم التالي بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني تقوم على ضرورة الحفاظ على وضعها كدولة تقف على حافة الانجاز النووي وفي المقابل تنفيذ خطة إستراتيجية لتعظيم قوتها العسكرية رغم هبوط أسعار النفط ستشتري إيران منظومات أسلحة متطورة جدا ليس فقط من روسيا وستحصل على تلك المنظومات التي يرفض الروس بيعهم أيها من خلال الصين بما في ذلك منظومات شبيه وتوازي أكثر المنظومات الروسية تطورا وتعتبر متطورا أكثر بكثير من منظوم S–300 ما يعني رفع قدرات إيران العسكرية بشكل دراماتيكي ما يمكنهم من العودة لمسعى الحصول على الأسلحة النووية سواء كان ذلك السعي علني او سري.
وفي ظل هذا الوضع وسياسة " اوباما" الساعي لعقد اتفاق نووي مع إيران بكل ثمن وطريقة بغض النظر عن كونها دولة تسعى للتحول إلى قوة إقليمية تمتلك قدرات عسكرية هائلة فان السيناريو المتوقع والمنطقي هو أن سباق التسلح لن يتوقف في إيران وعندها بل سيصل قطاره إلى الدول الخليجية التي ستشتري من أمريكا كميات هائلة من الأسلحة مع توقها وسعيها للحصول على قدرات نووية تشكل ثقل موازي مقابل القنبلة النووية الإيرانية .
ستقوم الولايات المتحدة بتعويض إسرائيل بالمال والسلاح لكن كميات الأسلحة التي ستتدفق على إيران والدول " المعتدلة" تلك الدول التي قد يتغير فيها النظام في ليلة ويوم ستكون كميات هائلة وكبيرة ما يعني أن على إسرائيل ان ترفع من ميزانية " الدفاع" لديها بشكل دراماتيكي علما بان الميزانية العسكرية الحالية تصل إلى 12 مليار دولار وهذا المبلغ اقل بكثير من قيمة صفقات السلاح المتوقع إبرامها بين إيران وروسيا خلال السنوات القادمة .
وأخيرا اختتم الموقع الالكتروني " مكور ريشون" تحليله بالقول "ان النقاشات التي شهدها العقد الماضي والمتعلقة بإضافة أو تقليص عدد من مليارات الشواقل من ميزانية الجيش قد يتغير ليصبح نقاشا حول مبالغ تصل الى عشرات المليارات وهذه الأمور قد تتغير في حال لم يتم توقيع اتفاق نهائي مع إيران لكن الرئيس الروسي منح إسرائيل فرصة النظر على سباق التسلح الذي ينتظرها بعد الاتفاق .