الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حي عقبة الخالدية... صراع الهوية

نشر بتاريخ: 21/04/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
حي عقبة الخالدية... صراع الهوية

القدس - تقرير معا - تعيش عشرات العائلات المقدسية في حي عقبة الخالدية القريبة من المسجد الأقصى بالبلدة القديمة في حالة قلق وتوتر دائم بسبب محاصرتها بالجمعيات الاستيطانية وأطماعها بالسيطرة على جميع منازلهم وتهويد الحي.

عدة منازل تمت السيطرة عليها عقب احتلال المدينة عام 1967 وأخرى في فترات متلاحقة في الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي، كانت بطرق ملتوية غير قانونية تحت ذريعة "أملاك الغائبين" أو قرارات قضائية بوثائق مزورة.


فالحي بصورته الحالية يعيش صراع الهوية كغيره من الأحياء المستهدفة بالتهويد، بمظاهر ومعالم واضحة، فتنتشر الاعلام الاسرائيلية فوق أسطح بناياته وكتابات عبرية حفرت على حجارة بعض المباني، كما يحتوي الحي على كنيسين يهوديين و3 مدارس دينية وقاعة للاحتفالات، وفي المقابل تحاول العائلات المقدسية القاطنة فيه الحفاظ على أملاكها وترميمها رغم المنع من قبل البلدية

العائلات المقدسية في عقبة الخالدية
عائلة صب لبن نموذج يمثل صراع الوجود والبقاء في الحي.. السيدة نورة غيث صب لبن تعيش منذ عام 1953 مع عائلتها في المنزل بعد أن استأجرته من الأردن، وفي عام 1969 توفيت والدتها، وبقيت في المنزل مع شقيقتها وشقيقها، واستمرت العائلة في دفع الايجار، وفي عام 1976 طالبتهم سلطات الاحتلال بإعادة المنزل بحجة انه "أملاك يهودية"، وبدأت العائلة صراعها لاثبات حقها بوجودها في منزلها، وبقرار من الاحتلال صدر عام 1984 قرار بضرورة تصليح المنزل بحجة انه "بناء خطر" وبعد ان بدأت العائلة باجراء التصليحات اللازمة صدر قرار من المحكمة باغلاق المنزل، بعد دعوى رفعت عليهم من قبل محامي "القيم العام - املاك الغائبين" بحجة تغيير معالمه.

وتضيف السيدة نورة "أم أحمد" :"تم اخراجنا من المنزل بقرار من الاحتلال لحين البت بملكيته، وفي عام 1989 صدر قرار يسمح لنا بدخول المنزل، وحتى عام 2001تمكنا من اعادة فتحه والعيش فيه مجددا، علما انه خلال فترة عدم وجودنا بالمنزل تم السيطرة على احد الشقق المقابلة لنا في البناية، وتم اغلاق مدخل منزلنا، وقمنا بفتح مدخل آخر للعودة اليه."


وأوضحت أن العائلة فوجئت بقضية جديدة رفعتها جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية ومطالبتها بالمنزل، مشيرة أن المنزل محاط بالبؤر الاستيطانية ومقابله مباشرة بيت استولى عليه المستوطنون، وحاول المستوطنون خلال الأشهر الماضية اخلاء العائلة الا انها تمكنت من تأجيل ذلك بعد توجهها الى المحاكم، وتنتظر العائلة جلسة أواخر شهر أيار "للبت في ملكية المنزل".

الباحث في شؤون الاستيطان بالقدس القديمة
وحول حي "عقبة الخالدية" الموجود على امتداد سوق "القطانين" احد أبواب المسجد الاقصى من الغرب، أوضح الباحث في شؤون الاستيطان بالقدس القديمة هايل صندوقة لوكالة معا أن الاحتلال الاسرائيلي استولى على العديد من العقارات العربية داخل داخل البلدة القديمة، منذ الأيام الأولى لحرب حزيران 1967، حيث هجر الاحتلال عشرات الأسر الغربية بالقوة كما عملت الجمعيات الاستيطانية جاهدة للاستيلاء على العقارات العربية وتفريغها من سكانها.

اول العقارات
أوضح صندوقة انه في نهاية حرب الأيام الستة اخرج ضباط الجيش الاسرائيلي العائلات العربية التي كانت تقطن في عقار عائلة رصاص الواقع في منتصف عقبة الخالدية، وكانت تعيش فيه أكثر من 11 عائلة، وملكية هذا العقار في أوائل القرن العشرين كانت لعائلة رصاص ثم انتقلت الى عائلة يهودية مغربية.

وأوضح صندوقة أن المبنى اطلق عليه اسم بيت "همعرافيم" واليوم مسمى "بالكنيس" وكانت تعيش فيه 8 عائلات يهودية وفي الثلاثينيات هجرت العائلات بسبب المشاكل في حارة "اليهود" المجاورة، وبعد احتلال القدس طردت منه العائلات العربية بقرار من ضباط الجيش واستولت عليه جمعية" عطيرت ليوشنا".

كما استولت جميعة "عطيرت كوهنيم" على "دار الصبرا" عام 1967 ، الواقعة في نهاية عقبة الخالدية وبداية طريق حي "القرمي"، وبعد الاستيلاء عليها تم تهجير أكثر من 10 عائلات فلسطينية منها، لافتا صندوقة أن جميعة "عطيرت كوهينم" سيطرت على العقار، وسكن في قسم من الدار رئيس الجمعية الذي كان يعمل على تهويد الاحياء العربية من خلال السيطرة على العقارات بعدة طرق( منازل خالية او شبه مسكونة أو اصحابها بالخارج).

الاستيلاء على أرض الحاكورة
وأضاف الباحث صندوقة لـ معا أن الجمعيات الاستيطانية قامت بالاستيلاء على "أرض حاكورة الصبرا" موضحا ان المكان عبارة عن سوق مهدوم، هدم بالزلزال الكبير الذي ضرب البلاد، ولم يبقى منه اليوم سوى مقهى من الجهة الشمالية ومحل من الجهة الجنوبية.

ولفت ان المكان سمي "بأرض الصبرا" لأنه مغطاة بأشجار الصبر وتتصل بأسطحه الدكاكين من الناحية الغربية، وتبلغ مساحتها حوالي دونم ونصف.

وأوضح صندوقة أن محاولات الاستيلاء على "ارض الصبرا" بدأت منذ السبعينيات، وتوجهت عائلة نسيبة للمحاكم الإسرائيلية والتي قررت في نهاية الأمر نقل القضية" لحارس الأملاك المتروكة"، بعد اخفاء "كواشين مهمة للأرض" من قبل موظفة يهودية، وبناء على ذلك استولت الجمعيات الاستيطانية على الموقع وشيدت فيه مدرسة دينية يهودية للأطفال.

ولفت أن المستوطنين يطلقون على دار الصبرا والحاكورة اسم مدرسة "غالتسية"

الاستيلاء على مسجد "خان السلطان"
وأضاف صندوقة لـ معا انه في عام 1989 قام مستوطنون من "عطيرت كوهنيم" يقيمون في دار الصبرا بالاستيلاء على ساحة مسجد "خان السلطان" بعد أن ازالوا الحائط الضخم الفاصل.

وحاول المستوطنون اقامة جسور من الاسمنت المسلح على اسطح الدكاكين لربط (دار وحاكورة الصبرا وساحة المسجد والبؤر في حي القرمي والسرايا بالحي اليهودي)، وبعد اعتراض الاوقاف الاسلامية والسكان تم اقامة الجسور الخشبية الخاصة لهم بالمكان، ومؤخرا مدوا جسورا من الاسمنت.

حوش الأمبور والمدرسة
كما استولت على حوش "الامبور" والذي سمي بهذا الاسم نسبة الى عائلة "الامبور" المتصلة بعائلة الحلاق وهي تركية الاصل وتملك عقارا في صدر الحوش، ولا تزال العائلة محافظة عليه، الا ان باقي العقارات الواقعة في الحوش تم الاستيلاء عليها بدعوى ملكيتها قبل عام 1948.

واضاف صندوقة أن جمعية "عطيرت ليوشنا" استولت عام 1984 على بعض العقارات في حوش المدرسة" بحجة ملكيتها" قبل احتلال القدس، حيث اخلت منها 28 عائلة فلسطينية، وتم تحويلها الى معهد" شوفوبانيم" ومعناها "عودوا ايها الابناء".

ولفت انه بقيت عائلتين في المبنى فقامت مجموعة من طلاب معهد شوفوبانيم بقتل المواطنة فاطمة أبو ميالة عام 1983 واستولت على سكنها، كما اخلوا المواطن محمود أبو اسنينة من البناية بالقوة.

أما البناية الثانية في الحوش فقد تمكنت"جمعية عطيرات بين هيوتيم هشني" من السيطرة على غرفتين منه.

كما سيطرت جمعية عطيرات ليوشنا على سكن عبد العزيز الكركي، وهو بالاصل لعائلة رصاص.

كما سيطرت الجمعيات الاستيطانية على مبنى ال الجاعوني والمؤقت، حيث اعتبرته البلدية انه آيل للسقوط وتم اخراج قاطنيه، وبقي مهجورا لفترة، وقام أحد السماسرة عام 1986 بشراء أجزاء منه وتسريبه للمستوطنين والجزء الاخر تم الاستيلاء بطرق ملتوية.

مبنى ال نسيبة
وأضاف صندوقة ان الاحتلال يسعى للاستيلاء على عقار نسيبة بأكمله بعد السيطرة على أجزاء منه، حيث تم الاستيلاء على طابق الاول من بناية "عائلة الشرباتي" وحول الى كنيس، كما قامت بتفريغه من الاتربة وتوسيعه واسكنت فيه عائلة يهودية، وبقيت عائلة شرباتي صامدة في منزلها"الطابق الثاني" حتى اليوم رغم وجود دعوى اخلاء ضدها.

كما تم الاستيلاء على مخزن لعائلة كستيرو وحول الى قاعة احتفالات، والاستيلاء على سكن غازي زلوم ومحليين تجاريين لعائلة وزوز، وهناك قضية مرفوعة ضد عائلة بدوي أبو عصب.


محاولات للاستيلاء على عقارات
وأشار صندوقة الى ان 6 عائلات مقدسية تسكن في دار الصبرا تسلمت بلاغات من سلطات الاحتلال تطالبهم فيها باثبات ملكيتهم للمنازل التي يقطنونها بحجة انها "منازل يهودية، وتمكنت هذه العائلة من ابراز عقود البيع وانها مثبتة في دائرة الطابو منذ اربعينيات القرن الماضي، وأوضح صندوقة أن المنازل تضم حوالي (22) غرفة يسكنها عشرات الافراد.

تقرير: ميساء ابو غزالة