الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحسيني يحذر من مخطط ترحيل البدو

نشر بتاريخ: 21/04/2015 ( آخر تحديث: 21/04/2015 الساعة: 19:37 )
القدس - معا- حذر وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني من مخطط سلطات الاحتلال الاسرائيلي القاضي بترحيل التجمعات البدوية في فلسطين وسياسات الترانسفير التي تنفدها بحق البدو وابناء الشعب الفلسطيني عامة ، داعيا الاسرة الدولية الى تحمل مسؤولياتها ومنع سلطات الاحتلال من تفريغ مناطق شاسعة من الاراضي المصنفة (ج) ومصادرتها لصالح التوسع الاستيطاني ، وبالتالي خنق المناطق الفلسطينية والتضييق على السكان في المناطق المصنفة (أوب) ، ما سيحول دون اقامة دولة فلسطينية مترابطة جغرافيا وقابلة للحياة في الاراضي المحتلة عام 1967 .

ورفض الحسيني خلال جولة له وسفراء وقناصل دول اوروبية ومن الامم المتحدة وشارك بها محافظ محافظة أريحا والاغوار المهندس ماجد الفتياني في منطقة التجمع البدوي المعروفة ببوابة القدس ومنطقة تجمع ابو نوار بالعيزرية وابو ديس، صباح الثلاثاء رافقه فيها محمد عريقات مدير عام المحافظة في منطقة جنوب شرق القدس التقوا خلالها وجهاء وعدد من ساكني هذه التجمعات البدوية ، رفض ما باشرت به سلطات الاحتلال مؤخرا من اعمال البناء لصالح التوسع الاستيطاني ونقل التجمعات البدوية الموجودة على اراضي مصادرة لدواعي امنية تعود ملكيتها لاهالي منطقة ابوديس ، والتي ستؤدي الى تهجير اكثر من 1500 نسمة كخطوة اولى اضافة الى تهجير اكثر من 12 الف نسمة من البدو الى منطقة النويعمة في محافظة اريحا .

ونوه ان هذا المشروع كان قد تم البدء به عام 1997 حيث جرى حينه ترحيل مئات العائلات البدوية المحيطة بمستوطنة معاليه ادوميم بهدف توسيعها ونقلت الى الاراضي الشرقية من بلدة ابو ديس ، ولم تكف سلطات الاحتلال منذ ذلك الوقت عن سعيها في التوسع الاستيطاني ، مؤكدا ان البدء بالمشروع الحالي يعني الشروع بمشروع ( اي1) الاستيطاني والذي سيقسم الاراضي الفلسطينية ويحول دون اقامة دولة مترابطة جغرافيا انما كانتونات معزولة عن بعضها البعض وخنق السكان الفلسطينيين ، ناهيك عن ان المنطقة المراد نقل البدو اليها تمثل التوسع الطبيعي الوحيد مستقبلا لسكان منطقة ابو ديس ، ما سيعمل على ضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني والقضاء على حياة البداوة في فلسطين .

واشار الى مخطط بناء جدار الفصل والوسع العنصري في المنطقة الشرقية لبلدة ابوديس والقرى الفلسطينية المجاورة واغلاق شارع القدس-اريحا التاريخي والذي سيؤدي الى عزل المنطقة بالكامل عن محيطها الفلسطيني والالتفاف على حق العودة حيث معظم هؤلاء البدو من لاجئي منطقة بئر السبع .

واعتبر الحسيني الممارسات الاسرائيلية انتهاكا صارخا للاعراف والمواثيق الدولية ومحاولة لافشال جهود القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس لانتزاع الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لدولة فلسطين واقامة الدولة المستقلة على كامل الارض التي احتلت في الخامس من حزيران عام 1967 بما فيها مدينة القدس المستهدفة والعاصمة الابدية للدولة الفلسطينية ، مؤكدا ان جميع محاولات الاحتلال ستبوء بالفشل كسابقاتها في طمس الحقائق وتزوير التاريخ لصالح اهداف استعمارية خبيثة .

من ناحيته أكد محافظ اريحا على ان هذه الاراضي تعود ملكيتها للشعب الفلسطيني وهو فقط المسؤول عن كيفية استخدامها منوها الى ان الاحتلال الاسرائيلي ومنذ احتلاله ارضي دولة فلسطين عام 1967 شرع بتزوير غالبية وثائق الملكية لتسهل عملية الاستيطان والاحلال موضحا ان السلطة الوطنية الفلسطينية ومنذ قيامها عام 1994 تقدمت بطلبات كثيرة من اجل تطوير البنى التحتية لجميع السكان بما فيها التجمعات البدوية الا ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة كانت تعاقب الشعب الفلسطيني بقرارات عسكرية تقود في نهاية المطاف الى مصادرة الاراضي واقامة المستوطنات عليها دون ادنى مراعاة لملاكها ما يؤكد عدم شرعيتها .

ودعا الفتياني المجتمع الدولي وهيئات الامم المتحدة الى اتخاذ مواقف جدية ومسائلة اسرائيل عن سياساتها المنافية لكافة القوانين الدولية والانسانية مؤكدا ان القيادة الفلسطينية ماضية في دفاعها عن حقوق ابناء الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية ومقاضاة اسرائيل وقادتها على جرائمها المرتكبة ومنها الاستيطان والذي صنف ضمن جرائم الحرب التي يحاسب عليها القانون الدولي وانتزاع الحقوق المشروعة للفلسطينيين التي كفلتها هذه القوانين التي يجب ان تطبق دون انحياز لطرف دون الاخر .

واستعرض داود الجهالين مسلسل ترحاله وجميع البدو القاطنين في هذه المنطقة منذ بدء النكبة عام 1948 معلنا رفضه وجميع التجمعات البدوية لمخططات الاحتلال بترحيلهم من مضاربهم الا اذا كان الترحال الى موطئ رأسهم في منطقة بئر السبع والنقب ومفندا مزاعم الاحتلال عن موافقة بعض العائلات البدوية على هذه المخططات او القبول بما تسميه سلطات الاحتلال بخطة تطوير البدو ومعلنا رفض الجميع للوطن البديل الذي تحاول سلطات الاحتلال تمريره عبر بدو فلسطين بالرغم من مختلف الممارسات التي تقوم بها من قطع للمياه والكهرباء ومصادرة الاراضي وهدم المضارب والاستفزازات اليومية الا ان نحو 21 تجمعا يقطن هذه المنطقة متمسك برفض كافة العروضات المقدمة من الاحتلال الا اذا كان العرض يقوم على عودتهم الى وطنهم الاصلي في النقب .

واستعرض الجهالين الكثير من الاضرار الاجتماعية المترتبة على مخططات الاحتلال والممارسات التي سبقتها موضحا ان التجمعات البدوية تعيش على الثروة الحيوانية والتي فقدت معظمها جراء تكرار مسلسل الترحال ناهيك عن ارتفاع نسبة البطالة بين البدو الى ما نسبته 70 بالمئة ، داعيا السفراء والقناصل الاجانب الى نقل رسالة البدو الى بلدانهم واستخدام نفوذهم للضغط على الحكومة الاسرائيلية لالغاء مخططاتها المخالفة للقوانين الدولية وحقوق الانسان .