نابلس - تقرير معا - تشهد باحات جامعة النجاح هذه الأيام حركة نشطة ليس من قبل الطلاب فحسب وإنما من قبل آلاف الفلسطينيين الذين يؤمونها يوميا للتسوق من داخل المعرض التجاري الذي تنظمه الجامعة ومجلس طلبتها داخل الحرم الجامعي الجديد بهدف تعزيز الحركة التجارية في مدينة نابلس والتعريف بالمنتجات الفلسطينية المتنوعة.
وعند تجوالنا داخل المعرض استوقفتنا إحدى الزوايا التي يجلس فيها مجموعة من الشبان والشابات الذين اتخذوا احد الأكشاك داخل المعرض وكتبوا عليه ملتقى الطلبة المقدسيين وحين تقترب من هذا المكان تبدأ أصوات هؤلاء الطلاب بالارتفاع وهم يدللون على كعك القدس الذي غاب عن أسواق مدينة نابلس ومدن الضفة الغربية كثيرا بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي حيث يقوم الطلاب المقدسيون في جامعة النجاح بإحضار الكعك معهم كل صباح وبيعه للمتسوقين الذين يؤمون المعرض والذين يشترونه بكميات كبيرة لعشقهم لهذا الكعك وهذا النوع من الخبز القادم لهم من عاصمتهم المقدسة.
كم هو رائع ذاك المنظر وكم هي جميلة تلك اللحظات التي تعيد ذاكرة الفلسطينيين إلى سنوات لم يعهدها الكثيرين من هؤلاء الطلاب حين كان المسافر من المدن الفلسطينية يصل كل يوم وفي أي وقت يشاء إلى مدينته المقدسة دون قيود أو شروط من احد فأبناء القدس في هذه الجامعة الوطنية أبوا إلى أن يكونوا جزء من هذا المعرض فكان لكعك القدس حكاية وكان لصوتهم رنين ونغمة مميزة .
وفي ذات المكان وعلى كرسي بسيط تجلس الطالبة دانية يحيى وهي إحدى الطالبات المقدسيات اللواتي يدرسن الصيدلة وأمامها مجموعة من الأصداف والحجارة تكتب أسماء من يرغب من زائري المعرض عليها مقابل مبلغ زهيد من المال استوقفتنا حكاية هذه الفتاة والتي تذهب إلى يافا وتجمع الحجارة والأصداف من على شاطئ البحر لتقدمها للمتسوقين في هذا المعرض.
حين سألناها لماذا يافا وليس من حجارة القدس قالت دانية أنها تفعل ذلك في رسالة منها للتأكيد على عروبة يافا كما نابلس وقلقيلية والقدس وجنين وان الوطن واحد مهما حاولت جغرافيا الاحتلال تغيره وإنها تفتخر بان يحمل كل فلسطينيين صدفة من أصداف بحر يافا وحتى يعرف هذه الصدف انه عربيا ومن أصول عربية وأخذت تخط اسمي على صدفة فسرعان ما كانت هذه الصدفة جزء مني فذهبت أنا وصدفتي وبقيت دانية على حالها كما هو حال يافا والقدس وحيفا.
رائد عمر