الصحافة الاسرائيلية تنتقد صمت الجيش - بدلا من ناطق جديد باسم الجيش الاسرائيلي لدينا ناطق جديد لا يحب الكلام
نشر بتاريخ: 11/09/2007 ( آخر تحديث: 11/09/2007 الساعة: 10:51 )
بيت لحم - ترجمة معا - من الممتع الحصول على معاش عقيد في الجيش والالتزام بصمت مدو ، هذا هو( الاكتشاف) الأفضل الذي سيلتصق باسم افي بنياهو الضابط في اذاعة الجيش الاسرائيلي سابقاً، وبالنسبة لهذا الرجل الصامت سيبدو اريئيل شارون ثرثارا ومثله اولمرت، براك واشكنازي.
أشكنازي يمنح بنياهو رتبة عقيد
سيقال في الحال: أن افي بينياهو هو أحد المستشارين الاعلاميين الأكثر تمرّساً في اسرائيل، فقد تطوّر اعلامياً من خلال عمله مع ايتسيك مردخاي وايهود براك في الزمن الكبير (الايام الكبيرة /العظيمة ) ونجح بشكل كبير بعمله كمسؤول عن اذاعة الجيش في الفترة التي كانت تتجاذبها الاطراف السياسية وتحاول اغلاقها.
بنياهو لم يذهب باتجاه السوق الخاصة انما فضَل على ذلك البقاء في الجيش والعودة الى ماضي المتراس الاخير، وفي الوقت الذي كان يتوسل من أجل ان يستضيفوا ويقيموا مقابلات مع المسؤولين عنه، انتصب بعد ذلك مثل سور صلب امام سياسيين اخرين الذين توسلوه، طالبوه وهددوا من اجل الحصول على فرصة بثهم في أهم محطة راديو في اسرائيل، الان هو تخطى ذلك لمرتبة المتحدث الاول باسم الجيش والمستشار (لشؤوون الثرثرة) لجابي اشكنازي.
كونوا على ثقة بان كل نصيحة من قبل بنياهو تساوي ذهباً، أكثر بكثير من معاشه، وكي لا يكون لديكم أدنى شك فلو أنه افتتح مكتب استشارة لكان ربح الملايين، ولكن بنياهو حقاً يهتم ويفكر بالدولة، كصهيوني نشأ في الكيبوتس ويتمتع بذكاء حاد وبنظرة متفحصة لمصير احالته على المعاش، هو يستحق ذلك.
الذي يقودنا / يأخذنا للتيار/ النزعة الجديدة والتي يقودها بنياهو، والذي سجل انجازات بصدده، لاول مرة منذ عشرات السنين تتسم متحدثية الجيش بالصمت المطلق وبالعناد المستمر حول عدم تقديم اجابات عن اي سؤال تكون اجابته غير سهلة ، أو غير لطيفة/ متعاونة /متعاطفة للمجيبين.
هناك من سيقول انه تحدد الان وبالذات في هذه الايام قواعد جديدة للعبة ليست بالمعهودة بين الاعلام / الصحافة والسياسة، بين الحكومة والصحافة المكتوبة وبين الجيش والمراسلين، القواعد بشكل عام هي كالتالي: الصحافة تستطيع ان توجه الاسئلة لكننا لسنا بمجبرين على الاجابة، وان لم نرد ذلك - الحاكمين- اي ان نجب على اسئلتكم تستطيعون ان تدفعوا فضولكم للوحة المفاتيح، للكاميرا وللمايكريفون وفي اقصى الحالات تستطيعون الاشتكاء، ولكن بنعومة/بلطافة، لان من سيشتكي اكثر من اللازم سنبعث اليه اختنا - الرقابة- ، ان تطلّب الامر او لم يتطلب ذلك. من أجل ان يكون هنا خوف وأيضاً هدوء.
بدلاً من الناطق باسم الجيش حصلنا من بنياهو على دالة خاصة من نوعها: " الساكت باسم الجيش". الحديث يدور حول صراع / نضال هو الاول من نوعه، حاليا الصحافة الاسرائيلية تعتبر ( عميلة/ شريكة) لاولمرت، براك وبنياهو وتعمل حسب حق الجمهور الاساسي ( البسيط) معرفة ما يدور في اروقة الامن في الدولة.
الصمت كان السلاح الذي من خلاله ازاح ايهود براك عامي ايلون و(طيّر) عمير بيرتس من مكتب وزير الامن الفاخر. كاتب هذه السطور يدرك تماماً من اشار الى براك بان يعمل حسب هذا التكتيك، التي اغاظت الصحافيين كثيرا، ولكن هذا قد نجح ولا يوجد مكان للنقاش هنا.
حسب ذلك، نقل صمت الجنرالات الى الجيش. هذا يلائم اشكنازي الذي هو اساسا ليس من محبي ( روني دانيال - مراسل القناة التلفزيونية الاسرائيلية الثانية ) بانواعهم وكل من هو على اشكالهم.
هذا يلائم براك الذي ما زال يبني نفسه / يقدم نفسه كبديل لاولمرت في الدورة القادمة، وهذا يلائم ايضاً وليس أقل من ذلك كل الذين يحسبون ان الصحافة فقط تضر بالحرب ضد "الارهاب ".
وبهذه المرحلة يجب الانتباه لهذا الحدث ودراسته كشيء شاذ، افي بنياهو يضع الاسس لعلاقات عمل جديدة بين الجيش والمواطن. بنياهو صامت بشأن اختراق الاجواء السورية، وهو يتأتيء باعطاء اجوبة حول خطف احد قادة حماس في رفح، وأساسا هذا لا يبدو له غير جيد بان لا يعطي اجابة لاي احد.
لا يمكن عدم الانتباه للصمت الكبير أيضاً في مكتب اولمرت، حتى انه لم يسمح بعقد مقابلات على شرف العيد هذه السنة وفي القريب مستشاره "جالنطي" سيستطيع افتتاح ورشة صمت مطلق بوصاية المسؤولين
اريئيل شارون بتل هشومير هو ثرثار كبير مقابل اولمرت براك واشكنازي، حالياً هذا يعمل بنجاح ، لكن من المستحسن للجمهور ان يعي ان من حقه في دولة ديموقراطية ان يعرف، سيأتي اليوم، الذي ستعرفون فيه ما كان يتوجب عليكم معرفته ولم تعرفونه. وحينها سوف تغلي دماءكم من الغضب /و تثورون غضباً على الصحافة التي لم تخرق قواعد الصمت.
وحتى ذلك الوقت ، يوجد لدين ساكت الجيش بدلا من ناطق الجيش.