السبت: 02/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض يؤكد على أهمية تطوير القدرات التحليلية في مواقع صنع القرار

نشر بتاريخ: 22/04/2015 ( آخر تحديث: 22/04/2015 الساعة: 16:52 )
فياض يؤكد على أهمية تطوير القدرات التحليلية في مواقع صنع القرار
رام الله - معا - استضاف البرنامج التدريبي في مجال "إعداد السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي"، الذي ينفذه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) بالتعاون مع مؤسسة "هينريش بول" الألمانية، الدكتور سلام فياض، رئيس الوزراء السابق.

وأشاد فياض بالبرنامج التدريبي الفريد من نوعه بما يحتويه من حقائب تدريبية ومجالات متعددة في إعداد السياسات والتفكير الإستراتيجي، وبيّن أن التفكير الإستراتيجي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الأهداف والنتائج وأشكال العمل لتحقيقها وما بينها من تداخلات وروابط، من أجل الوصول إلى رؤية إستراتيجية واضحة لاتخاذ القرار الصائب، والتعامل مع الأمور على نحو إستراتيجي.

وعرض الطلاب ملاحظات ووجهات نظر، وطرحوا أسئلة متنوعة حول تجربة حكومات فياض، وما هي العقبات التي وقفت أمامها، وأبرزها دور الاحتلال والعامل الداخلي. وحول مستقبله السياسي، وماذا سيفعل في حال تقلده منصب رئيس الحكومة مرة أخرى، وما هي العبر والدروس من تجربته السابقة، وعن تداخل صلاحيات رئيس الحكومة مع صلاحيات أخرى على مختلف المستويات في الهرم السياسي الفلسطيني، وهل أن الدعم الذي يحظى به كان لشخصه أم للسلطة بصرف النظر عن القائمين عليها؟

وأشار بعض الطلبة إلى إشادة المجتمع الدولي بمؤسسات الدولة التي نفذت بناء على برنامج الحكومة، وما تضمنتها من تعزيز الحكم الرشيد والمساءلة والمحسوبية وإنهاء الفساد، وأشار آخرون إلى تكريس سياسات معينة للحكومة على حساب خطة تنموية حقيقية تستطيع أن تركز على بناء مؤسسات وجعل الاقتصاد مقاوم قادر على الثبات، بدلًا من التحول نحو الاقتصاد النيوليبرالي، الأمر الذي أدى بالمواطن إلى التعامل مع السياسات الاقتصادية المطروحة في ظل الاحتلال وكأننا في ظل دولة مستقلة.

وأجاب فياض على الأسئلة وناقش وجهات النظر برحابة صدر، مركزاً على البعد الاستراتيجي لبرنامج الحكومة "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة"، الهادف إلى بناء وتقوية مؤسسات الدولة الفلسطينية ونظم إدارتها وبنيتها التحتية، وبما شمل المناطق المسماة "ج"، كمرتكز أساسي لتعزيز قدرة المواطن على الصمود في وجه الاحتلال، وبالتالي كرافعة لإنهائه.

يشار إلى أن البرنامج التدريبي المنفذ منذ حوالي أربعة أشهر يهدف إلى تدريب مجموعة من الباحثين والباحثات على مهارات التحليل السياسي والإستراتيجي، وتحليل وإعداد السياسات العامة، ووضع خطط عمل إستراتيجية تتعامل مع قضايا مختلفة، وكذلك تسويقها، وتعوض النقص في توفر مهارات وقدرات في مجالات التفكير الإستراتيجي، خصوصًا في الجيل الشاب.

ويحوي البرنامج التدريبي الذي يعد الأول من نوعه في فلسطين من حيث شمولية حقائبه التدريبية وأدوات التنفيذ، مجموعة من الأهداف التي تراعي الخصوصية الفلسطينية، ومنها: تحليل وإدراك الخصوصية الفلسطينية، لمجتمع تحت الاحتلال ويعيش في الشتات، وإعداد كادر من الباحثين والمحللين القادرين على التفكر العلمي السليم وعلى وضع السياسات العامة وتحليلها، إضافة إلى رفد دوائر صنع القرار والعمل الفلسطيني العام على السواء بطاقات بحثية متخصصة، خصوصًا على صعيد التفكير الإستراتيجي، ونشر ثقافة العمل ضمن فرق عمل كبديل للعمل البحثي الفردي، والقيام بتدريبات عملية لتطوير برامج قد تخدم بالفعل صانع القرار والمجتمع الفلسطيني وتوضع في خدمته. كما أنه يهدف إلى إعداد كادر بحثي شبابي قادر على إنتاج وتطوير أوراق تقدير الموقف، ويمتلك المعرفة والمهارات الخاصة بتسويق أوراق تحليل السياسات.

ويتضمن البرنامج 180 ساعة تدريبية على مدار ثمانية أشهر، حيث يتضمن تنفيذ ثماني وحدات تدريبية، وتشمل: ضبط المصطلحات، والتعامل مع المصادر، وتحليل الجمهور، وتحليل الموقف، وصنع وتحليل السياسات العامة، إضافة إلى مهارات التفكير الإستراتيجي وتقنيات التخطيط المستقبلي وآليات بناء السيناريوهات، وتسويق أوراق السياسات العامة وإيصالها لصانع القرار/الحدث، ومشروع تخرج يقدمه المتدربون/ات في نهاية البرنامج يتضمن إعدادهم مجموعة من أوراق السياسات وتقدير الموقف والتقارير الإستراتيجية.

يشار إلى أن "مسارات" قام بتنفيذ وتطوير البرنامج التدريبي من خلال طاقم الإشراف والتدريب الذي بدأ عمله منذ ستة أشهر على تطوير البرنامج وحقائبه التدريبية في إطاره العام والخاص، ويضم الطاقم كلًا من: د. أحمد جميل عزم، ود. رائد نعيرات، ود. عبد الرحمن التميمي، ود. نشأت الأقطش، وأ. سلطان ياسين. وتم اختيار المتدربين والمتدربات وفق معايير محددة، وبعد اجتيازهم لمرحلتي الامتحان التحريري والمقابلة المباشرة.