القدس – معا : قال الكاتب الاسرائيلي يوري مسجاف إن احد اكبر الاندية الاسرائيلية " بيتار " يرفع شعارا علنيا وهو " نعم للعنصرية"، وتمارس جماهيره العنصرية عن قصد دون أي رادع.
وجاء حديث الكاتب ميسجاف في رسالة موجهة لرئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر، نشرها في مقالة بجريدة هآرتس، الأحد الماضي، تضمنت شرحا كاملا عن الممارسات التي يقوم بها نادي بيتار وجماهيريه، معتبرا ان تلك الممارسات تخالف كل القوانين المحلية والدولية في كرة القدم.
وتطرق الكاتب الى تصريحات مدرب نادي بيتار وتصريحاته بحق اللاعبين العرب، داعيا الفيفا الى ضرورة التدخل من اجل وضع حد لتلك الممارسات العنصرية المخزية حسب قوله.
نص المقال باللغة العربية:
هآرتس
19 April 2015
19 نيسان/أبريل 2015
رسالة مفتوحة إلى رئيس الفيفا، بلاتر
بقلم يوري ميسجاف (Uri Misgav) - القدس
الموضوع: نادي بيتار
سيدي،،،
اسمح لي بأن آخذ القليل من وقتكم لألفت انتباهكم إلى مسألة تنطوي على مبادئ وقيم تهمكم، على الرغم من أنه على مدى فترة توليكم لسدة الرئاسة لم يرتبط اسمكم واسم مؤسستكم دائماً بالمبادئ السامية؛ بل على العكس من ذلك. ولعله لهذا السبب بالذات، أرى أنه من المناسب جداً لكم التدخل في موضوع نادي بيتار القدس، وذلك ليس فقط لتطهير الصورة السائدة، بل لتكريس نوعاً من الربط، حتى لو كان شكلياً، بين الشعارات السامية التي تتبناها الفيفا وبين الواقع على الأرض.
لقد أطلقتم، سيد بلاتر، حملة قبل عدة سنوات تحمل شعار "لا للعنصرية". وفي الفيلم الترويجي القصير الأخير الذي أعددتموه في هذا الموضوع، يظهر كبار نجوم كرة القدم وهم يرددون هذا الشعار، وبعدة لغات. كما إنني أعرف أنك ومؤسستك على دراية بكرة القدم الإسرائيلية. وقد قمتم مؤخراً بالتدخل شخصياً في محاولة لحماية إسرائيل ومجتمع كرة القدم فيها من حملة المقاطعة التي روجت لها السلطة الفلسطينية.
النقطة الأساسية هنا، سيد بلاتر، هي أن: كرة القدم الإسرائيلية لا تقول "لا للعنصرية"، بل إن أحد أكبر نوادينا، الذي يزين شعارنا الوطني رايته، يقول "نعم" للعنصرية. وكثير من جماهير هذا النادي تمارس هذه العنصرية عن قصد وباستمرار علناً وجهاراً في وضع النهار وفي الليل تحت الأضواء الكاشفة، ومع ذلك، تلتزم الفيفا الصمت حيال ذلك.
وعلى الرغم من التقدم الهائل الذي حققته لعبة كرة القدم في الوسط العربي في إسرائيل، الذي ينخرط ممثلوه في أندية الدرجة الأولى، لم يسبق لنادي بيتار القدس أن قام يوماً بضم لاعب عربي واحد إلى صفوفه. وهذا توجه عنصر وتمييزي يذكرنا بصفحات مظلمة في تاريخ الرياضة العالمية. لكن الأمر لا يقف عند هذا الحدّ وحسب، بل إن كثير من مشجعي نادي بيتار القدس يقومون، كل سبت، بترديد نشيد عنصري يقول "سليم طعمة إرهابي / أكرهك يا سليم طعمة / أكره كل العرب".
وحتى أن رابطة مشجعي الفريق تُسمي نفسها "لافاميليا" (العائلة)، احتفاءً بجماعات الجريمة المنظمة، وقد تورط أعضاء هذه الرابطة خلال السنوات العشر الأخيرة في سلسلة طويلة من أحداث العنف التي جاءت على خلفية قومية وعنصرية. قد لا يشكل هؤلاء بالضرورة أغلبية بين مشجعي بيتار القدس، لكنهم يرسخون نهج العنصرية ويؤسسون له.
على الرغم من أن مدرب فريق بيتار الحالي، غاي ليفي Guy Levy، بدأ الموسم الحالي مدرباً لنادي أبناء سخنين، إلا أن ذلك لم يمنعه من التصريح، في الأسبوع الماضي، بأنه يعارض ضمّ أيّ لاعب عربي لنادي بيتار القدس بحجة أن هذا من شأنه "التسبب في توترات نحن بغنى غنها". كما وصف غاي ليفي أعضاء "لافاميليا" على أنهم "أشخاص رائعون ومشجعون عظماء".
في ضوء هذا، سيد بلاتر، أودّ أن أخبرك، على سبيل المثال، عن دوري كرة القدم السنوي للصالات المغلقة الذي ينظمه هؤلاء "الأشخاص الرائعين"، والذي كان من المقرر إقامته السبت الماضي ملاعب قاعة سبورتك. فمن بين الذين سجلوا للمشاركة في هذا الدوري، إ ضافة إلى أخرين، كان هناك مجموعات جماهير "رائعة" مثل فرقة تُسمي نفسها فرقة "الموت للعرب" أو فرقة "بيتار طاهرٌ إلى الأبد".
ولم يسبق لإدارة النادي أن استنكرت هذا العنف والعنصرية، بل إنها، يا سيد بلاتر، تنحني لهم احتراماً على ذلك. مع أن الوضع الطبيعي في معظم الأحيان هو أن تفرض عقوبات وغرامات على النادي الذي تقوم جماهيره بمثل هذا السلوك. الشخص الوحيد الذي حاول محاربة هذه الظاهرة بشكل منهجي هو إيتسيك كورنفيان Itzik Kornfein، المدير العام السابق للفريق، لكنه تعرض للتهديد والمضايقات بسبب موقفه هذا حتى انتهى به المطاف مطروداً من النادي.
سيدي،
في الأسبوع الماضي، أحيينا ذكرى هولوكوست يهود أوروبا. فكيف يمكننا أن نستمر في حمل هذا العار؟ لماذا تأخذون موقف الحياد تجاه ظاهرة نادي بيتار القدس؟ لقد قررت الفيفا هذا الشهر خصم ست نقاط من رصيد نادي أشدود بعد رفضه دفع رسوم انتقال لاعب فريق نيجيري. حسناً، سيدي، كم نقطة، برأيكم، يجب خصمها من رصيد نادٍ تعكف إدارته وجهازه التدريبي ولاعبوه وجماهيره معاً طيلة سنوات على ممارسة عنصرية مخزية؟