الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

من السجن إلى الحصار

نشر بتاريخ: 26/04/2015 ( آخر تحديث: 26/04/2015 الساعة: 15:37 )
من السجن إلى الحصار
غزة- تقرير معا- في الرابع من أيلول/ سبتمبر عام 1999 أُبرمت اتفاقية شرم الشيخ بين السلطة وحكومة ايهود باراك آنذاك، والتي أُفرج بموجبها لاحقا وخلال الدفعة الثانية منتصف أكتوبر من نفس العام عن 42 من الأسرى العرب والدوريات، واشترط أن يتوجهوا الى قطاع غزة لمدة ثلاثة أعوام بدلا من العودة مباشرة إلى بلدانهم.

السنوات الثلاث مرت دون أن تسمح لهم إسرائيل بالعودة إلى بلدانهم التي فيها الأهل والأحبة، والنشأة والطفولة والذكريات، إلا أنهم واجهوا صعوبة في بداية الأمر بالاندماج داخل المجتمع الغزي، ومع الوقت استطاعوا الانخراط والاندماج الكامل بحكم علاقاتهم الواسعة مع الأسرى المحررين وعائلاتهم كونهم عاشوا أكثر من عشر سنوات داخل الأسر، فضلا عن حسن الاستقبال والرعاية والاحتضان من المجتمع الغزي.

هؤلاء الأسرى المحررين وجدوا فيما بينهم الاسرة الواحدة في ظل ابتعادهم الجغرافي عن ذويهم، وفي ظل فقدان بعضهم لأعز محبيهم، فنسجوا فيما بينهم علاقات متينة ومتواصلة، ولهم طقوسهم الخاصة رغم اندماجهم في المجتمع الغزي، حيث يلتقي هؤلاء الأسرى العرب والدوريات كل أسبوع في بيت أحد زملائهم المحررين ليتسامرون ويتبادلون الأحاديث ويطمئنون على أحوال بعضهم البعض، كما وأن العلاقة فيما بين أبنائهم وزوجاتهم، هي الأخرى باتت قوية.

مراسل معا التقى "اسرى الدوريات" الذين جاؤوا من خارج فلسطين للاشتباك وجها لوجه مع الجيش الإسرائيلي وكان من بينهم الأسير المحرر زياد عبدالله من مخيم اليرموك بسوريا وهو أحد أفراد عملية القدس البحرية التي انطلقت من ليبيا الى تل ابيب . فقد تحدث عن صعوبات في بداية الأمر للتأقلم والعيش بالقطاع نتيجة عدم وجود أحد من الأهل والأقارب والأصدقاء.

ويقول: "حاولنا الاندماج بالمجتمع وتغلبنا عليها بفضل سكان القطاع الذين زوجونا من غير ما يعرفوا عنا أي شيء كوننا لسنا من القطاع واصبحت علاقتنا قوية فيما بيننا وعلى اتصال دائم منذ بداية الافراج"، مضيفا "كنا ساكنين بجوار بعضنا البعض في شقق ابراج الندى شمال القطاع الذي منحهم اياها الرئيس الراحل ياسر عرفات في ذلك الوقت".

ويتابع الأسير المحرر أحمد الوزير العضو الثاني في عملية القدس البحرية من مخيم اليرموك: "قرار الإفراج مشروط بالإقامة الجبرية ثلاث سنوات في غزة بدون متابعة وبقيت المدة مفتوحة وامتدت إلى الآن".

ويشير الوزير إلى أنه بعد الإنسحاب الإسرائيلي في العام 2005 وسيطرة الفلسطينيين والمصريين على معبر رفح أصبح بالإمكان المغادرة ومن الاسرى من استطاع زيارة بلده لكن دون اقامة لأنه اصبح متزوجا من غزة، بالإضافة إلى منع بعض الدول استقبال أسراهم بعد الافراج عنهم من السجون الإسرائيلية.

وسرد قائلا: "بقاؤنا على ارض فلسطين منحة اكرمنا الله اياها ونحن متمسكون بهذا الخيار"، مشيرا إلى قرار الرئيس الراحل عرفات باستيعاب كل الأسرى المحررين الذين قضوا فترات من 5 سنوات فما فوق في السجون تفريغهم في السلطة واعتمادهم موظفين في القطاع العسكري و المدني.

وعلى الرغم مما حظوا به من اهتمام من قبل الشهيد أبو عمار والسلطة الوطنية وحسن المعاملة من قبل كافة الفلسطينيين القاطنين في قطاع غزة، إلا أن معاناتهم بقيت محبوسة في صدورهم وقلوبهم تتفاقم يوما بعد يوم، وتتضاعف مع مرور الزمن واشتداد الحاجة لإنهائها واجتثاثها، إذ تتلخص أبرز وأكبر معاناة هؤلاء الأسرى بشكل أساسي في الحرمان من التواصل أو الالتقاء مع أهلهم وأحبتهم وذويهم خارج الحدود الفلسطينية، خاصة العائلة من الدرجة الأولى والثانية والثالثة أو حتى أصدقاءهم الذين عاشوا معهم خاصة في ظل الظروف الراهنة والأزمات السياسية التي عصفت وتعصف بكثير من البلدان العربية والتي لا تزال تعاني من آثارها وتبعاتها.

وتحدث محمد عفيف سوري الأصل من حلب العضو الثالث في عملية القدس البحرية عن مجموعته التي عددها 16 مقاتلا يقول: "كانت العملية عبارة عن انزال بحري لمقاتلي جبهة التحرير الفلسطينية "ابو العباس" على شواطئ تل ابيب وأصبح هناك اشتباك إلا ان الطيران الحربي الاسرائيلي تدخل واستشهد اربع مقاتلين وتم اعتقال باقي الخلية وتم الحكم علينا بالمؤبدات ولسنوات طويلة".

يذكر أن المجموعة انطلقت تجاه شواطئ فلسطين في زوارق بحرية عسكرية مجهزة براجمات الصواريخ ومضادات الطائرات وأسلحة أخرى منوعة.

ويضيف: "شكلت عملية القدس البحرية البطولية ثمرة جهد وطني بعد اعداد واشراف من قبل الشهيد القائد الامين العام ابو العباس ورفيق دربه القائد العسكري ابو العز استغرق فترة طويلة وتم تحديد التنفيذ والتوقيت استجابة لدموع الامهات وصرخات الاطفال وآلام الجرحى والاسرى والمعتقلين، ورسمت عملية القدس معالم مرحلة نضالية جديدة من مراحل الكفاح ضد العدو على طريق تحرير الارض والانسان وتحقيق الحرية للشعب الفلسطيني".

ولم تختلف معاملة إدارة السجون الاسرائيلية مع أسرى الدوريات العرب عن معاملة الأسرى الفلسطينيين حيث تعرضوا لكافة اشكال التعذيب داخل السجون ومنها التعذيب النفسي كونهم قادمين من خارج الأراضي المحتلة.

وتحدث عدنان يوسف من العراق العضو الرابع في عملية القدس الذي حكم عليه 30 عاما عن تجربته الأولى داخل السجون وقال: "بداية الامر لم أكن أفرق بين السجين المدني والأمني وتنقلت في عدد من السجون الجلمة وعسقلان والسبع وبدأت التعرف على الأسرى الفلسطينيين سواء من غزة او الضفة او القدس".

ويصف يوسف الذي قضى عشرة سنوات في السجون أوضاع السجون بالصعبة جدا خاصة ما في الك حد يزورك في السجن لكن تعرفت على الاسير ناصر عبد ربه من القدس وأصبحت أزور معه"، مشيرا إلى انه افرج عنه في صفقة شاليط وأعيد اعتقاله مرة أخرى.

الاسير المحرر محمد دياب من مواليد سوريا تحدث أن المفهوم العام لهؤلاء "الاسرى الاستشهاديين" أن العمليات التي كانت على الحدود مع فلسطين كل مقاتليها "استشهاديين".

ويقول الأسير المحرر الذي اعتقل على إثر عملية "استشهادية" شمال فلسطين في مستوطنة المطلة: "العلميات التي كانت تقع على الحدود مع فلسطين كانت نسبة الشهادة فيها كبيرة جداً لأن العلميات كلها كانت على خط الاشتباك الاول وكانت نسبة الاعتقال محدودة للغاية".

ويشير الاسير المحرر دياب إلى أنه من منطقة سعسع بسوريا وأن المجموعة التي ينتمي اليها عبارة عن ستة مقاتلين من حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجبهة التحرير حيث استشهد مقاتلان وتم اعتقال اثنين وتمكن مقاتلو حزب الله من الانسحاب.

وعن دوافع القدوم إلى فلسطين يقول: "هي جزء من الثقافة التي كانت سائدة يوم ذاك، إذ كان حلم أي انسان عربي وحر أن يقاتل العدو الإسرائيلي ويعيش على تراب فلسطين ويستشهد فيها".

ويتابع الأسرى المحررون العرب من السورين الأوضاع في بلادهم بشكل يومي ويتواصلون مع ذويهم هناك للاطمئنان عليهم بشكل دائم عبر وسائل الاتصال المختلفة مثل الفايبر والفيسبوك والهاتف المحمول، مشيرين في نفس الوقت الى الصعوبة التي يواجهونها في الاتصال بهم نتيجة الاوضاع الصعبة التي تشهدها سوريا اليوم.

ويسمي الاسير المحرر دياب ما يجري بالخراب العربي وليس الربيع العربي، ويقول: "سوريا باعتبارها دولة مواجهة تحاول اسرائيل وأمريكا وأوروبا أن تجعل من أوضاع سوريا مثل وضع العراق تفجيرات وقتل ودمار".

أما عضو المجموعة الاستشهادية "صمود طرابلس" عام 85 أسامة ابو حرب وهو من مخيم شاتيلا بلبنان يقول: "إن الهدف من العملية كان الانقضاض على وزارة الدفاع الإسرائيلية وقتل ما يمكن قتله والعمل على أسر ما يكن أسره من جنود الاحتلال للعمل على اطلاق سراح الاسرى كونها قضية الاسرى لم تغب يوما من الايام من ذهن القيادة الفلسطينية".

ويشير أبو حرب الذي كان يقضي حكماً بالسجن المؤبد وأفرج عنه بعد قضاء 15 عاما إلى ان الثورة الفلسطينية استخدمت اساليب متعددة للانقضاض على الاحتلال من اجل اطلاق سراح الاسرى ونجحت في مرات عدة في تحرير آلاف الأسرى عبر صفقات التبادل.

ويتابع: "إحنا أسرى الدوريات كان أحد أحلامنا أن نعبر إلى فلسطين ونقاتل المحتل، هذا الحلم الذي يراود كل فلسطيني وعربي في الخارج أن يأتي إلى فلسطين ويقتل ويدفن فيها".

ويرى الأسير المحرر أبو حرب أن فلسطين هي الوطن وإن كان الأهل في لبنان أو سوريا والاردن والعراق، ويقول: "شوقنا كبير للأهل لكن غزة هي الوطن ولن نغادر الوطن".

من ناحيته أوضح الأسير المحرر أحمد حميد من مخيم اليرموك أن الأسرى في السجون فئة منسية نتيجة الاوضاع السياسية والانقسام الفلسطيني، مشيرا إلى أن أوضاعهم في الأعوام التي سبقت الانقسام كانت أفضل.

ويقول حميد الذي اعتقل خلال قيامه بعملية اشتباك مع الجيش الاسرائيلي على حدود لبنان بالقرب من كريات شمونة: "إن من يهتم بالأسير اليوم عائلته من الدرجة الاولى وحتى اعتصام الصليب الاحمر لا يرتقي الى تضحيات الاسرى ومعاناتهم.

وتحدث حميد عن مجموعته المكونة من أربع مقاتلين حيث كان الاشتباك في منطقة قريبة من كريات شمونة شمال فلسطين في الثاني والعشرين من العام 88 وتم اعتقالهم بعد نفاذ ذخيرتهم.

واستطاع حميد الذي قضى في السجون اثني عشر عاما من نقل والده ووالدته من سوريا الى لبنان نتيجة الظروف الصعبة هناك، فيما لم يتمكن من نقل باقي اهله نتيجة ظروفه المالية.

يذكر أن عدد الأسرى المحررين من العرب والدوريات في القطاع تناقص الى (34) اسيرا محررا، بعد وفاة ثلاثة منهم نتيجة الأمراض وهم أحمد يوسف الملقب "ابو الشاش" وهو من مخيم اليرموك و فؤاد الشرع من الاردن ومحمد حبنجر توفي بظروف غامضة. كما تمكن خمسة آخرين مغادرة القطاع والعودة الى أوطانهم وبعض هؤلاء إلتحق بالعمل في السفارات الفلسطينية في بلدانهم .

بدوره أشار عبد الناصر فروانة مدير دائرة الإحصاء بهيئة شؤون الأسرى والمحررين وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤونها بقطاع غزة إلى أن هؤلاء الأسرى المحررين انخرطوا في فصائل المقاومة الفلسطينية خارج حدود الوطن، واجتازوا الحدود وهم على يقين أن مصيرهم إما الاستشهاد أو الاعتقال، فاصروا وجاؤوا إلى فلسطين للاشتباك المباشر مع الاحتلال الإسرائيلي من أجل تحرير فلسطين وشعبها، وهم ما نُطلق عليهم "أسرى الدوريات" وهم جاءوا من خارج حدود فلسطين، فبعضهم من فلسطينيي الشتات، والبعض الآخر ينحدرون من بلدان عربية مختلفة، ويحملون جنسيات عربية عديدة، إذ لم تخل سجون الاحتلال يوما من الأسرى العرب.

وأكد فروانة في حديث لمراسل معا عدم وجود احصائية محددة للأسرى المحررين من العرب والدوريات، فيما تقدر أعدادهم بالمئات، بعضهم استشهد، فيما بينهم عشرات أمضوا سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، ويعتبر الأسير العربي اللبناني سمير قنطار هو عميد الأسرى العرب وأكثرهم مضيا للسنوات في السجن، حيث أمضى 29 سنة في السجون الإسرائيلية، كما ولا يزال عدد من العرب يقبعون في الأسر الإسرائيلي غالبيتهم من الأردن.

وبين فروانة أن الغالبية منهم أطلق سراحهم على فترات مختلفة وهناك من تحرر في صفقات التبادل مع حزب الله أو مفاوضات مع السلطة الفلسطينية وهناك من أفرج عنهم بعد انقضاء محكوميتهم.

وأشار فروانة إلى أن أسرى الدوريات العرب هم كثر، وأن (42) منهم أفرج عنهم ضمن المفاوضات السياسية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل خلال الدفعة الثانية التي تضمنتها اتفاقية شرم الشيخ في 15 اكتوبر عام 99 ضمن اشتراطات ان ينتقلوا إلى غزة وهم من فلسطينيي الشتات وجنسيات عربية مختلفة.

وأوضح أن بعض هؤلاء توفوا بسب أمراض وهناك من تمكن من العودة لكن لا يزال من هذه الدفعة 34 اسيرا مقيما في غزة.

وقال: "هم محط فخرنا ونحن نقدرهم جميعا دون استثناء سواء الموجودين في غزة او من عادوا الى بلادهم، وان السلطة الفلسطينية لم تميز يوما في تعاملها مع الاسرى الفلسطينيين والعرب، أو في طبيعة الخدمات المقدمة لهم، سواء للأسير الفلسطيني أو العربي، داخل السجون أو خارجها بعد تحررهم، الكل سواسية من حيث المعاملة وطبيعة الخدمات والمساعدات التي تقدمها لهم، والكل يحتكم الى قانون واحد هو قانون الأسرى والمحررين ".

وأشار فروانة إلى أن الاسير علي البياتي حرم من رؤية والدته طوال اكثر من 33 عاما واستطاع السفر للعراق في العام 2012 خلال مشاركته في مؤتمر بغداد لنصرة الأسرى والذي نظمته جامعة الدول العربية، وتمكن من رؤية والدته وشقيقته للمرة الاولى بعد غياب قسري امتد لأكثر من ثلاثة عقود.

وأكد فروانة أن أسرى الدوريات، أكانوا عربا أم من فلسطينيي الشتات، يواجهون اشكاليات كثيرة تعيق من تواصلهم والتقائهم بعائلاتهم من الدرجة الأولى، أهمها الكلفة المادية للسفر. فبعضهم تمكن من تذليل المعيقات و بعد عناء كبير وتحمله الأعباء المادي من تجاوز ذلك وزار أهله في لبنان وسوريا والبعض التقى بأهله في مصر أو الأردن أو خلال أداء مناسك العمرة فوق الديار الحجازية، إلا أن ذلك لم يتحقق بشكل منتظم لكلفته المادية العالية وعناء السفر ومعيقات تأشيرات السفر، الأمر الذي يتطلب دعمهم واسنادهم وتوفير كل وسائل الدعم السياسي والمعنوي والمادي لهم من أجل ضمان التواصل والالتقاء بعائلاتهم بشكل دائم ومتواصل ومنتظم وعلى الأقل مرة كل عام وأن تصرف لهم ثمن تذاكر الطيران وتكاليف السفر، خاصة وأن عددهم محدود وهم يستحقون ذلك.

وذكر فروانة بأن السلطة الوطنية وبعد خروجهم مباشرة ولسنوات محدودة كانت توفر تذاكر طيران لمن يستطيع السفر لبلده وزيارة أسرته هناك ، إلا أن ذلك سرعان ما انتهى منذ سنوات ولم يعد قائما اليوم .

وقال فروانة: "نحن بحاجة الى تكثيف الجهود واسهام وزارة المالية ووزارة الخارجية والسلطة الفلسطينية بإيجاد الية للأسرى العرب لتحقيق طموحاتهم بالتواصل المستمر مع ذويهم وتعزيز أواصر العلاقات ما بين أسرهم الجديدة وأبنائهم مع أمهاتهم وإخوانهم وعائلاتهم في الشتات وفي الدول العربية".

وأضاف "هؤلاء محط فخر واعتزاز لنا كفلسطينيين وهم نموذج للشباب العربي والسجون لم تخل يوما من الاسرى العرب والدوريات وهؤلاء فقدوا عائلاتهم واخوانهم وتركوا المناطق التي تربوا فيها ليأتوا الى فلسطين".

ويصادف "يوم الأسير العربي" يوم الثاني والعشرين من ابريل وهو اليوم الذي أعتقل فيه عميد الأسرى العرب عام 1979 وأكثرهم قضاء للسنوات في السجن، اللبناني سمير القنطار والذي أمضى 29 سنة في سجون الاحتلال قبل أن يتحرر في إطار صفقة التبادل ما بين حزب الله ودولة الاحتلال الإسرائيلي في يوليو /تموز عام 2008.

تقرير: أيمن أبو شنب