غزة - معا- الأمطار الضارة في قطاع غزة ليست إلا خير أحجم عن حبه وتمنيه مئات المواطنين بل ويدعون اله السماء ليل نهار كل شتاء بعدم هطوله بسبب البنية التحتية غير الناجحة ولا المكتملة على ارض القطاع كثير الحروب والمعارك قليل الإمكانات.
المدرس الحكومي حسن يستيقظ كل صباح لتفحص الأجواء والسماء لا خشية من طائرات مقاتلة أو قذائف ساقطة بل من الأمطار وهي خير السماء الذي يأتي إليه بالضرر الكثير حيث نجت أسرته قبل أيام من موت محقق بفعل غزارة الأمطار وتغطية مصارف المياه قرب منزلهم لعدم سقوط ترسبات فيها، ولكن الأمطار المفاجئة قبل أسبوعين على شمال قطاع غزة وتحديدا منطقة مشروع بيت لاهيا في منطقة البركة ومنزله الملاصق لها أتت عليه بالضرر والمصائب الجمى، بل وكانت تودي بفاجعة حقيقة لأسرته.
يقول حسن سلطانة 28 عاما قضى 40%من حياته بين وزارات وبلديات قطاع غزة ووزرائها انه طالما طالب بما أقرته هذه المؤسسات خط وقانونا من حقه في الحصول على تعويضات وجبر ضرر لم ينفذ الا جزء يسير منها.
حيث يقطن في منطقة مشروع بيت لاهيا قرب بركة تجمع مياه أمطار وصرف صحي وسبق ان أقرت بالأوراق الثبوتية بلدية بيت لاهيا حقهم في الحصول على مكان آخر لهم او تعويضات لبناء ما دمرته المياه كل عام كونهم ملصقين للبركة التي تفيض كل فترة ناهيك عن الأمراض التي تحويها خاصة وان لديهم قرابة ال10 أطفال في البيت المكون من طابقين يقطنه حسن وشقيقه وعائلتهم، يقضهم النوم بفعل الضفادع والحشرات الضارة على بعد مرمى العين من نافذتهم.
يتابع سلطانه والذي قام خلال السنوات الثلاثة الأخيرة بزيارات كانت تحمل طابع الهجومية على وزارة الحكم المحلي والأشغال وبلدية بيت لاهيا خاصة وانه يملك قرار بتعويضه ومساعدته دون تنفيذ حقيقي لها، وتلقى قرار من رئيس الوزراء من الحمدلله بمتابعته حالته
حيث يتلقى وعود تذهب إدراج النسيان بعد سماعها من المسئولين والوزراء سواء عبر الحديث المباشر او على مواقع التواصل الاجتماعي في حديث متبادل مع وزير الأشغال الذي ابدي تجاوبا في رده دون تنفيذ حقيقي على الأرض وفق سلطانه.
وعن إحدى الحوادث يقول سلطانه وبدى غاضبا للغاية " في منخفض اليكسا الجرافات أنقذتنا من داخل البيت، هل ينتظر المسئولين ان نغرق ونموت ونحن على هذا الحال منذ 10 سنوات أصبحنا في وضع حرج للغاية في آخر 4 سنوات.
وكان سلطانه قد تلقى وعد من وزراء في حكومة حماس السابقة ولكنهم غادروا الحكم كما يقول ولم تنفذ توصيتهم.
ولم يطفق سلطانه من الحديث حيث وجه عشرات الكتابات للرئيس الفلسطيني أبو مازن ورئيس الحكومة رامي الحمدلله وأكد انه تلقى رد ايجابي من الحمدلله عبر احد كوادر حركة فتح العقيد مهاجم ابو وردة شمال غزة.
رئيس بلدية بيت لاهيا عز الدين الدحنون والذي يقع منزل سلطانه ضمن نطاق تغطيته عبر عن دعمه الكامل للعائلة في الحصول على تقرير مصيرها من خلال منزل وارض جديدة وإما تعويض مجزي لهم بسب تضررهم البليغ من الاضطرابات المناخية شمال قطاع غزة.
وأضاف الدحنون "للأسف هناك قصر في تنفيذ الإجراءات لأنها تأخذ فترة زمنية لتنفيذها ولان الدعم المناسب يكون ضعيف يزيد فترة الانتظار للمواطن المتضرر فمثلا الأمر لا يقتصر على عائلة سلطانة هناك عائلات أخرى تنتظر قرارات حاسمة فيما يخص مصيرها مثل عائلة زعرب شمال غزة.
وشدد الدحنون على أحقية عائلة سلطانة بالحصول على مكان ملائم للعيش وتم تقديم مساعدة جزئية لهم ومستمرين في التواصل مع الجهات المختصة لتمرير قرار ينصفهم في بناء منزل على ارض حكومية مستحدثة لهم واما تعويض مادي كافي لهم.
حسن سلطانة اعتبر حديث رئيس البلدية تبريرات مسكنة لعائلة تعاني بشكل متكرر دون ادنى مسؤولية حقيقة من الجهات المعنية.
سلطانة وجه مناشدة عاجلة لرئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله لتعجيل تقديم الدعم المناسب لهم وعدم انتظار حدوث كارثة لهم حيث يملك سلطانة عشرات الكتب والإشعارات التي أرسلها للمسئولين في غزة ورام الله.
وتمنى سلطانة على حكومة الوفاق ووزير الأشغال الدكتور مفيد الحساينة بغزة المساهمة بشكل حقيقي في مساندة عائلتهم التي تعاني منذ سنوات ويتهددهم الموت بسبب تكرار غرق منازلهم من سوء الأحوال الجوية وتضخم نسب المياه في بركة مشروع بيت لاهيا الملاصقة لمنزلهم.
وفي مرات سابقة غرقت مئات المنازل وغطت المياه أحياء سكنية بالكامل في القطاع، حين ارتفع منسوب المياه في الشوارع إلى نحو ثلاثة أمتار، ما اضطر وقتها طواقم المنقذين إلى إخلاء الناس بالقوارب.
ويتعرض قطاع غزة لمنخفضات جوية عميقة أطلق عليه عدة أسماء، بينها (الدامون) و(جنى) و (أليكسا 2)، نسبة إلى منخفض (أليكسا) الذي ضرب المنطقة الشتاء الماضي، وأحدث فيضانات في غزة لم تشهد من قبل.
ويعيش قطاع غزة على بنية تحتية بدائية على تقوى على تحمل المنخفضات الجوية، حيث سبق ان تعرض قطاع غزة لحرب إسرائيلية مدمرة في تموز يوليو من العام الماضي كانت البنية التحتية إحدى اكبر المتضررات منها.