الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العبور الرياضي العربي للقدس إنجاز

نشر بتاريخ: 27/04/2015 ( آخر تحديث: 27/04/2015 الساعة: 16:34 )
كتب : أسامة فلفل

رغم الغيوم التي تلبد سمائها تشرق أشعة الشمس وترسل أهدابها الذهبية على أزقتها وشوارعها العتيقة, وحين تقف في باب العامود وتمتد العيون إلى أسوارها الباسقة تراها شامخة حرة أبية تعيد للأذهان الأمجاد التاريخية.

إن نجاح بطولة القدس الدولية بنسختها الثانية التي حملت دعوة صريحة لكل الأشقاء للحضور لفلسطين ودعم صمود الرياضة والرياضيين يؤكد على سلامة التخطيط وقوة الإرادة والتصميم على إضافة إنجازات رياضية جديدة تضاف إلى سجل إنجازات الرياضة الفلسطينية.

لاشك أن هذا النجاح الباهر للبطولة يؤسس وبكل تأكيد لمرحلة جديدة ومهمة في مسار الرياضة الفلسطينية وخصوصا لقطاع وشريحة مهمة هي شريحة الناشئين التي باتت تشكل حجر الزاوية والأساس لكرة القدم الفلسطينية.

نحن ندرك تماما مدى الاهتمام والرعاية الكبيرة التي توليها القيادة الرياضية لهذا القطاع باعتباره شريان الحياة للمستديرة وجرعة الأكسجين اللازمة لإنعاشها.

إن الجهود الرائعة والعمل المتفاني والتناغم بين كافة الجهات المنظمة والداعمة والراعية أعطى إشارة على حسن التنسيق والتعاون المثمر والإيجابي والذي كان نتيجته تحقيق هذا النجاح والوصول بقطار البطولة إلى حيث الأهداف التي رسمت وتحقيق هذا الانجاز الوطني الكبير.

هناك معطيات وعوامل كثيرة اجتمعت لتشكل خطة طموحة كانت وراء تحقيق هذا الانجاز أبرزها الرعاية والحضانة الدافئة للقيادة الرياضية لهذا الحدث التاريخي والرعاية للمؤسسات الوطنية والإيمان القوي والعميق لكافة الجهات المنظمة على بلوغ سلم النجاح والثقة بالنفس وإنكار الذات.

المعركة الرياضية (بطولة القدس الدولية الثانية ) التي انطلقت من قلب القدس الشريف يمكن أن تكون على موجات قوية وأكبر في الأعوام القادمة في القدس وغيرها من المحافظات الفلسطينية الصامدة وهذا المد الرياضي الفلسطيني المتعاظم لن يتوقف حتى بلوغ الأهداف المنشودة وتحقيق الطموحات والتطلعات الفلسطينية.

هذه الإرادة وهذه العزيمة والمبادئ سوف تظل تتناسل وتتناسخ جيلا إلى جيل ومن عصر إلى عصر لأنها تستمد أصالتها من عمق جذور مورثنا الحضاري.

إن الأكاديمية الفلسطينية للموهوبين تمتلك كل مقومات النجاح فاليوم تمتلك كوادر تدريبية مؤهلة قادرة على رفد الساحة والمنتخبات الوطنية بالمواهب والنجوم الخامات والدلائل والشواهد تتحدث عن نفسها بعد الانجاز الوطني الجديد.

اليوم أصبحت الكرة الفلسطينية صديقة للبطولات وتربطها بمنصات التتويج علاقة حميمة وقوية ونجاح الخطط والبرامج العلمية والفنية التي اعتمدتها الأكاديمية كمنهج استراتيجي وأساس أكد سلامته.

لقد أكدت هذه البطولة بنسختها الثانية أن اللاعب والرياضي الفلسطيني يعشق التحدي والمنافسة الشريفة إضافة إلى الثقة بالنفس وبالإمكانيات والقدرات الفنية والبدنية العالية وهذا يعطي مؤشرا على أننا قادرين على صناعة مزيد من الانجازات.

ختاما...

نبارك نجاح البطولة ونبارك لمنتخبنا الوطني الفوز باللقب الذي جاء بعد جهد وإصرار على إضافة إنجاز جديد, حيث أكد فرسان منتخبنا علو كعب الكرة الفلسطينية وهذه خطوة حميدة من الخطوات التي نأمل استمرارها.