عسل غزة بطعم النيران

غزة - تقرير معا- اختفت بيارات غزة الشهيرة بفعل التجريف الإسرائيلي.. ومع اختفائها تغيّر طعم العسل في غزة.. فالمناحل الشهيرة التي كانت تعتاش على زهور البرتقال والليمون بدأت تحتفي تدريجيا ومعها قل إنتاج العسل.

أما النحل فبدأ يرحل عن مناطق غزة بحثا عن مناطق مفتوحة يأخذ رحيقها ولم يجد أصحابه الا المناطق الشرقية والشمالية لغزة لكنها رحلة محفوفة بالمخاطر في ظل عمليات التجريف المستمرة.

مع بدء موعد جني العسل في موسمه الربيعي سألت معا عددا من أصحاب المناحل بغزة عن طبيعة هذه المناحل وتجارة العسل بغزة واهم الصعوبات والمشكلات التي يواجهونها في ظل الحصار الاسرائيلي المتفاقم وتدمير عدد من المناحل خلال الاعتداءات الاسرائلية المتكررة على القطاع.

خطر الانهيار
يقول أمين أبو حسنة صاحب منحلة عسل أن المناحل في غزة تواجه العديد من الصعوبات المتفاقمة والتي تهدد أصحاب هذه المناحل بالانهيار والخسائر المادية الفادحة، قائلا " كان لدي منحلة شرق مدينة غزة ودمرت بالكامل جراء القصف والتجريف الاسرائيلي، حيث دمرت الحرب الأخيرة 50 خلية نحل".

واشار لوجود عدد كبير من المناحل في مناطق الحدودية وبالتالي لا يتمكن أصحابها في أوقات كثيرة من الذهاب إليها خاصة في أوقات عدم الاستقرار والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة.

مصدر رزق
وبعتبر العسل بالنسبة للمواطن أبو حسنة مصدر رزق وحيد لإعالة وإعانة أسرته.

وحول المناحل وتكلفتها يقول أمين أبو حسنة ان تكلفة خلية النحل يقارب 100 دينار وان الكمية المنتجة من المنحلة يكون حسب الاهتمام والرعاية، مشيرا أن سعر كيلو العسل بالسوق 60 شيكل، منوها أن تجارة العسل تحقق ربحا جيدا في أوقات كثيرة، موضحا انه يستخدم أشجار رحيق البرتقال والصنوبر والكينيا طعاما للنحل والبرتقال بنسبة كبيرة.

معلومات هامة
يقول احمد شلوف صاحب منحلة عسل لـ معا أن انتاج العسل يكون في بداية شهر نيسان، ونهاية الوسم الربيعي فى فصل الصيف مؤكدا أن الربيع أفضل من حيث الإنتاج والجودة.

ونوه إلى فصل الربيع الذي يعتبر الموسم الذي يعتمد عليه النحالون حيث توجد الزهور التي يتغذى عليها النحل، وأن خلية النحل الواحدة تنتج حوالي 12 كيلو من العسل.

ابرز الصعوبات
وعن الصعوبات التي تواجهها المناحل، أكد أبو حسنة أن تجريف ببارات البرتقال وعدم إدخال مستلزمات والإغراض اللازمة للنحالين جراء الحصار يعد ابرز التحديات التي تواجها عملية إنتاج العسل بغزة.

بينما أكد احمد شلوف أن وجود عدد كبير من المناحل على المناطق الحدودية وتدمير إسرائيل لعدد كبير منها يعتبر ابرز المعوقات التي يواجهها نحالو غزة بالإضافة الى ضعف ومحدودية الغطاء النباتي من ناحية وإغراق السوق المحلية بالعسل المستورد رخيص الثمن من ناحية أخرى.

العسل والحرب
طاهر أبو حمد مدير دائرة الانتاج الحيواني والمناحل في وزارة الزراعة بقطاع غزة يقول هناك تراجع في انتاج العسل في غزة نتيجة الحرب الاخيرة والحصار والمنخفضات الجوية.

وتوقع ابو حمد في حديث لـ معا أن يكون الانتاج هذا العام قرابة الـ 170 طنا من العسل ، مشيرا الى ان احتياج القطاع 500 طن.

واوضح أبو حمد أن القطاع مشهور بعسل الحمضيات لكن نتيجة الحروب وتجريف الاحتلال للأراضي الزراعية والحمضيات انخفضت نسبة وجود الحمضيات بالقطاع.

واوضح ان النحالين يسعون لزيادة مراعي النحل من خلال زراعة الأشجار التي تصلح ان تكون مراعي للنحل في الشوارع العامة والمناطق الحدودية والمدارس والمستشفيات والحدائق العامة وخاصة اشجار الكينيا والخروب لتسحين جودة العسل التي تميز فيه القطاع.

وأشار ابو حمد إلى ان بدء جني العسل في غزة يبدأ في العشرين من نيسان، موضحا وجود قرابة الـ 17 الف خلية و450 نحال منهم 300 يعتمدون في رزقهم على العسل.

وأضاف كان لدينا في المواسم السابقة من 20 الى 22 الف خلية الا ان هذا العدد تراجع بسبب الحرب الاخيرة حيث تعرضت اكثر من 8 الاف خلية الى تدمير بين كلي وجزئي مما تثر على انتاجية العسل.

كما اكد ان الحصار الاسرائيلي اثر على استيراد العسل من الخارج وعدم ادخال مستلزمات النحل خاصة ملكات النحل الايطالية التي تحسن من جودة العسل وكميته، مشيرا الى انه يتم استيراد قرابة 40 طن من العسل من الخارج سنويا.

وأكد ان الوزارة تسعي للوقوف الى جانب النحالين من خلال التدريب والارشاد والعمل على دعمهم وتعويض الذين تضرروا نتيجة الحروب، مشيرا الى وجود مشروع خلال المرحلة المقبلة سيستفيد منه النحالين.

واوضح ابو حمد ان وزارة الزراعة بحاحة الى مختبر لفحص جودة العسل داعيا حكومة التوافق الى العمل على انشاء هذا المختبر.