بيت لحم- معا- تعتبر رياضة بناء العضلات والمتعارف عليها برياضة كمال الاجسام، اساسا لغالبية انواع الرياضة إذ تعمل على تنشيط عضلات الجسم جميعها اثناء ممارسة التمارين بانتظام والحفاظ على تناول طعام صحي وحرق الدهون والكربوهيدرات.
وتلعب رياضة بناء الاجسام دورا مهما في تعزيز الثقة بالنفس، ويُطلق عليها لقب "الرياضة الجمالية"، فهي تعطي مظهرا جميلا ونشاطا وحيوية، وممارسة هذه الرياضة لا يقتصر على بناء العضلات فقط بل انها تدعم ايضا اللياقة البدنية للحصول على جسم رياضي نشط.
ارتفاع أعداد اللاعبين ورقابة ضعيفة من الاتحاد
وبحسب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكمال الاجسام واللياقة البدنية اللواء نزيه نعيرات، فقد لاقت هذه الرياضة اقبالا كبيرا بعد العام 2000, وقد ارتفع عدد الصالات الرياضية التي تهتم بهذه الرياضة الى 200 صالة في الوطن بعد أن كان عددها لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة، ويتراوح عدد مرتادي هذه الصالات من 150- 200 لاعب.
وأكد اللواء نعيرات، خلال حديثه مع معا، على أن معظم الصالات الرياضية لديها مدربين ذي خبرة وكفاءة وأيضا اجهزة ومعدات رياضية كلها تقع تحت اشراف الاتحاد.
ويخالفه في الرأي، اللاعب والمدرب شريف الشويكي والذي يمارس رياضة كمال الاجسام منذ 30 عاماً،، والذي قال: "معظم الصالات الرياضية في فلسطين تفتقر للمدربين ذوي الشهادات والخبرات اللازمة للتدريب". والقى باللائمة على الاتحاد، مضيفاً: "تقع مسؤولية تأمين مدربين ودورات تدريبية على عاتق الاتحاد الفلسطيني، كما ويجب عليه متابعة الصالات والكشف الدوري عليها، وخاصة في موضوع المكملات الغذائية ومنع تسريب وتهريب المنشطات والهرمونات الى اللاعبين، وإجبار أصحاب الصالات على عدم بيع المنشطات الغير قانونية".
وخلال تعقيبه، قال اللواء نعيرات: "الاتحاد يعمل بشكل دؤوب على تخريج المدربين المختصين للعمل داخل الصالات الرياضية ولكن الدعم المحدود يحول دون وجود عدد كاف منهم، حيث إن الدعم الوحيد الذي يتلقاه الاتحاد يأتيه فقط من خلال اللجنة الاولمبية الفلسطينية".
وألقى باللائمة على المؤسسات والشركات المحلية لعدم دعمها لرياضة كمال الأجسام. وتابع قائلاً: "الاتحاد الفلسطيني لكمال الاجسام يعمل بالشراكة مع اللجنة الاولمبية في الحملة العالمية لمكافحة المنشطات من خلال توزيع منشورات على الاندية الرياضية وخلال بطولات كمال الاجسام في مختلف المحافظات".
المدرب نبيل التعمري من بيت لحم، والذي يمارس رياضة كمال الاجسام منذ 20 عاماً، ويعمل مدرساً للرياضيات وحاصل على ماجستير في مادة الرياضيات، كما وحصل على ميداليات من خلال مشاركته في بطولات دولية ومحلية في كمال الاجسام واللياقة البدنية، قال: "إن عدد الصالات الرياضية في تزايد مستمر في محافظة بيت لحم، ويوجد بها 20 صالة يرتادها ويتدرب بها قرابة 2500 لاعب وهاوي".
وأكد التعمري، ان رياضة بناء العضلات من اكثر الرياضات شيوعا في محافظة بيت لحم، حيث يرغب الرياضيون ببناء عضلاتهم والحفاظ عليها او دعم اللياقة البدنية والحفاظ على جسم رشيق وصحي.
ولفت الى أن لمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في الترويج للعبة من خلال نشر صور أبطال اللعبة على المستوى العالمي والعربي والمحلي، وصور للمعدات الرياضية المستخدمة في بناء الاجسام، ونشر المنشورات الداعمة لايجابيات الرياضة، والابتعاد عن العادات السيئة كالتدخين وشرب الكحول والمخدرات، التي تؤثر على صحة وسلامة الجسد والعقل.
25 ألف شيكل تحضير لكل بطولة
البطل الفلسطيني محمود آدم، وخلال حديثه عن البطولات والمشاركات والتحضيرات لها، أشار الى أنها تستغرق مدة زمنية تتراوح من 6-8 شهور، مضيفاً: "تعتبر عملية التحضير للبطولات عملية صعبة جداً، من حيث التمارين والالتزام بها وبالنظام الغذائي الخاص".
وتابع في حديثه معنا: "البرنامج الغذائي الذي يلتزم به لاعب كمال الاجسام خلال فترة التحضير للبطولات يحتوي على ( البيض ,صدر الدجاج ,السمك ,اللحمة ,الارز وأيضا المكملات الغذائية) حيث تعتبر هذه الاغذية غنية بالبروتين المصدر الرئيسي لبناء العضلات، ويتناولها اللاعب بمعدل 7-8 وجبات يوميا، اضافة الى تمارين رياضية تهدف لحرق الدهون وبناء العضلات".
ويؤكد البطل ادم بان التحضير لكل بطولة يكلف اللاعب نحو 25 الف شيكل، بمعدل 100-150 شيكل يوميا يتحملها اللاعب لوحده ومن جيبه الخاص.
وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف هذه اللعبة الهادفة الى بناء جسم رشيق صحي، الى أن من يمارسها لا ينفك عن ممارستها.
كمال الاجسام لعبة أسرية
يرى البطل والمدرب امجد الزين، 25 عاما في ممارسة رياضة كمال الاجسام، لديه شهادت تدريبية من فرنساو ألمانيا، وحاصل على ميداليات دولية وعربية ومحلية في لعبة كمال الاجسام، يرى أن اللعبة كانت قيماً مقتصرة على فرد واحد من الأسرة، لكن اليوم وبفضل تطور اللعبة ووجود أجهزة ومختصين، اضافة الى رغبة الناس بالحفاظ على جسم رشيق صحي، جعلتهم يقبلون بشكل جماعي على الصالات الرياضية لممارسة لعبتهم والحفاظ على أجسامهم.
واكد الزين، على انه يتابع المشتركين بشكل دائم من حيث التدريبات والبرامج الغذائية والمكملات الغذائية المناسبة من بروتينات وأحماض امينية حسب حاجة جسم المشترك لها، ويشجع المشتركين بشكل دائم على الاهتمام بالأكل الصحي وممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر، مشدداً على ان الجسم الصحي والجميل والعضلات البارزة تحتاج الى الصبر ومدة زمنية طويلة، مع الحرص على تناول الطعام الصحي والالتزام بالتمارين الرياضية، وعلى كل ممارس لرياضة بناء العضلات القراءة واخذ معلومات مسبقة عن فؤاد رياضة بناء العضلات.
كمال الاجسام والنساء
خلال جولاتنا على الصالات الرياضية الخاصة بكمال الاجسام، لم نشاهد نساء يمارسن هذه اللعبة بشكل رئيسي، ولكننا وجدنا الكثير من النساء يمارسن التمارين الرياضية، بهدف الحفاظ على الجسم بشكل سليم، ورفضت بعض النساء ممارسة لعبة كمال الاجسام، كونها تعمل على إبراز العضلات وهذا آخر شيء يفكر فيه الرجال.
مكملات وهرموناتاصبح الاقبال على المكملات الغذائية الرياضية ظاهرة بارزة بين الشباب من اجل تكوين بنية جسمية لافتة للأنظار وذلك من دون الحرص والتأكد من صحة المواد المباعة ومدى مطابقتها للمواصفات التي حددتها وزارة الصحة.
هناك عدة انواع من المكملات الغذائية التي تتوفر فيها كمية كافية من البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات مع جدول غذائي تعطى للاعبي كمال الاجسام والتي لا يستطيع اللاعب الحصول عليها من الوجبات الغذائية , ولأنه كلاعب كمال اجسام وقوة بدنية يجب ان تتوافر له الكمية الكافية في التغذية الصحية , لذلك يتم اللجوء الى استعمال المكملات الغذائية.
المنشطات الهرمونية
يؤكد مدير صحة البيئة في وزارة الصحة ابراهيم عطية بأنه يوجد بعض انواع من المنشطات الهرمونية في السوق الفلسطيني والمحظور تداولها بحسب القانون. مضيفاً " نحن في دوائر صحة البيئة و الادارة العامة للصيدليات في وزارة الصحة في المحافظات الفلسطينية نعمل بشكل دائم ومستمر لضبط هذه الممنوعات من خلال حملات التفتيش التي نقوم بها على المراكز والصالات الرياضية ومحلات بيع المكملات الغذائية, ولفت الانظار الى ان هذه العقاقير تزيد النشاط وتسرع نمو العضلات بشكل غير طبيعي وتأثيرها السلبي على ضغط الدم والقلب وبقية اجهزة الجسم مثل الكلى والكبد, مستشهداً ببعض الحالات التي ادخلت الى المستشفيات لتلقي العلاج وهي في حالة سيئة.
وطالب الرياضيين بضرورة تناول الطعام الطبيعي والصحي في بناء اجسامهم والاستعانة بالأطباء او المدربين ذوي الاختصاص واستشارتهم قبل تعاطي أي منشط او هرمون.
الضابطة الجمركية
وقال المقدم نضال ابو السعيد مسؤول الاعلام في جهاز الضابطة الجمركية، بأن الضابطة تعمل مع الجهات ذات الاختصاص والعلاقة لضبط وإتلاف كافة المواد والسلع الممنوع تداولها في السوق الفلسطيني، موضحاً أنه وعلى الرغم من عدم سيطرة السلطة على المعابر، الا أنها تحاول جاهدة لوقف عمليات التهريب والتهرب لأي سلعة.
وتابع في حديثه: "قمنا سابقاً بضبط وإتلاف كمية من الأدوية الممنوع تداولها في السوق الفلسطيني بحسب القوانين، ولا نألوا جهداً للحفاظ على أمن وسلامة المواطن وهو أغلى ما نملك".
وأكد على أن تعاون المواطنين سواء مع الضابطة الجمركية او مع أي جهة رقابية أخرى، من شأنه ان يقضي على اي عملية تهريب.