بتير ... "جميلة" ومهملة
نشر بتاريخ: 29/04/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
بيت لحم - تقرير معا -... "الخضرة والماء والتراث".. أول وآخر نقطة تراها حال حطت قدماك ارضها.. سحر الطبيعة وعنفوان الصمود وعنوان التحدي صفاتها.. فاذا ما زرت هذه القرية ستُكرر الزيارة كثيرا. هنا انت في قرية بتير الفلسطينية 6.4 كم شمال غرب مدينة بيت لحم، والتي باتت عنوانا من عناوين دولة فلسطين في أروقة الامم المتحدة.
.jpg?_mhk=329b60b581836af19bc596c128e6ca2a7d65de8f814932ff884ca8948ba667060459e0846dd9ffde980c43b80f969ee0' align='center' />
328800
328803
328801
aa0000">حماية الارض من الاحتلال ولكن!
حققت قرية بتير التي تعتبر من قرى ريف محافظة بيت لحم، انتصارين خلال العامين الماضيين، بصمودها وصبرها وحفاظها على تراثها... فقد كسبت قرارا من المحكمة الاسرائيلية بمنع اقامة الجدار الفاصل على اراضيها والذي كان سيقضُم اكثر من 2400 دونم داخل اراضي الـ48 المحتلة، وسيغلق عليها كافة المنافذ، كما ونجحت بأن تكون على قائمة التراث العالمي في اليونسكو..
في بداية العام الجاري 2015، وبعد 9 سنوات من الجهود التي بذلت رافقها صمود اهالي القرية واصحاب الاراضي منعت بناء الجدار، بموازاة اعتداءات مستمرة من قبل الاحتلال ومستوطنيه للمزارعين لدفعهم لترك ارضهم، ومحاولة الاحتلال خلال الانتفاضتين الاولى والثانية اجبار المواطنين واصحاب الاراضي على استصدار تصاريح لدخول ارضهم ورفض الاهالي المستمر لهذه القرارات.
واكد المهندس اكرم بدر لـ معا ان اهالي قرية بتير صمدوا طوال 9 سنوات امام المحاكم الاسرائيلية دفاعا عن ارضهم، فكان اصحاب الاراضي جمعيا يحضروا جلسات المحاكم بشكل مستمر وثبتوا في ارضهم بشكل متواصل والتزموا بصمودهم فنجحوا بتحقيق مطلبهم بحماية الارض من الجدار.
واوضح بدر ان اهالي القرية عاشوا في ارضهم التي كانت مهددة بالمصادرة بشكل يومي ولم يهجروها ساعة لتثبيتها وحمايتها والحفاظ عليها، مؤكدا انها القرية الفلسطينية الوحيدة التي نجحت بحماية ارضها من جدار كان مقرر بناؤه عليها.
تساءل رئيس المجلس القروي عن سبب غياب وزارة الزراعة الفلسطينية في دعم صمود المزارعين، مؤكدا ان الوزارة لم تقم بصرف ولو شيكل واحد للمزارعين واصحاب الارض لاستمرار صمودهم فيها، فالارض بحاجة لتأهيل اسوارها الاستنادية وبحاجة لرعاية، فالوزارة قدمت اشتال اشجار للمزارعين الا ان الارض اساسا مزروعة ولا مكان للزراعة الجديدة فهي بحاجة لدعم الاشجار الموجودة ودعم المزارعين، فلا يستطيع المواطن وحده توفير كل ما يلزم لهذه الاراضي والمجلس القروي ميزانيته محدودة، وهذه ارض فلسطين والكل مطلوب منه المشاركة بالحماية.. كيف بدور وزارة الزراعة الغائب.
وتساءل بدر في حديث لـ معا هل تقوم وزارة الزراعة بعقابنا بعد ان حققنا انجازا بمنع اقامة الجدار وحماية الارض. لمن نتوجه لمساعدة المزارعين.! مؤكدا ان المجلس القروي تواصل وراجع وزارتي الحكم المحلي والزراعة بخصوص دعم المزارعين وطالب بمشاريع داعمة لصمود الاهالي في الارض.. دون مجيب!
ويشار ان هذه الارض تحتوي ما يقارب 50 منزلا مهددة بالهدم، ويمنع البناء فيها، ومدرسة ثانوية يعود تاريخها الى عام 1876 يمنع توسعتها او اضافة أي طابق او غرف صفية عليها، برغم الاغراءات التي عرضها الاحتلال على اهالي القرية بـ"شيك" مفتوح عام 2006 مقابل ترك المدرسة الا ان الثبات على الارض اغلى من كل الكنوز كما قال بدر.
لائحة التراث العالمي واوضح بدر لـ معا ان المجلس عمل على ادراج بتير على لائحة التراث العالمي لنقل المعركة الى اروقة الامم المتحدة لحماية الارض والقرية في حزيران 2014 فأنجح هذا التوجه الى جانب صمود الاهالي بمنع اقامة الجدار في بداية كانون ثاني 2015 ومنع اقامة شوارع التفافية وبناء مستوطنات، فالتوجه للامم المتحدة لم بهدف حماية القرية كاملة من تهديدات الاحتلال.
.jpg?_mhk=e2b1208bce50796b728385631a5390e81b0fdf729b1481427ba4ea00b8b64dd38703f5071518263ef1245f491dfd5133' align='center' />
328790
aa0000">اليونسكو وماذا بعد!
اكد رئيس المجلس القروي لـ معا ان المجلس حاول مرارا الاتصال مع وزارة السياحة والاثار بغية العمل على اقامة بنية تحتية للمناطق الاثرية والسياحية في القرية وخصوصا التي ادرجت على لائحة التراث العالمي لحمايتها دون أي اجابة! مؤكدا ان المجلس والقرية لم يجدوا أي توجه من قبل الوزارة او خطة معينة لتطوير السياحة في الريف الفلسطيني وخصوصا بتير.
مر 11 شهرا تقريبا على قرار اليونسكو وحتى الان لم نر أي جهد من قبل وزيرة السياحة فهي لم تز المنطقة بعد قرار اليونسكو، متسائلا الا تستحق بتير ومدرجاتها التي دخلت اروقة الامم المتحدة جهدا من قبل الوزارة.
#328789
aa0000">اجراءات لاستمرار بقاء بتير على لائحة التراث العالمي
واوضح بكر ان ادراج مدرجات بتير على لائحة التراث العالمي يحتاج لاجراءات معينة ومستمرة للحفاظ على هذا الموقع ليبقى على اللائحة، من ترميم وتأهيل وتطوير وحماية، وهذه الامور تحتاج لدعم حكومي بالدرجة الاولى مؤكدا ان السلطة الوطنية لم تصرف شيكلا واحدا على الموقع منذ ادراجه.
واكد بدر ان المجلس عقد لقاء مع الرئيس محمود عباس في بداية شهر كانون ثاني وآخر مع مسؤولين بداية شهر شباط من العام الجاري 2015، حيث رحب الرئيس بمطالب القرية والمجلس القروي واوعز حينها للوزارات المعنية لتطوير الموقع، وكذلك اجتمع المجلس مع رئيس الوزراء د.رامي الحمدالله ووعد الاخيرة بتقديم المساعدة واوعز بذلك... لكن لا تنفيذ على الارض..
#328788
aa0000">مجلس قروي وليس وزارة مالية
واكد رئيس المجلس ان المجلس وبتعاون ودعم اهالي القرية غير قادر بميزانيته المحدودة على هذه المسؤولية الوطنية بحماية المواقع الاثرية الفلسطينية وتطويرها وتأهيلها وحمايته في ظل غياب الدعم والاهتمام الحكومي، فقاموا بانجاز العديد من المشاريع الصغيرة لهدف حماية الموقع والقرية وتطوير السياحة فيها.
فقد اقام المجلس حديقة عامة في القرية تحتوي على ملعب ومطعم ومسرح والعاب ترفيهية للاطفال، وقاعات للافراح والمناسبات، ومكتبة الكترونية ومكتب سياحي لادارة المرافق السياحية والمسار السياحي واول متحف بيئي في فلسطين، واقام نواة مجلس ضيافة للسواح، وابرم المجلس عقدا مع شركة سياحية لجلب السياح الى المنطقة، ويعمل المجلس على اعداد خطط لترميم بعض المحال التجارية في القرية لتشجيع السياحة... بغياب وزارة السياحة..كما قال بدر.
#319534
aa0000">(بتير 20-20)
يعمل المجلس القروي على مخطط للقرية سيتم انجازه في العام 2020 لتطوير وتأهيل وترميم واصلاح واستصلاح المناطق الاثرية والقديمة في القرية لتكون بتير على لائحة السياحة الفلسطينية، فلا يعقل ان يأتي السائح الى فلسطين ولا يزور بتير ويكتفي بمناطق اخرى محددة دون غيرها.
#319547
aa0000">اجمل منطقة
كما وفازت بتير بجائزة اجمل منطقة تحافظ على التراث الثقافي والطبيعي في الامم المتحدة في العام 2011، مشيرا رئيس المجلس ان خطط تطوير وحماية المناطق الاثرية بدأت منذ سنوات طويلة وستستمر حتى النهاية.
تعليم في بتير بغياب الوزارةوخلال حديثنا المطوّل مع المهندس اكرم بدر، في عديد القضايا.. وصلنا للمدارس والتربية والتعليم..حيث اكد بدر ان وزارة التربية لم تبنِ غرفة صفية في قرية بتير.
وقد بنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين مدرسة في القرية، وبنى اهالي القرية مدرسة اخرى، وهناك مدرسة قديمة يعملون على تطويرها.
وتحدث بدر عن مشروع من الصندوق العربي للانماء بقيمة 500 الف دولار كان مقررا للقرية ولكنه ذهب ادراج الريح، مؤكدا تواصل المجلس بهذا الخصوص مع وزارة التربية..دون تبرير!
#319547
aa0000">مجلس محلي بغياب حكم محلي
اكد المهندس بدر لـ معا ان مخصصات المجلس من قبل وزارة الحكم المحلي لم تصرف منذ 3 سنوات كما عديد القرى، وآخر مشروع قدمته الوزارة لقرية بتير كان قبل 5 اعوام، متسائلا عن سبب تهميش واهمال القرية وحرمانها من المشاريع، مؤكدا وجود تقصير من الوزارة تجاه القرية.. لكن لا يعرف السبب. كما قال.
#329083
aa0000">6000 نسمة وعيادة متواضعة
يوجد في القرية عيادة صحية اقامتها وزارة الصحة في العام 1951، غير كافية ولا توفر العلاج المطلوب لمرضى القرية وتفتقر لادنى مقومات العيادة الصحية، مؤكدا وجود تقصير من وزارة الصحة التي لم تقم بتأهيل العيادة ولا زيادة كوادرها ولا اضافة اجهزة علاج جديدة فيها.
فأهالي القرية الذين يصابون بأمراض مفاجئة تقتضي العلاج العاجل عليهم قطع مسافة 7 كم الى مدينة بيت لحم، حال كانت الطرق سالكة ولا حواجز عسكرية خلالها، حيث ان القرية لها مدخل واحد فقط، وفي حال اغلقه الاحتلال سيبقى المريض في القرية دون علاج.
واكد بدر ان المجلس طلب من الوزارة اقامة مشفى صغير على مدخل قرى الريف الغربي الاربع عند منطقة "عقبة حسنة" حيث يوجد ارض حكومية هناك، لكن لا رد ولا تبرير ولا حتى رفض ولا قبول، مؤكدا ان المجلس قدم مخططا هيكليا للمشروع وحاول الحصول على دعم من البنك الاسلامي للتنمية الذي طالب بكتاب رسمي من وزارة الصحة تؤكد فيه استعدادها لادارة المشفى حال تم بناؤه ولم ترد الوزارة بهذا الكتاب حتى الان.
قرية بتير مدينة قريباكشف المهندس اكرم بدر لـ معا ان القرية ستتحول الى بلدية في بداية شهر أيار القادم.
.jpg?_mhk=b397a2a86995d402e6f94ba8feda040ac0979a21189167ba09c45c81241353b8e5720bc8742f26f62ddc39ae6bf21820' align='center' />
طالب بدر بالعدل ب توزيع المشاريع على المجالس القروية والبلدية.
فعلى سبيل المثال، كما قال بدر، كان هناك مشروع للمياه قبل مدة من البنك الدولي لـ 4 قرى وهي الريف الغربي لمحافظة بيت لحم، وكان مجلس قروي بتير قد تابع وتواصل الا ان العطاء من سلطة المياه الفلسطينية نُشر لـ 3 قرى وتم اهمال بتير منها، مع العلم ان بتير من اكثر القرى التي تعاني من نقص المياه في الريف الغربي، دون ابداء الاسباب التي وقفت وراء هذا التصرف من قبل المسؤولين في سلطة المياه، مؤكدا تواصله مع رئيس سلطة المياه السابق شداد العتيلي والحالي مازن غنيم ولكن قال.. للاسف هناك ناس متنفذين ويقررون ما يشاؤون، وتواصل المجلس مع كل المسؤولين في الحكومة دون اجابة..
وعبر بدر عن حزنه وغضبه في ذات الوقت وقال "ألسنا فلسطينيين في بتير.. أجئنا في الوقت الخطأ..." مؤكدا انه تواصل مع الوزير مازن غنيم الذي رد عليه كما قال بدر "سنبحث هذا الموضوع خلال يومين..." وقد مرت اشهر دون اجابة، وبعدها تواصل المجلس مع الوزير مرارا دون رد.
وفي ظل الاتهامات من قبل رئيس المجلس لعديد الوزارات بالتقصير... قال بدر "الصبر سينفذ يوما من تقصير الحكومة".. لكنه اكد ان المجلس لم ولن يتوانى عن تقديم الخدمة الافضل للمواطن.
وتحدث بدر عن مشكلة عدم وجود اجهزة أمنية فلسطينية بشكل متواصل في القرية، والتي تحول دون السيطرة على ظاهرة "السيارات المشطوبة" بشكل خاص، حيث نفذت الاجهزة عدة حملات أمنية في القرية سابقا للقضاء على هذه السيارات، الا انها لا تكفي، مطالبا الاجهزة الامنية بتكثيف هذه الحملات، مؤكدا تعاون محافظ بيت لحم اللواء جبريل البكري بشكل كبير بالتواصل والمتابعة والاستمرارية.