بلاطة وموعد مع التاريخ
نشر بتاريخ: 29/04/2015 ( آخر تحديث: 29/04/2015 الساعة: 17:00 )
بقلم :بدر مكي
يتبقى لبلاطة مبارتان...حتى تدخل التاريخ من أوسع أبوابه...مبارة في دوري المحترفين،وأخرى في نهائي الكأس...الحق أقول...أنا فخور ببلاطة...بفريق الجدعان الذي يقدم كرة جميلة بعيدة عن التعقيد...كرة قدم حقيقية مليئة بالمتعة والإثارة.
الجدعان...تعبوا على أنفسهم...وما ملوا...الجدعان نحبهم...لأنهم من بلاطة...مخيم الشهداء...الذين أحببتهم منذ ثمانينات القرن الماضي...زمن الفطاحل...والمايسترو خالد أبوعياش وكتيبة من المقاتلين كانوا في الميدان...أذكر صولاتهم وجولاتهم في عديد الملاعب...وخاصة ملعب المطران بالقدس وبلدية أريحا ونابلس...كان حارس العرين خليفة الخطيب ورفيق دربه كمال حمدان...يدافع بصلابة وروح رياضية عن المخيم...وها هما...الإثنان...يقودان السفينة وقد كتب عليها...أن يكون المخيم قبلتهما لعباً وتدريباً.
شاهدت العديد من مباريات الجدعان على شاشة التلفزيون...كان القلب معهم على الدوام..القائد أبوحبيب..يتولى إدارة الأمور في المستطيل...بإسناد من أبو وردة وأبو رويس والمخضرم فادي لافي...وفي الحراسة...كان الصيداوي يتألق في الذود عن المرمى...وكان التعزيز من خارج المخيم...إضافة الى نوعية أبناء المخيم...يلعبون بإنتماء منقطع النظير...ولهذا يحققون النتائج...التي أوصلتهم الى بوابة النجومية...والعبور نحو المجد.
لقد أصبحت كرة القدم...جزءاً من مشروعنا الوطني...فما بالكم...إذا كان هذا المشروع يتضمن أبناء المخيم من بلاطة الحبيب الذين ينتظرون على أحر من الجمر الخلاص من الإحتلال ويحلمون بالعودة الى مهوى الأفئدة في مدننا وبلداتنا في الداخل الفلسطيني.
تحية تقدير وإعجاب...لكل فرد بالمخيم يساند أبناءه في كرة القدم...والى كوكبة الإداريين واللاعبين وعشاق المخيم في كل مكان.
موعد بلاطة مع التاريخ يقترب...وآمل أن يحقق الإنجاز...لأن المخيم قدم ما عليه من استحقاق للحركة الوطنية والرياضية عن طيب خاطر...وتحية خاصة للجهاز الفني الذي صبر للوصول الى ما ما وصلوا اليه.
الأنصار...شكراً
نادي الأنصار بطولته السنوية للشباب،والتي تحمل اسم القائد الشهيد أبوجهاد، حفلت البطولة بالندية والإثارة ولم يسجل ما يعكر صفوها...ولكن المهم...أن البطولة شارك فيها 12 نادياً مقدسياً...تواجدوا على أرض برج اللقلق بالقدس...تلك البقعة الطاهرة التي تحتاج الى التواجد اليومي فيها،ودرءاً من خطر المستوطنين الذين يهددونها صباح مساء.
البطولة نجحت،لأن القائمين عليها من إدارة وعشاق الأنصار المقدسي وفروا أسباب نجاحها...ومن أهمها أن الأندية تثق بالأنصاريين الذين أحبوا القدس وأمير الشهداء أبوجهاد...وهي البطولة رقم 21 التي يقيمها النادي الذي تعرض لنكسة الهبوط لفريقه الأول،ولكنه مع ذلك...فهذا النادي يمرض ولا يموت...يواصل العمل في شتى المجالات...الرياضية والإجتماعية والإنسانية...
أثمن جهود الأنصار ...في خدمة أبناء المدينة...شبابها وأشبالها...والذي يحافظ عليهم من الموبقات...ويحظى هؤلاء الفرسان بالتقدير والثقة في المدينة المقدسة...وفي مقدمتهم صديقي ياسين الرازم،وندعو الى إقامة المزيد من البطولات في القدس بمشاركة جميع الأندية والإتحادات الرياضية...ضماناً للتواجد الدائم لأهلها في ميادين الرياضة وإشغال أبنائها بما هو مفيد.
اعتزال...زكريا
اللاعب الخلوق زكريا عاصي...يعتزل الكرة بعد 19 عاماً من العطاء مع فريقه هلال أريحا...وشهد عاصي خلال هذه الرحلة...صعود فريقه للمحترفين ومن ثم هبوطهم ولكن...لم يتخل زكريا عن فريقه أبداً...بل أن عمره الرياضي كله...كان في عرين الهلال الذي أحبه وعشقه...وقدم له زهرة شبابه.
زكريا...شقيق محمد ويحيى...وهما من أركان اللعبة في أريحا...وفي الهلال تحديداً...هذه الأسرة الرياضية قدمت الكثير للرياضة في مدينة الشتاء...ويحيى يقود منتخبنا للناشئين.
تحية لأصدقائي...محمد،يحيى،وزكريا...متمنياً لكم جميعاً موفور الصحة...ومواصلة خدمة كرة القدم في ميادين أخرى...غير اللعب...بل في الإدارة والتدريب،وهذا ما يجب أن يكون.