بئر السبع – معا - افتتحت الكليّة الأكاديميّة أحفا الواقعة في النقب الشمالي، ولأوّل مرّة في تاريخها، مُصَلّى للطلاب العرب الذين يدرسون في الكليّة.
تأتي هذه الخطوة التاريخيّة في عهد رئيس الكليّة البروفسور عليّان القريناوي، والذي يُعتَبَر أول رئيس عربي يقف على رأس مؤسسة أكاديميّة في البلاد.
كان ذلك ظهر الخميس في صلاة جماعة شارك فيها رئيس الكليّة وعدد من طلابها، أمّهم فيها الدّكتور سليم أبو جابر.
جاءت هذه الخطوة تماشيًا مع فِكر الكليّة وشِعارها الذي ينادي بالتّعدّد الثقافي واحترام الآخر بغضّ النظر عن دينه وعِرقه ولونه وفِكره الذي يؤمن به. كما تأتي هذه الخطوة في إطار العمل الجاد والذي بدأهُ رئيس الكليّة مع الطّاقم الأكاديميّ وجمعيّة الطلاب في الكليّة، والذي يستند إلى احترام الإنسان وحقوقه الفِكريّة والدّينيّة، والتواصل مع جميع فئات وطبقات المجتمع في سبيل خَلْق بيئة ومحيط أفضل للتعايش بين المجتمعات والشّعوب.
بدأ هذا العمل الأكاديميّ والاجتماعيّ أولاً في الكليّة الأكاديميّة أحفا، حيث البرامج التّعليميّة المشتركة والمحاضرات وورشات العمل المشتركة للطلاب العرب واليهود، ودروس تعليم اللغة العربيّة للمحاضرين اليهود، وأيام دراسيّة ومؤتمرات أكاديميّة مختلفة ذات صلة بالمجتمع مثل: الإفطار الجماعي السّنوي، الذي ينظّمه مكتب رئيس الكليّة في شهر رمضان المبارك، والذي يُشارك فيه من مختلف أطياف المجتمع من المسلمين والمسيحيين واليهود، وشخصيّات بارزة من داخل البلاد وخارجها، والمؤتمر الأول والثاني حول تعدّد الثقافات، ومؤتمر حول حوادث الطّرق في المجتمع العربيّ، ومؤتمرات أخرى تتعلّق بالقضايا السّياسيّة والاجتماعيّة، هذا بالإضافة إلى أنّ الكليّة قد أقامت كنيس للطلاب والمحاضرين والعاملين اليهود لمزاولة طقوسهم الدينيّة فيه.
ومن ثمّ التّواصل مع محيط الكليّة الاجتماعي من المواطنين اليهود والعرب مِمّن يعيشون في قرى ومُدُن قريبة من الكليّة، كمدينة كريات ملاخي ومدينة رهط، حيث تقوم الكليّة بطاقمها الأكاديميّ وطلابها ومكتب عميدة الطّلبة بمشاريع تطوّعيّة وفعّاليات مختلفة في مجالات مُتعدّدة مثل: التّربية والتّعليم والرّفاه وغيرها.
وقال البروفسور عليّان القريناوي: "بهذه المناسبة أبارك لكل الطالبات والطلبة العرب، وآمل أن يكون المُصَلّى انطلاقة جديدة على طريق توثيق أواصر المحبّة والسّلام والعيش المُشتَرَك بين جميع من يأتي إلى هذا الصّرح العلميّ الشّامخ".
وأضاف: "غايتُنا هي الرّقيّ بمجتمعنا دون تفرقة أو تمييز من خلال العمل التّربويّ والأكاديميّ الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى بناء جيل ومجتمع صالح يحترم الإنسان وآدميّته مع مراعاة المشاعر الدّينيّة والفِكريّة لكل إنسان".