بيت لحم - معا - وصل قطار المفاوضات الائتلافية الإسرائيلية لمحطته الأخيرة ولا زالت الكثير من الإشكاليات والعقبات تبحث عن حلول تذللها وتمهد الطريق أمام إعلان نتنياهو حكومته الجديدة بعد ثلاثة أيام حيث آخر ساعات المهلة القانونية التي منحها الرئيس الإسرائيلي لتشكيل الحكومة الجديدة وتحديد موعد لعرضها على الكنيست لنيل الثقة.
وبقيت الفجوات التي تفصل مواقف ومطالب حركة "شاس" وحزب "البيت اليهودي" و"حزب ليبرمان" و"إسرائيل بيتنا" على حالها لهذا من المقرر أن يلتقي اليوم الأحد وفد حزب الليكود المفاوض مع ممثلين عن الكتل البرلمانية الثلاثة في مسعى لتحقيق اختراق قبل انتهاء المهلة القانونية.
ويتمحور الخلاف الأساسي الذي حال حتى ألان دون انضمام شاس والبيت اليهودي للائتلاف الحكومي الجديد حول وزارة الأديان حيث ان رئيس "شاس" الحاخام "اريه درعي" الذي وافق على سحب صلاحية التخطيط والبناء من وزارة الداخلية ما اجبره لاحقا على التنازل عن طلب تولي منصب وزير الداخلية ليس مستعدا هذه المرة لأي تسوية في موضوع وزارة الأديان حيث ابلغ الخميس الماضي رئيس الوزراء نتنياهو بأنه أي "درعي" لن يوافق بأي شكل على تعيين أعضاء كنيست من حزب البيت اليهودي بمنصب نائب وزير في وزارة الأديان، وان هذه الوزارة ستكون تحت سيطرة "شاس" الحصرية والكاملة.. وفي المقابل أعلن "نفتالي بينت" بأنه لن يوافق بالمطلق على وضع تكون فيه حركة "شاس" الحاكم والمسيطر المطلق على وزارة الأديان وان هذا الأمر يعتبر شرطا واجب التحقيق كثمن لدخوله الحكومة الجديدة.
وهناك عدة قضايا أخرى خلافا لوزارة الأديان لا زالت تنتظر الحل السحري حيث يطالب "اريه درع" أن تحصل حركته على ثلاث حقائب وزارية هي "الاقتصاد، الرفاه، وزارة تطوير النقب والجليل" إضافة لوزارة أخرى فيما لا يزال الليكود يرفض منح "شاس" ثلاث وزارات لم ينجح اللقاء الذي ضم "الليلة" الماضية نتنياهو واريه درعي واستمر ثلاث ساعات متواصلة في ردم الهوة.
وفي سياق آخر، يطالب رئيس حزب "البيت اليهودي" ووزير التربية والتعليم القادم "نفتالي بينت" بعدم تمويل وتغطية الاتفاقات المالية الخاصة بتمويل المؤسسات الدينية "الحريديم" التي توصل لها نتنياهو مع حزب "يهودوت هتوراة" والبالغة قيمتها حوالي مليار شيكل من ميزانية وزارة التربية والتعليم المقرر ان يكون وزيرها في حال تم التشكيل بل أن تخصص ميزانية خاصة تحددها وتمولها وزارة المالية مباشرة لتمويل هذا البند من الاتفاق الائتلافي مع "يهدوت هتوراة" وهذا الموضوع أيضا لم تحقق جهود حله تقدما يذكر حتى ألان.
وفي النهاية، إذا نجح الليكود بالتوصل إلى تسويات سياسية بين حركة "شاس" وحزب "يهدوت هتوراة" فسينجح بإقامة ائتلاف حكومي من 61 عضو كنيست ما سيمكن الحكومة الجديدة من أداء القسم القانوني في كل الأحوال قبل انتهاء المهلة حتى وان غابت المفاوضات مع حزب ليبرمان ولم تجر نهائيا.
ونقل موقع واللاه NEWS يوم أمس عن مصدر رفيع في حزب "إسرائيل بيتنا" بأنه ليس من الواضح في هذه المرحلة فيما إذا كان حزبه سينضم إلى الائتلاف الحكومي أم انه سيبقى خارج مقاعد الحكومة، وان قرارا خاصا بهذا الموضوع سيجري اتخاذه يوم غد الاثنين، فيما أعرب حزب ليبرمان عن عدم رضاه وتبرمه من الاتفاقيات الائتلافية التي وقعها نتنياهو مع حزب "يهدوت هتوراة" التي تضمنت سلسلة من البنود التي تعتبر تغيرا في الوضع القائم والعرف السائد ما سيعيد إسرائيل إلى الوضع السياسي الذي كان سائدا عام 2012 حسب تعبير "إسرائيل بيتنا" التي قالت بأنها ستصر أيضا على تشريع قانون فرض عقوبة الإعدام على "المخربين" ذلك القانون الذي لم يحظى حتى ألان بتوافق أو تفاهم.