نقطة واحدة تكفي بين الغزلان والجدعان
نشر بتاريخ: 06/05/2015 ( آخر تحديث: 06/05/2015 الساعة: 19:55 )
بقلم :بدر مكي
وأخيراً...أسدلت الستارة على بطولة دوري جوال للمحترفين على صعيد الضفة،بتتويج غزلان الجنوب باللقب،بعد صراع مثير مع المطارد جدعان بلاطة،الذي امتد حتى الزفير الأخير من عمر المنافسة والجولة الثانية والعشرين،وقد فاز الفريقان،وبقي فارق النقطة لمصلحة الظاهرية الفريق العنيد صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة،وفاكهة ملاعبنا الذين آزروا الفريق في كافة المراحل من عمر الدوري،والحق يقال أن مركز بلاطة يستحق التتويج باللقب أيضاً لما يقدمه من أداء راقٍ ونتائج مميزة وكنت أراهن عليه بالتتويج كونه لم يتوج سابقاً باللقب،ولكن في المنطق أيضاً...اللقب ذهب لمن يستحقه،غزلان الجنوب الذين يعشقهم الجميع وقدم وجبات دسمة من الأداء والأخلاق،بوجود مدرب قدير (ابراهيم أبو رقيق)الذي ساهم في هذا النجاح،لأنه تعامل مع لاعبيه بكل أريحيه،فأحبهم وأحبوه،وكانت بصماته واضحة في الأداء وتغييراته كانت في المجمل في محلها،ولهذا أبدع الغزلان وكذلك أبناء المخيم البطل بلاطة...
وفي لغة الأرقام:فازت الظاهرية وبلاطة في 14 مباراة.وقد تعادل الغزلان (6) وبلاطة (5) وخسرت الظاهرية (2) وبلاطة (3).وللغزلان دفاع متين (10) أهداف دخل مرماه،في للجدعان هجوم قوي (57) ومعهم الهداف أبوحبيب الفنان (19) هدفاً،الغزلان خسروا أمام دورا (0/1) والأمعري (0/1)،فيما خسرت بلاطة أمام أهلي الخليل (3/4) والخضر (1/4)،وكذلك أمام حامل اللقب (2/3)،وكان تعادلاً ذهاباً صفر/صفر.
ولغة الأرقام الصماء لا تحتاج الى تحليل إذا تمعنا فيها جيداً،ولكن نقول أن الغزلان كان يهمه في كل مباراة عدم ولوج هدف في مرماه،وبعدها يأتي التسجيل ولذا كانت مباريات الغزلان تؤشر على نظافة الشباك في معظم المباريات،ولذلك جاء الفوز أو التعادل على أقصى تقدير وهكذا كان.
في حين أن الجدعان كان همهم التسجيل وكثيراُ ما يندفعون للهجوم،عبر قاعدة خير وسيلة للدفاع بالهجوم،ولهذا كان أبوحبيب وفادي وأدهم وعمر على موعد مع التسجيل في معظم اللقاءات.
اتسمت لقاءات الغزلان والجدعان دائماً بالمتعة والإثارة،والكرات الأرضية والبينية،وقد نجح المدربان أبورقيق وخليفة الخطيب في رسم لوحات جميلة في الميدان بفعل الإنسجام بين كتيبة اللاعبين والمدربين،وهذا ما يحسب للجهاز الفني الذي قاد المسيرة في كل منهما بإخلاص وحسن انتماء.
وإذا كانت المتعة في البطولات الأوروبية قد غابت في الأسابيع المتبقية في الدوري بسبب التتويج بالألقاب مبكراً في ألمانيا (بايرن)،ايطاليا (يوفينتوس)،انكترا (تشيلسي)،وبالتالي لغياب الإثارة فإن الدوري الفلسطيني بعيداً عن المقارنة،كانت إثارته في أسابيعه الأخيرة،وخاصة الأسبوع الأخير الذي انتظر فيه الجمهور التتويج على أحر من الجمر.
للمرة الثانية تفوز الظاهرية بلقب دوري جوال للمحترفين،وهذا دليل على أهمية مراكمة الإنجازات،سيما أن الظاهرية دائماً ما كان ينافس في كل بطولة يخوضها،وأن الإدارة التي تتسلم دفة الأمور في الغزلان،تعي دائماً دورها كما يجب أن يكون،وأن ذلك يعني أن أمور الغزلان تسير وفق منهجية مدروسة،المهم الأخلاص في العمل،وروح الفريق الواحد هي السائدة،كما أن كل الظهراوية يتسابقون على خدمة النادي سواء كانوا داخل الإدارة أم خارجها،وهذا أحد عوامل النجاح الذي يتعزز بوجود جمهور مخلص يتابع ويدفع من جيبه للإبقاء على الفريق في الصدارة ويساهم بفاعلية بوجوده في مختلف الملاعب.
أما الجدعان...فبعد خسارة لقب الدوري...فما زال الأمل يحدوهم بالفوز بلقب الكأس...أن فريقاً ينافس على لقبين في نفس الموسم،هو فريق جدير بالإحترام،وهذا ما فرضه أبناء المخيم في موعدهم مع التاريخ...ولكن مرارة خسارة اللقب...أرجو أن لا تلقي بظلالها على اللقاء الختامي للكأس الذي ينتظره أبناء الجدعان مع المنافس أهلي الخليل،الذي قدم كرة رائعة هو الآخر مع مدربهم الإيطالي.
وعلى الجدعان طي صفحة الدوري والإلتفات نحو اللقب الآخر الذي طال انتظاره...ربما مضى عقدان من الزمن ...لم يتذوق الجدعان طعم الألقاب...ولكنهم دائماً كانوا الحصان الأسود في كل بطولة يخوضونها ...وحان موعد القطاف...مبروك للغزلان اللقب الغالي...هؤلاء أبناء الظاهرية الطيبين....يستحقون الإشادة...دوماً كانوا حصناً منيعاً أمام الجلاديين والطارئين على هذه الأرض...وسيبقون كذلك...ولإتحاد الكرة... أجمل التحايا والتقدير...على إنجازه البطولة...بدون منغصات...فقد قامت أجهزة الإتحاد بدورها على أكمل وجه...ولهذا كان النجاح حليف المسابقة...تحية للجنة المسابقات والإنضباط والحكام وكذا الإعلام والدائرة الطبية والمسعفين والأجهزة الأمنية وحفظ النظام...ومن ساهم في هذه الإحتفالية...وبالطبع جمهورنا الذي تفاعل مع كافة الفرق...وكان بالفعل سبباً رئيساً في هذا النجاح...ولرئيس الإتحاد اللواء جبريل الرجوب...الذي لم يدخر جهداً إلا و بذله في سبيل تطور الكرة الفلسطيني،متمنين له التوفيق في معركته ضد الكيان في الفيفا.
وقد خسرت المسابقة فارسين من فرسانها،جبل المكبر ويطا،آملين لهما التوفيق في قادم الأيام،مهنئين صعود سلوان والسموع لدوري المحترفين القادم،وهما يستحقان الصعود بكل إقتدار،فهما ينافسان دوماً على الألقاب،ويقدمان كرة جميلة تستأهل تلك الكرة الجميلة.