الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تصمد حكومة نتنياهو الرابعة؟

نشر بتاريخ: 07/05/2015 ( آخر تحديث: 10/05/2015 الساعة: 09:32 )
هل تصمد حكومة نتنياهو الرابعة؟
بيت لحم- معا - نجح نتنياهو في اللحظات الأخيرة بتشكيل الحكومة الرابعة في تاريخه الشخصي، بعد الاتفاق الذي توصل له مع نفتالي بينت قبل أكثر من ساعة من انتهاء المهلة الممنوحة له، وأمامة أسبوع واحد فقط، وفقا للقانون الأساسي لتقديم هذه الحكومة لتحظى بثقة الكنيست.

قد يكون هذا النجاح الذي حققه نتنياهو لحظي وخروج من عنق الزجاجة الذي وضع نفسه فيه، عندما أعلن بشكل قاطع رفضه لتشكيل حكومة مع "المعسكر الصهيوني"، هذا الوضع الذي سيجد نفسه نتنياهو وحكومته بدعم 61 عضو كنيست فقط قاب قوسين أو أدنى ليسقط من جديد، خاصة بعد رضوخه الكامل لطلبات نفتالي بينت، وفقا لما تناولته كافة المواقع العبرية اليوم الخميس.

وللتوضيح أكثر فقد رصدت معا تفاصيل الاتفاقيات الائتلافية والاحتمالات المفتوحة والممكنة أمام نتنياهو في الاستمرار في حكومته الرابعة، ويبدو بأن نتنياهو عاش ضغوطات كبيرة حتى اللحظات الأخيرة وهذا ما يفسر خضوعه الكامل أمام نفتالي بينت، فحزب "البيت اليهودي" حقق كافة شروطه والمتمثلة بحصول نفتالي بينت على وزارة التربية والتعليم، وايلات شكيد على وزارة القضاء وكافة الهيئات المنضوية تحتها وأبرزها هيئة تعيين القضاة في المحاكم، وحصل أوري ارائيل على وزارة الزراعة مضافا لها هيئة الاستيطان في الضفة الغربية، كذلك حصل الحزب على نائب وزير الجيش بالاضافة الى رئاسة لجنة الدستور في الكنيست، وكذلك حصول الحزب على عضوين في المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت"، حيث سيكون نفتالي بينت وكذلك ايلات شكيد بين أعضاء "الكابينيت" والذي سيبلغ عدده 11 وزيرا.

وسبق ووقع نتنياهو مع زعيم حزب "كولانو" موشيه كحلون على اتفاقية ائتلافية والتي تضمنت منح كحلون وزارة المالية ويؤاف جلانت وزارة الاسكان، وهناك حديث عن وزارة ثالثة حماية البيئة سوف يتسلمها رجل مقرب من موشيه كحلون ولكنه ليس عضو كنيست، في حين تم التوقيع مع حركة "شاس" على اتفاقية ائتلافية ستمنح زعيما ارئي درعي وزارة الاقتصاد وتطوير النقب والجليل، ويمكن أن يحتفظ بوزارة الاديان أو منحها لأحد أعضاء الكنيست من حركته، كذلك سيحصل على نائب وزير في وزارة المالية، وحملت الاتفاقية التي تم توقيعها مع حزب "يهودات هتوارة" تسلم يعقوب ليتسمان وزارة الصحة، كذلك سيترأس الحزب لجنة المالية التابعة للكنيست الاسرائيلي.

أمام هذه الاتفاقيات يبقى أمام نتنياهو خوض صراع داخلي في حزب "الليكود" الحاصل على 30 مقعدا في الكنيست الحالي، حيث يصطف 12 عضو كنيست من "الليكود" على الأقل لتلقي حقيبة وزارية، وبات معروفا بأن موشيه يعلون سيتلقى وزارة الجيش ولا ينافسه أحدا على هذا المنصب، وتبقى وزارة الخارجية هي التي ستشكل الحرب الكبيرة خاصة في ظل مطالبة سلفان شالوم وجلعاد اردان وكذلك تساحي هنغبي بها، في الوقت الذي بدأت تظهر تسريبات بقائها لدى نتنياهو، لتكون بمثابة الرشوة القادمة لضم حزب أخر للحكومة وقد يكون "المعسكر الصهيوني"، كذلك يوجد منافسة كبيرة بين أعضاء "الليكود" على العديد من الحقائب الوزارية المتبقية، وتشير العديد من التقديرات بأن أحدا لن يتنازل خاصة من وعدهم نتنياهو بحقائب وزارية.

لن تكون هذه المشكلة هي الوحيدة التي سيواجهها نتنياهو والتي قد يتغلب عليها داخل حزبه، ولكن أكبر المشاكل التي سيواجهها ستكون بعد حصوله على ثقة الكنيست الاسرائيلي بعد أسبوع من اليوم، ليس بسبب التصريحات الصادرة عن أحزاب المعارضة في اسرائيل التي اجمعت بأن هذه الحكومة هي حكومة يمين وضد الديمقراطية، وسوف تخلق العديد من المشاكل لاسرائيل على كافة المستويات، ولكن كون نتنياهو لم يغيير شيئا بذهابه للانتخابات وسيبقى خاضعا لابتزاز نفتالي بينت وغيره من أحزاب الائتلاف الحكومي، فأغلبية 61 عضو كنيست لا تشكل ضمان وحرية لهذه الحكومة كي تعمل بشكل مستقر وفقا لمعظم التحليلات الاسرائيلية، فكيف يمكن تلافي هذه الضغوطات وهل سينجح نتنياهو في الاستمرار في الحكومة لأكثر من عام؟ وماهي الاحتمالات الممكنة التي سيلجأ لها نتنياهو؟

كافة التحليلات تشير بأنه يتوجب على نتنياهو توسيع الائتلاف الحكومي ليحافظ على استقرار الحكومة والصمود لأكثر من عام، ولكن كيف يمكن توسيع هذه الحكومة في ظل تشدد نفتالي بينت بعدم ضم "المعسكر الصهيوني" لهذه الحكومة، خاصة بأنه صرح بعد التوقيع الاتفاقية الائتلافية بأن هذه الحكومة هي حكومة كل الشعب، وحتى يستطيع نتنياهو توسيع الحكومة أمامه احتمالين فقط وهما:

الاحتمال الأول– ممارسة ما يجيده نتنياهو في تفكيك الأحزاب فلديه فرصة بالهجوم على حزب "اسرائيل بيتنا" وتقديم الاغراءات لبعض أعضاء الكنيست وضمهم الى حكومته، خاصة بعد تراجع ليبرمان في الانتخابات الأخيرة وقضايا الفساد المفتوحة ضد الحزب، وكذلك أمامه "المعسكر الصهيوني" واستعداد بعض أعضاء هذا المعسكر على تركه والانضمام لحكومة نتنياهو حال قدم لهم مغريات، وهو يجيد هذا الدهاء في التعامل مع هذه الاحزاب ورغبات البعض كي يصبح وزيرا، وسبق ونجح في السابق ويمكن أن ينجح مجددا.

الاحتمال الثاني– التوجه بشكل مباشر الى "المعسكر الصهيوني" وضمه للحكومة وهذا ما يسفر التسريبات ببقاء وزارة الخارجية لدى نتنياهو، لمنحها لزعيم "المعسكر الصهيوني" يتسحاق هيرتصوغ حال انضم للحكومة، قد يجد صعوبات في التوصل الى اتفاق مع "المعسكر الصهيوني" خاصة بعد التصريحات الصادرة عن لفني وعن هيرتصوغ حول هذه الحكومة وطبيعتها اليمينية، وكذلك بعد تصريحات نتنياهو برفضه الجلوس مع "المعسكر الصهيوني" في نفس الحكومة، ولكن السياسة الاسرائيلية عودتنا خاصة في السنوات الأخيرة بتغيير مواقفها والكذب والادعاء والاستعداد لتقيم التنازلات و"لحس الكلام" للحفاظ على الكرسي.