نشر بتاريخ: 07/05/2015 ( آخر تحديث: 08/05/2015 الساعة: 10:45 )
القدس- تقرير معا - ما أن يذُكر شارع الزهراء في القدس وسنوات الزمن الجميل بالتأكيد ستذكر معها "سينما القدس"...فهي تقع في قلب الشارع، كانت تنبض بالحياة وتعج بالمنتظرين على أبوابها لحضور آخر الأفلام العالمية آنذاك، وكانت من أهم وأبرز معالم ذلك الشارع الذي كان لا يخلو من المارة والمتسوقين أو رواد المطاعم والمقاهي فيه.
لكن الأضواء أطفأت وأغلقت "سينما القدس" أبوابها كغيرها من قاعات السينما في القدس خلال بداية "انتفاضة الحجارة" نهاية عام 1987، وبسبب الظروف السياسية والأمنية ونقص الموارد المالية لإعادة افتتاحها بقيت مغلقة لسنوات طويلة..الا أنه وبجهود "مركز يبوس الثقافي" نفض الغبار عنها وستعود الأضواء والأصوات والحركة اليها، وسيكون شباك التذاكر بانتظار محبي الأفلام العالمية من جديد.
وأوضحت مديرة مركز يبوس الثقافي السيدة رانيا الياس في حديث خاص لوكالة معا أن مبنى "سينما القدس" تم ترميمه بالكامل وافتتح عام 2011، ويضم 3 قاعات ومكاتب ومقهى وقاعة اجتماعات، والقاعات هي" سينما القدس" "مراكش" "فيصل الحسيني"، وسيبدأ عرض الأفلام العالمية في قاعة "سينما القدس" وذلك بعد ان انقطع عرض هذه الأفلام منذ الانتفاضة.
وأوضحت الياس أن قاعة "سينما القدس" عرض فيها خلال السنوات الماضية الأفلام الثقافية المختلفة كما خصصت للفعاليات والأطفال وطلاب المدارس، وبين الحين والآخر يتم استهداف 7 مدارس بالتعاون مع مؤسسة فيصل الحسيني، بعرض الافلام الثقافية للطلبة ثم مناقشته.
أهداف "السينما" في القدس..مساء اليوم الخميس سيتم عرض أول فيلم عالمي لتعود "سينما القدس" من جديد لعرض الأفلام العالمية وستكون كغيرها من دور عرض السينما العالمية.
وعن أهداف عرض الافلام العالمية تقول رانية الياس :"ان هذه الخطوة تهدف للترفيه عن المقدسيين وليتمكنوا من حضور آخر الأفلام العالمية داخل المدينة، وخلق بدائل في المدينة لتعزيز صمود أهالها في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشون فيها، كما نسعى لتوفير سينما داخل مدينة القدس وبالتالي لن تكون هناك حاجة لذهاب المقدسي الى دور العرض في القدس الغربية ولن يضطروا لقطع مسافات وحواجز لحضور الأفلام .
وأضافت ان عرض الافلام في مقر السينما وفي ساعات الليل سيعمل على احياء شارع الزهراء.
وقالت الياس :"نهدف من خلال افتتاح السينما الى تأمين مصدر دخل خاص بالمركز، حتى لا يبقى معتمدا على الدعم، وبالتالي الثبات في المدينة".
ولفتت أن عرض الأفلام سيكون في البداية ايام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، وستحرص السينما على تقديم ما هو جديد من الأفلام العالمية لهوليوود والافلام الاوربية والهندية والعربية والفلسطينية، وتعريف الجمهور بالأفلام الجديدة، وذلك ضمن برنامج شهري.
أحياء تاريخ "سينما القدس"...وعن سينما القدس أوضحت الياس ان السينما شيدت بداية الستينيات من القرن الماضي وكانت سعة قاعتها 800 شخص، حيث كانت تقدم الأفلام
العالمية للمجتمع لكنها اغلقت خلال الانتفاضة الأولى.
وتقول الياس :"ان اعادة تقديم الافلام العالمية يعتبر وسيلة للحفاظ على رسالة سينما القدس وتاريخها ولإحياء هذا الجانب الذي توقف لسنوات طويلة، فكبار السن يتذكرون دائما حضورهم الى السينما ومشاهدتهم الأفلام المختلفة."
وأوضحت ان المركز عمل جاهدا طوال السنوات الماضية لتوفير الأجهزة والتقنيات اللازمة لاحياء "سينما القدس" من جديد وعرض الافلام العالمية، وتأخر عرضها لعدم وجود جهاز العرض الخاص بهذه الافلام، وفي نهاية عام 2013 ومطلع 2014 تم شراء "جهاز التشغيل الديجال" بدعم من الاتحاد الأوروبي ومجلس باريس الاقليمي.
معركة "التعاقد مع موزع عربي"وأضافت الياس :"خلال العام الماضي تواصلنا مع موزعي أفلام، وحرصنا أن لا يكون الموزع اسرائيلي حتى لا تكون الافلام مترجمة للغة العبرية"، ووصفت الياس حصولها على الأفلام بهذه الطريقة بـ"المعركة"، حيث تمكنت من الحصول على الافلام العالمية دون المرور عن طريق موزع اسرائيلي، وتم الاتفاق مع موزع افلام في الناصرة لاستئجار الفيلم.
وأضافت الياس سيتم عرض أفلام خاصة للأطفال والكبار والعائلات، وبعضها بتقية ثلاثي الابعاد (3D)، علما ان سعر التذكرة سيكون 32 شيكل و36 شيكل لفيلم الثلاثي الأبعاد، وتتسع لأكثر من 80 شخص.
وذكرت الياس انه تم البدء بترميم قاعة فيصل الحسيني التي تتسع لـ 380 شخصاً، وهي مخصصة للموسيقى والرقص والعروض المتحركة وستكون مجهزة أيضاً لعرض الافلام العالمية.
مقابلة ميسة ابو غزالة