الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجوع جعل الجنود الاثيوبين يفرون من جيش الاحتلال

نشر بتاريخ: 07/05/2015 ( آخر تحديث: 08/05/2015 الساعة: 01:40 )
الجوع جعل الجنود الاثيوبين يفرون من جيش الاحتلال

بيت لحم لحم- معا- سلطت الاحتجاجات التي باشرها الأسبوعين الماضيين اليهود من أصول إثيوبية عبر تظاهرات عنيفة شهدتها القدس وتل أبيب الضوء على شكل وجوهر دمج هؤلاء في المجتمع الإسرائيلي بكافة تشكيلاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وليس أخيرا المؤسسة العسكرية .

ورغم تسجيل اليهود الإثيوبيين معدلات تجنيد مرتفعة وإظهارهم الكثير من الاستعداد للخدمة والمساهمة في أداء المهام يجد الكثير منهم نفسه داخل السجن العسكري لمرات متكررة خلال خدمته العسكرية .

وأظهرت المعطيات الإحصائية لعام 2014 أن 15:4% من مجموع الجنود الذين دخلوا السجون العسكرية لأسباب مختلفة كانوا من الجنود ذوي الأصل الإثيوبية رغم أن نسبتهم العامة في الجيش الإسرائيلي لا تزيد عن 3% وتعتبر نسبة الاعتقال المسجلة العام الماضي اقل بنسبة طفيفة عما سجله عام 2013 لكنها تبقى مرتفعة .

وتعتبر تهم الفرار والتغيب عن الخدمة أهم أسباب اعتقال الجنود من أصول إثيوبية وأكثر مبرر للهروب والتغيب انتشارا قولهم بأنهم فروا لمساعدة أسرهم اقتصاديا إضافة لمشاكل كثيرة تتعلق باندماجهم ودمجهم في الجيش .

ويبدأ هؤلاء الجنود خدمتهم بروح معنوية ودافعية عالية جدا خاصة الخدمة في صفوف الوحدات القتالية لكن هذه الحالة المثالية تتدهور مع مرور الوقت وذلك استنادا لمعطيات نشرها الجيش الإسرائيلي ونقلتها القناة الثانية العبرية عبر موقعها الالكتروني اليوم "الخميس".

وتشير معطيات الجيش إلى أن 88% من رجال الطائفة اليهودية الإثيوبية تجندوا لاداء خدمتهم العسكرية متجاوزين بذلك المعدل العام البالغ 75% فيما تجندن 85% من النساء الإثيوبيات وهذا منخفض جدا قياسا بالمعدل العام .

" حاولت كثيرا أن اخرج لمساعدة عائلتي التي تعاني ضائقة اقتصادية شديدة وطلبت إعفاء مؤقت من الخدمة حتى أتمكن من العمل ومساعدة العائلة لكن هذا الأمر لم يثر اهتمام القادة فيما تراكمت ديون عائلتي وارتفع حجمها" قال الجندي "الإثيوبي" الذي خدم في وحدة قتالية في المنطقة الشمالية في تصريح للقناة الثانية .

وقرر هذا الجندي في احد الأيام أن يولي هاربا وان يترك الخدمة وقال "الحقيقة كنت اشعر أثناء الخدمة بأنني مختلف وجاءت ديون وضائقة العائلة فقررت ان أضع حدا لذلك ".

وبدا الجندي الفار بالعمل وقال لقائده بأنه لا يستطيع أداء الخدمة فيما لا تملك عائلته الطعام لكن الضابط رد عليه قائلا "عد فورا أو سوف أرسلك إلى السجن " بقي الجندي متغيبا عن الخدمة عدة أسابيع عمل خلالها في أعمال تنظيف البنايات وعمل بائعا في احد المتاجر ووفر بعض الأموال قبل أن يتصل بالقيادة ليسلم نفسه منهيا قصته بعدة أسابيع من السجن الفعلي .

ولم يكن الجندي "د" وحيدا بل كان هناك نساء داخل السجن "لم أجد نفسي في القاعدة العسكرية وشعرت بأنني مختلفة عنهم صحيح لم يوجهوا الشتائم المباشرة لي لكنني شعرت بهذه الشتائم والوضع في منزلي لم يكن جيدا وهنا في الجيش عينوني بوظيفة غير مهمة وفي النهاية هربت ودخلت السجن وكان هناك الكثير من أبناء طائفتنا وهذا السجن لم يخيفني فمن الواضح بأنه أمرا سيئا جدا لكن وللأسف فقد تحول السجن جزء أساسي من مسار خدمة اليهود الإثيوبيين وأنا هنا لا اتهم فقط الجيش لان هذا الوضع جاء أصلا من المجتمع المدنية " قالت المجندة "م" وهي ما عائلة ذات أصول إثيوبية .


 ضابط يهودي إثيوبي: الجيش لا يفهم الفوارق الثقافية

وأشار ضابط من أصول إثيوبية إلى ما يعتقده كمشكلة في فهم الجيش، مؤكدا أن الجيش لا يفهم الفوارق الدقيقة بين الناس والفوارق الثقافية قائلا "يجب أن يدركوا بان الحديث يدور عن ثقافة مختلفة لهذا فان النتيجة تكون على هذا النحو حيث يتجند الشبان بروح عالية ودافعية كبيرة طامحين نحو وظائف هامة وذات مغزى ويرغبون بالمساهمة لكن بعد وقت قصير يشعرون بالإحباط لأنهم بكل بساطة لا يفهمونهم ".

ويؤكد الجيش بأنه يبذل كل ما في وسعه لدمج الجنود حيث ينظم منذ عام 2005 دورة تعرف باسم" أمير" تهدف إلى استخلاص كامل قدرات ومؤهلات الجنود من أصول إثيوبية وذلك فور تجندهم وكذلك بدأ الجيش مع مطلع هذا العام بتشغيل برنامج باسم " من التمييز السرمدي إلى فهم يؤدي إلى التقدم " .
وجاء من الناطق العسكري " يعتبر الجيش جيشا للشعب وهذا هو مصدر قوته وعظمته وعلى هذا المبدأ يستند تفوقه وتفرده والجيش يسعى دائما لتوسيع دائرة التجنيد مع طرح حلول تناسب مختلف الفئات ".