الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس من أجل الأمن الإسرائيلي

نشر بتاريخ: 08/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
حماس من أجل الأمن الإسرائيلي
بيت لحم- معا - زاد الصاروخ الذي أطلق عشية ذكرى إقامة إسرائيل والتقارير المتواترة حول إعادة ترميم حماس لمشروع أنفاقها الهجومية والتقارير التي تتحدث عن غضب كبير يعتمل في صدور سكان غزة من قرب وقوع مواجهة عسكرية في المنطقة الجنوبية.

ماذا يتوجب على إسرائيل أن تفعل ؟ الجواب كما كان دائما يجب عليها ان تنطلق من تحديد واضح ودقيق ومختصر لمصالحها " الوطنية ".

قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال احتياط " غيورا ايلاند" في مقالة نشرتها اليوم الخميس صحيفة "يديعوت احرونوت" تحت عنوان "حماس، من اجل الأمن ".
وأضاف "إن مصلحة إسرائيل في غزة مصلحة أمنية فقط لا غير وتتجلى هذه المصلحة بشكلين الأول الحفاظ على الهدوء أطول فترة ممكنة، والثاني خفض مستويات ووتيرة تسلح حماس ولا يوجد لإسرائيل مصالح أخرى في غزة سواء اقتصادية أو إقليمية أو سياسية .

ويمكن تحقيق هذه المصلحة الإسرائيلية بثلاث طرق هي : اتفاق نهائي ودائم مع السلطة تجد في سياقه قضية غزة والوضع فيها حلها، مواصلة الضغط الاقتصادي على غزة حتى انهيار نظام حكم حماس ، وتعزيز المصلحة المشتركة مع حماس التي تسعى إلى منع وقوع جولة عنف أخرى، ويبدو أن الطريقة الثالثة هي الأكثر واقعية ".

كيف نقوم بهذا؟ جاء في اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى عملية "الجرف الصامد" بان المرحلة الثانية ستبدأ بعد شهر من سريان مفعول الاتفاق حيث سيعقد مؤتمر لاعمار غزة برئاسة مصر لكن مرت ثمانية اشهر دون عقد مؤتمر ودون وجود اعمار والسبب بسيط وهو أن الطرفين المقدر لهما أن يقودا العملية وهم مصر والسلطة الفلسطينية غير معنيين عمليا بترميم قطاع غزة وزيادة على ذلك الطرفان المذكوران يظهران لا مبالاة من احتمال انفجار جولة عنف أخرى بين حماس وإسرائيل وهنا وجد أو نشىء وضعا شاذا وغريبا التقت فيه مصالح إسرائيل وحماس وعلى الطرف الأخرى ائتلاف من عدة جهات منها السلطة الفلسطينية لا يهمهم بشكل حقيقي معاناة السكان في غزة ولا يهمها أن يؤدي الإحباط والمعاناة إلى جولة عنف أخرى .

لقد كان الإصرار الإسرائيلي والدولي تسليم السلطة الفلسطينية كافة الموارد الخاصة باعمار غزة خطأ قاتلا وكان من المفترض على إسرائيل في هذه الحالة أن تقود عملية الاعمار الدولية وتسليم الموارد الخاصة بمشروع الاعمار إلى الحكومة الفاعلة والمسيطرة في غزة وهي في هذه الحالة حكومة حماس ولان مصلحتنا هناك أمنية خالصة كان يجب أن نظهر سعة صدر في كل مجال أخر بما في ذلك قضية إقامة ميناء بحري في غزة وفي المقابل أن نصر على إقامة جهاز دولي قوي يناط به مهمة منع استخدام غير صحيح للموارد والمواد المتدفقة على غزة ولان مثل هذا الجهاز ليس قائما حاليا فان الاسمنت الذي تدخله إسرائيل إلى غزة سيجد طريقه بسهولة إلى الأنفاق .

إذا وقعت حرب أخرى هذا الصيف سيقول الكثيرون بان قوة الردع الإسرائيلية قد فشلت لكن الحقيقة ليست على هذا النحو فقوة الردع فعالة ومجدية لكنها ليست كافية لمنع اندلاع جولة أخرى وهذا الأمر يتحقق من خلال العصا والجزرة الاقتصادية السياسية .

يقول معارضو هذا التوجه إن عملية ترميم قطاع غزة ستعزز مكانة حركة حماس وهذا صحيح لكن ما السيء في ذلك؟ .

واختتم "غورا ايلاند" مقالته بالقول " من يريد توسيع دائرة المصالح الإسرائيلية في غزة وان يضع أهدافا سياسية مثل تعزيز مكانة أبو مازن في غزة فانه يعرض المصلحة الوطنية الإسرائيلية الوحيدة والحقيقة وهي المصلحة الأمنية للخطر ".