بيت لحم -معا - من لجوء الى آخر.. مآساة حقيقية يعيشها عرب الجهالين في منطقة "أبو النوار" شرق القدس ، نساء ورجال وأطفال سيضطرون لمواجهة الاحتلال الذي قرر اخلاءهم خلال أقل من شهر بهدف توسيع مستوطنة معالي أدوميم بذريعة أنها أراضي دولة .
الاحتلال ممثل بالادارة المدنية الاسرائيلية عرف منطقة أبو النوار بمربع "جيم" وهو عبارة عن الجزء الشمالي لبناء مشروع "E1" الاستيطاني الذي يتكون من 389 دونما ستهجر العائلات البدوية منها ليقوم الاحتلال ببناء وحدات استيطانية مكانهم تقدر بـ 1500 وحدة تابعة لمستوطنة معالي أدوميم .
الناطق باسم تجمعات أبو النوار داوود جهالين المعروف بـ"أبو عماد" قال لمراسلة معا أن طواقم الادارة المدنية الاسرائيلية كانت قد حضرت الى تجمعات أبو النوار البالغة 22 تجمعا قبل ما يقارب الاسبوع وكلفت وسيط ليتحدث باسمها وقدم العديد من الاغراءات للتوصل الى حل بازالة هذه التجمعات ونقلها الى موقع آخر في الجبل الغربي لبلدة العيزرية وهو موقع قرية بوابة القدس التي استولى عليها الاحتلال مؤخراً.
ونقل أبو عماد النقاط الرئيسية التي عرضها المفوض باسم الادارة المدنية الاسرائيلية التابعة لجيش الاحتلال هي أن الاحتلال لن يسمح لأي بدوي بالبقاء في تجمع ابو النوار لان هذه الارض هي "أرض دولة" ملك لدولة اسرائيل- حسب ادعائهم .
واضاف على لسان ضابط الادارة المدنية بأن الجبل الغربي هو أحد هذه البدائل وعلى وجه التحديد يجري الآن اعداده لـ34 اسرة موجود في ابو النوار في حين سيتم تخصيص مناطق أخرى لما يتبقى من عائلات كون منطقة الجبل الغربي "بوابة القدس" لا تتسع لهم جميعا.
وكان ضابط الادارة المدنية الاسرائيلية قد اكد أن هناك 3 قطع من الاراضي ضمن خطة الجبل الغربي مخصصة لترحيل 34 عائلة من ابو النوار قطعة الارض الواحدة تساوي نصف دونم وكلفت كل منها الادارة المدنية 230000 شيكل.
أما رد اهالي أبو النوار فكان برفض قبول اية عروض وانهم سيبقون في أبو النوار وان محاميهم كفيل بالرد على الادارة المدنية.
وفي لقاء مسؤول وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الابحاث التطبيقية اريج سهيل خليلية قال انه لا يمكن الاستخفاف بحجم الآثار السلبية الناجمة عن "كتلة أدوميم" الاستيطانية والخطة E-1 والتي تعتبر جزء من مشروع القدس الكبرى، وانعكاساتها على إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، متواصلة جغرافيا ومستقلة، فإذا نفّذت الخطة E-1 بكاملها سيؤدي الأمر إلى حرمان القدس الشرقية من آخر المناطق المتبقية التي تكفل لها النمو والتطور الاقتصادي في المستقبل، أضف إلى ذلك أن موقع المنطقة E-1 وحجمها الهائل سوف يضمنان سيطرة إسرائيل على ملتقى الطرق الرئيسي الواصل بين شمال الضفة وجنوبها.
تقرير ميرنا الاطرش