السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

61 كابوسا رهيبا لنتنياهو

نشر بتاريخ: 09/05/2015 ( آخر تحديث: 11/05/2015 الساعة: 16:03 )
61 كابوسا رهيبا لنتنياهو

بيت لحم - معا - بودي أن أعلن الان عن المرشح الرئيسي في الانتخابات القادمة التي قد تجري في أيار أو حزيران 2016 لان الحكومة القادمة حكومة الـ 61 عضو كنيست لن تصمد أكثر من عام هل تصدقون ذلك ؟ سؤال كبير طرحه الصحفي الإسرائيلي والمحلل السياسي في صحيفة " معاريف " ذات التوجه اليمين " شالوم يروشالمي" في مقابلته المنشورة تحت عنوا ن" حكومة الكابوس ".

ستكون هذه الحكومة كابوسا لنتنياهو حيث سيستغل شركاء الائتلاف الحكومي ضعفه لابتزازه والحصول على كل ما يريدون وقد بدا " نفتالي بينت " هذا الابتزاز حتى قبل ان يرى الائتلاف الحكومي النور بفترة طويلة .

نتحدث عن " معجزة سياسية تجري أمام ناظرينا فقد خسر " بينيت" في الانتخابات الأخيرة ثلث قوته البرلمانية ولاذ بعد هذه الهزيمة بالصمت واظهر الكثير من الود والاستعداد للتصالح مع الأخرين وجلس ينتظر المكالمة الهاتفية من نتنياهو لكن هذه المكالمة لم تأت فقد تصرف نتنياهو كعادته خلال المفاوضات الائتلافية بالتهور والتسرع المعروف بهما وأبقى " بينت" في أخر صف المتحدثين مفضلا عليه " موشه كحلون" والكتل المتدينة " الحريديم ".

وجاءت استقالة " ليبرمان" لتمنح " بينيت " القوة العظيمة واستغل ضغط الزمن وقرب حلول الموعد النهائي لتقديم الحكومة ولعب جيدا بأعصاب " نتنياهو " المتوترة أصلا وخرج من المفاوضات الائتلافية في الدقيقة التسعين بالضبط مع ثلاث حقائب وزارية " التعليم ، القضاء، الزراعة وما يسمى بلواء الاستيطان وهي المؤسسة الهامة جدا بالنسبة للمستوطنين" ما يعني ان "بينيت" حصل مع مقاعده الثمانية على ما لم يحصل عليه حين كان مع 12 مقعدا برلمانيا وهذا بحق لا يمكن وصفه سوى بالإنقاذ أو المعجزة الإلهية.

لو أراد " بينت" أن يجبر نتنياهو على توقيع اتفاقية تناوب على رئاسة الوزراء لحصل على ذلك بسهولة لكنه لسبب ما لم يطلب ذلك لأنه ربما هو نفسه أدرك بان إسرائيل تتجه نحو حكومة قصيرة العمر فليس من المنطق حرمان نتنياهو من عدة اشهر إضافية في السلطة والحكم .

يختلف نتنياهو عن رؤساء وزراء آخرين مثل بن غريون واسحاق رابين ومناحم بيغن الذين عرفوا جيدا كيف يفرضون شخصيتهم ومواقفهم على المحيطين بهم وبالتالي نجحوا في التعامل مع ائتلافات حكومية ضيفة لكن نتنياهو " مختلف " وكذلك الثقافة السياسية الإسرائيلية تغيرت واختلفت هي الأخرى وتحولت السياسية إلى سخرية وانتهازية لهذا فان حكومة نتنياهو لن تعمر طويلا .

سيواجه نتنياهو بعد خضوعه واستسلامه لابتزاز " بينت" الامتحان الثاني والمتمثل بمحاولة توسيع الائتلاف الحكومي .

سيعرض نتنياهو يوم "الاثنين " القادم حكومة تستند إلى ائتلاف حكومي ضيق مكون من 16 وزيرا دون رئيس الوزراء 10 من الليكود ووزيرين لحزب " كحلون " و 3 "لحزب " البيت اليهودي" ووزيرا لحركة " شاس وتنتظر بقية الحقائب الوزارية انتهاء الجولة الثانية حيث ينوي نتنياهو عرض حكومة موسعة من عشرين وزيرا بعد أسبوعين ما يعني تغير قانون أساسي بأغلبية 61 صوتا .

ويجري هذه الأيام سباقا محموما ومجنونا بين الوزراء فكل واحد منهم يريد دخول الحكومة في الجولة الأولى لخوفهم من فشل نتنياهو في تمرير تغير القانون معتمدا على ائتلافه الضيق من 61 عضو كنيست وبالتالي بقاء الوزراء الذين لم يدخلوا في الجولة الأولى خارج الحكومة ".

ونقل الصحفي " يروشالمي" عن احد المرشحين لتولي حقيبة وزارية قوله " يجب أن لا نكون جبناء من الواضح بان من لا يدخل الحكومة في الجولة الأولى فلن يدخلها مطلقا " وهذا بالضبط هو سبب إصرار " بينت" على تمرير وزرائه الثلاثة في الجولة الأولى .

سيراقب " ليبرمان" ما يجري من الخارج وقد علت وجهه ابتسامة عريضة لأنه هكذا يريد رؤية نتنياهو يقاتل يوميا على حياته السياسية ويريد رؤية نتنياهو مستنزفا متعبا يتصبب عرقا حتى يصبح مكرها ليس فقط في الكنيست بل لدى الجمهور الواسع أيضا متمنيا أن تفتح " ساحة اليمين" مجددا بما يمنحه فرصة إضافية للمنافسة وربما الفوز بقيادة اليمين .

قال " ليبرمان" خلال مؤتمره الصحفي بأنه فضل المبادئ على المقاعد لكن ليس من الواضح فيما إذا كان سيتنازل عن مقعد وزير الجيش لو عرض عليه المنصب فلو كان ليبرمان صادقا مع نفسه وجمهوره لعدل من صيغة التصريح ليصبح " رغبت في وزارة الدفاع لأنني لا أجد ما افعله في وزارة الخارجية لان كل شيء فيها عالق ولان هذا لم يتحقق قررت الانتقام من نتنياهو وتحطيمه من الخارج ".

مسألة قوة ووقت :

جلس " يسحاق " بوغي" هرتصوغ " يوم الاثنين الماضي في مقاعد كتلة حزب العمل ووعد بانه سيقود المعارضة وسيحارب انطلاقا من مقاعدها ووصف حكومة نتنياهو بحكومة فشل وطني اخرى وستبقى عالقة وخاضعة للابتزاز مضيفا انه لم تكن هناك خطة او برنامج لاقامة حكومة وحدة وطنية .

لكن أحدا لم يصدق أقوال " هرتصوغ " لأسباب واضحة . ماذا ستفعل حين تأتيك مكالمة نتنياهو الهاتفية؟ سأل احد الصحفيين " هرتصوغ" الذي استشاط غضبا ورد قائلا " لم تتعلموا تصديق ما أقول ؟ وهنا رد شخصا وقال لهرتصوغ" أنت لم تقل شيئا لذلك نحن لا نصدقك ".

خرج الصحفي وبدات الحرب الداخلية في كتلة حزب العمل خاصة ضد " شلي يحموفيتش" التي قاطعت الجلسة لان " تسيفي ليفني" تحدثت خلال المؤتمر وكأنها مساوية لزعيم الحزب " هرتصوغ" وأرسلت " يحموفيتش" تغريدة عبر تويتر ضد ثنائية القيادة او القيادة ثنائية الرأس ما اغضب " ليفني وهرتسوغ " على حد السواء .

وبقيت الشكوك حول نوايا هرتصوغ المتعلقة بالحكومة تحلق في سماء غرفة الاجتماع حيث قرر " عمير بيرتس" أن يكون أول المتحدين حين قال مخاطبا هرتصوغ" تعال لنتخذ ألان قرارا يقول أننا غير مستعدين لدخول الحكومة " وهنا شعر " هرتصوغ " بالصدمة ورد قائلا " أنا اعرض ذلك عليكم الاعتماد علي فقط فوضوني " لكن " بيرتس" أصر " ما علاقة ذلك بالتفويض والثقة تعال لنتخذ قرارا ونضع حدا للإشاعات ".

وفي النهاية لم يتم اتخاذ القرار وفي الخارج حين تحدثوا مع هرتصوغ عن فرصة دخوله حكومة نتنياهو قال "لا يمكن إقامة مثل هذه الحكومة خلال يومين " ما يعني وبكلمات أخرى إن المسألة بالنسبة لحزب العمل مسألة وقت لسان حال " هرتصوغ يقول" أعطوني فرصة الفوز في الانتخابات الداخلية لأنني ألان لا املك القوة الكافية حتى إن كنت " ميت " لدخول الحكومة وان اصبح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية .

واختتم الصحفي " يروشالمي"مقالته المنشورة اليوم " السبت " بالقول "أمام القضية مسألة وقت فقط ا وان هرتصوغ يقول لنفسه نتنياهو لن يصمد طويلا مع هذه الحكومة الضيفة ويمكننا إسقاطه من الخارج وحينها سأعود لأجرب حظي في انتخابات تجري بعد عام ليس أكثر.