الخميس: 19/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

530 طائرا لفلسطين

نشر بتاريخ: 09/05/2015 ( آخر تحديث: 09/05/2015 الساعة: 23:31 )
530 طائرا لفلسطين

بيت لحم- معا - دعا مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة إلى وضع حد للتهديدات التي تُلاحق الطيور وموائلها، والإقلاع عن استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، وإزالة الغابات، والصيد الجائر، والابتعاد عن التشجير المكثف للأشجار الدخيلة على حساب أشجار فلسطين الأصلية، ووقف الزحف الإسمنتي على المناطق الرطبة والزراعية اللتين تعدان حيوية للطيور وهجرتها، والكف عن الرعي الجائر، والتلوث الذي يؤدي إلى تدمير الحياة البرية وتغير المناخ بسببه. كما حث على توثيق انتهاكات الاحتلال ضد بيئتنا وتنوعنا الحيوي للاستفادة منها في الدعاوى القضائية الدولية.


وقال المركز في ورقة حقائق أصدرها لمناسبة اليوم العالمي للطيور المهاجرة، الذي يصادف في التاسع والعاشر من أيار الحالي: إن هذه المحطة الأممية فرصة لمراجعة توجهاتنا البيئية، بحيث لا تتعارض مع عناصر التنوع الحيوي عمومًا والطيور خصوصًا.

وتابع: تمثل هذه المناسبة فضاءً لأن تكون توجهاتنا نحو الطاقة النظيفة، ومنشآت الطاقة التقليدية حساسة لخطوط هجرة الطيور، وتحافظ على مساراتها، وتتوخى الحذر كي لا تمس بالطيور، من خلال شبكات الضغط العالي، أو ألواح الطاقة الشمسيه، أو مرواح طاقة الرياح، وغيرها من وسائل.

وأكد "التعليم البيئي" أن الاحتلال يمعن في استهدافه لبيتئنا وموائل طيورنا، والمتمثلة بالعدوان على الغابات الطبيعية والمزروعة، كما حل بأحراش جبل أبو غنيم، حين حوّل الاحتلال 22 ألف دونم إلى كتل إسمنتيته أطلق عليها مستوطنة "هار حوماة"، ومثلما حدث مع محمية "العمرة" أو أحراش أم الريحان إلى الجنوب الغربي من جنين، حين عزل جدار الفصل العنصري نحو ( 6500) دونم، هي كامل المنطقة الغنية بالتنوع الحيوي، وغيرها.


اتفاقات أممية
وأضافت الورقة: إن إحياء هذا اليوم العالمي ينبغي أن يرتبط بالأول من نيسان 2015، وهو تاريخ انضمام فلسطين رسميًا لمحكمة الجنايات الدولية، ما يعني فتح الباب عملياً أمام مقاضاة دولة الاحتلال، على كل جرائمها بحق الإنسان والأرض والبيئة، لأن انضمام فلسطين إلى 20 منظمة دولية كاتفاقية بازل بشأن التحكم بنقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود، واتفاقية قانون البحار، واتفاقية التنوع الحيوي، واتفاقية بشأن سلامة موظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها، والاتفاقية المتعلقة بقانون استخدام المجاري المائية الدولية في الأغراض غير الملاحية، بوسعه أن يُسرع من وتيرة مقاضاة الاحتلال.


وتابعت: إن شعار هذا اليوم الذي يربط بين الطيور والطاقة، ويحمل شعار" الطاقة لنجعلها صديقة للطيور" يعد محطة للتسليط الضوء على ما يفعله الاحتلال بعناصر بيئتنا، فينهب الأرض، ويدمرها، ويقيم 144 مستعمرة، ومئات الحواجز ومعسكرات التدريب، وحقول الألغام، ويحول مساحات شاسعة لمناطق مناورات كما فعل الأسبوع الماضي في الأغوار ونابلس ومحافظات أخرى، ويقتلع الأشجار ويحرقها، ويجرف المزروعات، وغيرها من أشكال العدوان.


ووالت الورقة: إن عدوان الاحتلال لا يوفر مشاريع الطاقة النظيفة، التي يتجه العالم نحوها، فيحارب مشاريع الخلايا الشمسية كما في التجمعات النائية في الخليل والأغوار، ويعرقل بدعوى تقسيمات المناطق الفلسطينية إلى (أ) و(ب) و(ج) المشاريع التنموية ذات التوجهات نحو الطاقة الخضراء، ويسعي لإبقاء نفسه المصدر الوحيد للطاقة الكهربائية في محافظات الضفة الغربية، والمتحكم بإنارة غزة، عبر السيطرة على إدخال أو عدم إدخال الوقود التقليدي للقطاع.


وزادت : إن يوم الطيور العالمي أيضاً محطة لإبراز الدور الهام الذي تؤديه الطيور المهاجرة في النظم البيئية التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من مقومات الحياة على وجه الأرض. وأشارت إلى جهود "التعليم البيئي" في مجال الطيور وحمايتها، والتي توّجت بتبني مجلس الوزراء في شباط الماضي، مبادرة المطران د. منيب يونان، رئيس الكنيسة اللوثرية والاتحاد اللوثري العالمي، بتنسيب من سلطة جودة البيئة، باعتبار عصفور الشمس طائراً وطنياً لفلسطين.


وتحدثت الروقة عن الأسابيع الوطنية لمراقبة الطيور وتحجيلها، التي أطلقت خمس نسخ منها بالتعاون مع سلطة جودة البيئة كل ربيع وخريف، للربط بين طيور فلسطين وبيئتها من جهة، والترويج للسياحة فيها عبر استقبال آلاف الطلبة والمهتمين والزوار الأجانب، في محطات التحجيل في حرم مدرسة طاليثا قومي ببيت جالا، وجمعية المشروع الإنشائي العربي بأريحا وكلية الزراعة والطب البيطري بجامعة النجاح (خضوري) في طولكرم. فيما ينظم مسارات بيئية في العديد من مناطق فلسطين الغنية بتنوعها الحيوي كوادي القلط وبرية القدس ومنطقة المخرور وغيرها، ويشارك في حراك دولي على مستوى عالٍ.


قصة يوم الطيور
وذكّرت الورقة بقصة اليوم الأممي، الذي انطلق عام 2006. باعتباره حملة سنوية تنفذ خلاله أنشطة توعوية لحماية الطيور المهاجرة والبيئة التي تعيش فيها بدول العالم. فيما ترعى هذه الحملة اتفاقيتان دوليتان أساسيَّتان بشأن الأحياء البرية، بإشراف برنامج الأمم المتحدة للبيئة، هما اتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجر (CMS)، والاتفاق المتصل بحفظ الطيور المائية الأفريقية- الأوروبية- الآسيوية المهاجرة (AEWA) .

530 طائرا لفلسطين
وأشارت الورقة إلى التنوع الحيوي الهائل لفلسطين، التي يحتضن تاريخيًا 530 نوعاً من الطيور المختلفة، فيما يزيد عدد الطيور في الضفة الغربية وقطاع غزة حالياً عن 347 نوعاً. وفي وقت تعتبر فلسطين ثاني أهم معبر بالنسبة لهجرة الطيور المهاجرة عالميًا، إذ تعبر بلادنا قرابة 500 مليون طائر كل سنة في موسمي الهجرة: الربيعية والخريفية.
وقالت الورقة أن اختفاء أسراب الطيور المهاجرة، أو توقفها عن التغريد، يشعل ضوء تحذير، ويدلل على ما تتعرض له الموائل من تدمير واعتداءات وتخريب للبيئة وتنوعها الحيوي. وتُصنّف الطيور حسب وضعها في فلسطين إلى خمس مجموعات ومنها: المُقيمة (المستوطنة)، والزائرة الصيفية، والمُهاجرة، والزائرة الشتوية، والمُشردة.

طائرنا الوطني
وسلطت الورقة الضوء على طائر فلسطين الوطني، عصفور الشمس الفلسطيني، الذي يعتبر ساحراً برشاقة حركته، وبطيرانه الواثق والسريع، وبمنقاره الطويل، ولكونه بهيًا بميزة تلوين ريشه الأسود تحت شمسنا، فيصير خليطاً أخضر وأزرق وبنفسجي لذكوره، ورمادي وبني لأنثاه، ويستقر في جبالنا، وروابينا، وسهولنا ، ووديانا، وبجوار بيوتنا وأشجارنا وأزهارنا.


وبينت الورقة أن العصفور من رتبة الطيور المغردة، وعائلة المغثريات (عصافير الشمس). أما اسم الشعبي فـ" تمير فلسطيني" أو "أبو الزهور"، واسمه العلمي Nectarinia osea، ويبلغ طوله 11-12 سم، وهو مُلون ورائع وجميل ومرتبط بفلسطين لأنه اكتشف لأول مرة فيها عام 1865، ويتواجد فيها تحديدا، وبشكل أقل في دول حفرة الانهدام. ويتغذى على الحشرات، ورحيـــق الأزهار باستخدام لسانه الطويل؛ لاستخراج الرحيق من الزهور، ويطير مقابل الزهــرة، ويفضّل المناطق مرتفعة الحرارة والمناخ الجاف. ويعيش في الغابات الجافة والأودية والبساتين والحدائق وفي المدن أيضــا. ويُعد من أصغر الطيور في بلادنا. ورشيق الحركة، مفعم بالحيوية، ويطير بسرعة هازًا جناحيه بسرعة كبيرة. منقاره أسود طويل دقيق وينحني إلى الأسفل. فيما الذيل قصير، والأرجل سوداء طويلة، أما قزحية العين فلونها بني. والذكر يتميز بألوانه الزاهية الجميلة، على الرغم من أن لونه العام أسود داكن، إلا أنه ومع أشعة الشمس تظهر ألوانه الزاهية الخضراء والزرقاء والبنفسجية في الأجزاء العلوية من الجسم ومنطقة الصدر، أما جوانب الصدر وتحت الجناحين فمغطاة بخصلات برتقالية وصفراء. أما الأنثى فلون الأجزاء العلوية من جسمها رمادي بني، أما الأجزاء السفلية فرمادية فاتحة اللون.


ووالت: يتميّز هذا الطائر بصوته المرتفع، ويعتبر من الطيور المعروفة بانتمائها لمنطقة حفرة الانهدام، ويحمل اسم فلسطين، وهو جميل، ذو صوت يُطرب له الإنسان. ومن المعتقدات الخاطئة أن معظم الناس يظنون أنه من الطيور الطنّانة لوجود تشابه بينهما في بعض الصفات، إلا أن الحقيقة العلمية تشير إلى كونه من عائلة مختلفة تمامًا.

متحف وطني
وذكّرت الورقة بجهود "التعليم البيئي" في مجال مراقبة الطيور وتحجيلها، إذ يعد الأول فلسطينيًا في هذا المجال، وهو العضو العربي الوحيد في منظمة الطيور الأوروبية SEEN، كما ساهم في تدشين محطات طيور عربية، ويجري دراسات وأبحاث متقدمة، كما أصدر كتبًا عن طيور فلسطين ومناطقها، وتنقل بين أربع محافظات فلسطينية في مراقبة الطيور هي بيت لحم، وأريحا، وغزة، وطولكرم. مثلما يحوي مقره في بيت جالا متحفاً للتاريخ الطبيعي يضم أكثر من 2500 عينة من المتحجرات ومحنطات الطيور، التي تعود بعضها إلى عام 1902، ويسعى لتحويله إلى متحف وطني متخصص.

أجندة خضراء
وخلصت إلى الإشارة لإصدار المركز الأخير، المتمثل بأجندة الربيع 2015-2016، والتي حمل غلافها صورة لزوجي عصفور الشمس، الطائر الوطني لفلسطين، وضمت معلومات عنه. بجوار استعراض لستة طيور مهددة جراء الممارسات غير الصديقة للبيئة كالحجل والحجل الرملي والنسر الذهبي. وحديث عن ست أزهار ونباتات فلسطينية ترتبط بالتراث كالذرة البيضاء والسمسم والقزحة والترمس البري. إضافة لحقائق عن التنوع الحيوي والزراعة العضوية والكيماويات. بجانب أرقام لخصت التدمير البيئي للاستيطان والجدار العنصري والعدوان على غزة والقدس ومصانع "جيشوري" المقامة على أراضي طولكرم. إضافة إلى حديث عن الهوية الوطنية والأطباق الشعبية والألعاب التقليدية وغيرها. عدا عن برامج المركز وأنشطته وسيرته خلال 30 سنة.