السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"القرية السويدية" تحت ركام غزة

نشر بتاريخ: 10/05/2015 ( آخر تحديث: 10/05/2015 الساعة: 18:58 )
"القرية السويدية" تحت ركام غزة

غزة - تقرير معا - .. "يقولون ان للانسان او المكان حظ من معنى اسمه".. لكن "القرية السويدية" جنوب قطاع غزة لا تحمل من معاني اسمها شيئا .. فموقعها الاستراتيجي على الحدود مع مصر وعلى ساحل المتوسط لم يعطها اية ميزة بل كان نقمة عليها لسنوات طويلة، خاصة في ظل وقوعها تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة حتى الانسحاب الاسرائيلي من القطاع في العام 2005.


معا زارت "القرية السويدية" وسلطت الضوء عليها.. والتي يعيش سكانها تحت الركام وتحت خط الفقر وخدمات تكاد تكون معدومة.


تقع "القرية السويدية" على الحدود المصرية الفلسطينية على ساحل مدينة رفح جنوب قطاع غزة معظم سكانها من اللاجئين الذين هاجروا عام 1948، يعملون بالزراعة والصيد بحكم وقوعها على الشاطئ.

سبب التسمية

وقال المواطن الحاج احمد العبد أن سبب تسمية القرية السويدية بهذا الاسم يعود لعام 1955 حيث تبرّع مسؤول سويدي بمبلغ من المال لبناء القرية.


صور المعاناة
ويروى الحاج احمد لـ معا عن المعاناة التي يعيشها أهل القرية فيقول " أن القرية لم تحظ باهتمام اي من المؤسسات ووكالة الغوث، ويعاني سكانها من الإهمال والتهميش على مدار سنوات طويلة، ولم يحصل أبنائها على ابسط حقوقهم.


واضاف المواطن عبد الرحمن الغول 38 عاما لـ معا أن القرية تفتقر لأدنى وابسط مقومات الحياة الطبيعية فنحن لا نستطيع الخروج بسهولة من القرية نظرا لصعوبة المواصلات بالإضافة إلى شوارع وأزقة تحتاج إلى إعادة تأهيل.


واستطرد:" هناك أكثر من 130 أسرة تعيش حياة مأساوية حيث لا يزالون يستخرجون المياه من الأرض بطرق بدائية نظرا لعدم توفر شبكات مياه وعدم وجود بنية تحتية لإقامة المشاريع، ولا تحتوي القرية على سوق مما يجبر أهلها إلى قطع مسافة طويلة للتسوق.


وأشارت الحاجة سميحة الشاعر 66 عاما لـ معا إلى القرية تعاني من تهميش في قطاع الصحة والتعليم وكافة مناحي الحياة.


ومن الجدير بالذكر، أن القرية السويدية قبل انسحاب جيش الاحتلال من غزة، كانت منطقة معزولة محاصرة بالأسلاك الشائكة لا يحق لأي من سكانها الخروج ولا الدخول إليها إلا بتنسيق وإذن من قوات الاحتلال الموجودة على حواجز القرية لالتصاقها بمستوطنات وتجمعات للمستوطنين.


ومنعت اسرائيل تطوير القرية بشكل كامل خلال احتلالها لغزة ومنعت اية اعمال تطوير فيها وحتى ادخال كيس من الاسمنت كان يحتاج لتنسيق خاص غالبا ينتهي بالرفض.


وبهذا الخصوص قال الحاج احمد العبد احد سكان القرية لـ معا:"أن اهالي القرية كانوا فرحين عندما انسحبت إسرائيل عام 2005 لأملهم في تطوير القرية بمشاريع تفيد أهلها وتغنيهم عن سنوات المعاناة"، واختتم كلامه بجملة واضحة قائلا:" القرية تفتقر لأدنى ضروريات الحياة".


ويوجد في القرية مقبرة صغيرة، ومسجد صغير عبارة عن منزل قديم يعود لأحد سكان القرية تبرع به ليكون مكانا للصلاة.


يتلقى أطفال القرية تعليمهم في المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرسة تبعد عن القرية مسافة 2 كيلومتر.


حزمة طلبات
وطالبت الحاجة سميحة الحكومة برئاسة رامي الحمد الله بضرورة التدخل لإنقاذ سكان القرية من الموت البطء بإقامة مشروعات وإعادة هيكلة البنية التحتية.


بينما طالب الغول وكالة الغوث بضرورة تقديم المساعدات المتعلقة بالمواد التموينية وإقامة مراكز للتموين.


وناشد الحاج احمد العبد بلدية رفح بضرورة إعادة هيكلة شبكة صرف المياه وتنفيذ جملة مشروعات تهدف لتطوير القرية، واختتم بمطالبته الجهات المسؤولة بضرورة بناء عدد من المدارس والمراكز الصحية.


الرواية الرسمية
وأكد صبحي رضوان رئيس بلدية رفح عدم وجود خطة إستراتيجية لتطوير القرية نظرا لانحصارها بين الحدود وأراضي المواطنين مما يجعل إقامة تصور خططي أمرا صعبا.


وتابع في حديث لـ معا أن البلدية تقدم ما أمكن من التسهيلات للمواطنين بحيث تعمل على تحسين حياتهم اليومية من خلال الخدمات الحياتية.


واختتم حديثه قائلا:" نحاول تقديم التسهيلات للمواطنين لكن نظرا للظروف وللحصار المفروض على القطاع والذي يسبب ندرة في الموارد المتاحة وصعوبة في تنفيذ المشاريع اصبح تطوير القرية صعب".