الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عبد الفتاح: إنشاء الصندوق القومي مهمة لا تقبل التأجيل

نشر بتاريخ: 11/05/2015 ( آخر تحديث: 11/05/2015 الساعة: 13:34 )
عبد الفتاح: إنشاء الصندوق القومي مهمة لا تقبل التأجيل

القدس-معا- دعا الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، في كلمته في احتفالية العشرين للتجمع الوطني الديمقراطي،الجيل الصاعد إلى أخذ دوره في إعادة بناء لجنة المتابعة العليا وإنشاء المؤسسات القومية، مؤكدا أنها مهمة لا تقبل التأجيل.

وقال ان طلائع الجيل الواعي من كافة المشارب الحزبية والاجتماعية قادرة على تشكيل قوة ضغط على مركبات التابعة، وقادرة على المشاركة الفعلية في إعادة البناء عبر بناء اللجان الشعبية والأطر القاعدية التي ستفرز اللجنة الوطنية العليا الجديدة.

واضاف "إنه بعد نجاح تجربة القائمة لمشتركة فإن المهمات الملقاة على عاتق الأقلية القومية الفلسطينية هي: تنظيم هذه الأقلية القومية، وانتخاب مؤسساته الوطنية العليا، وهذا لا يكتمل إلا بإقامة الصندوق القومي، الذي اعتبره مهمة فورية لم تعد تقبل التأجيل". وأضاف أنه على المستوى الاستراتيجي فإن مشروعنا لا يكتمل إلا بإنجاز التحرير والحرية لشعبنا بأكمله وفي مقدمته اللاجئون. ونحن لسنا متضامنين مع مشروعه الوطني، بل مشاركين فاعلين فيه. لأنه مشروعنا أيضاً.

ثلاث مهمات أساسية



أوضح عبد الفتاح أن التيار الوطني القومي، وكل القوى الوطنية داخل منطقة 48 ملقى على عاتقها ثلاث مهام أساسية عاجلة:
الإسراع في إعادة بناء لجنة المتابعة وإنشاء الصندوق القومي، أحد أهم مؤسسات المتابعة؛ تطوير علاقات سليمة مع القوى اليهودية المناهضة للصهيونية والاحتلال والاستعمار؛ تعزيز العلاقة الارتباط بالمشروع الوطني الفلسطيني العام – في ظل انهيار خيارات التسوية، ورداً على تعمق الحالة الكولونيالية الإسرائيلية..

وأكد عبد الفتاح أن الصندوق القومي هو أهم مؤسسات لجنة المتابعة وبدونه لن تقوم قائمة لهذه اللجنة، ولن يحدث تطور نوعي في النضال الشعبي، وأن القائمة المشتركة ليست بديلاً بل رافعة هامة من روافع العمل السياسي، وقال إنه ينبغي العمل على هذا المشروع بكل قوة وتصميم، داعيا إلى وضع كل القوى السياسية أمام مسؤولياتها حتى تلك التي لا تزال متحفظة من هذا المشروع.

وأشار عبد الفتاح، وهو مركز اللجنة المالية والتنمية الاقتصادية للجنة المتابعة، إلى أن الجهود من أجل إقامة هذا الصندوق كانت قد بدأت تؤتي ثمارها بمشاركة جدية من غالبية مركبات لجنة المتابعة ولكن انتخابات الكنيست الأخيرة علقت هذه الجهود، وحان الوقت لاستئنافها بكل قوة وجدية. وأشار إلى أنه دعا إلى عقد جلسة للجنة المالية يوم الأربعاء القادم.

وأختتم حديثه بالقول: لا يمكن أن ننجح في معالجة تداعيات النكبة الفلسطينية المستمرة والتصدي لمصادرة الأراضي وهدم البيوت والقرى وإفقار الناس، دون أن نستعد لمواجهاتها بشكل منظم ومسؤول كأقلية قومية موحدة تمثلها مؤسسات قومية وتقود نضالاتها وعملية بنائها.

التجمع ليس وحده
وعن أهمية التجمع الوطني الديمقراطي، قال عبد الفتاح في كلمته في المهرجان: 'حين نحتفل بمسيرة حزب بدت إمكانية انطلاقه آنذاك (عام 1995) مستحيلة لأن مؤسسيه أقدموا عن سبق إصرار على التجديف ضد التيار، فإننا عمليًا نحتفل بمسيرة شعب مصمم على الحياة. وعشق الحياه.. الحرة، هو ما يجعل الإنسان إنسانًا وما يجعل للحياة معنى. إنها مسيرة شعب لم يهدأ منذ أن وطأت قدم أول صهيوني غازٍ هذه الأرض، ولم يتوقف عن الانتاج والإبداع والمقاومة. قاتل وقاوم، ومانع وبنى كما قاوم الحزن والشعور بالفقدان، فغنى للأرض والإنسان وللحب وللمرأة".

وتحدث عبد الفتاح عن الإنجازات التي حققها التجمع، وعن الدور المركزي والمحوري الذي لعبه، أولاً في تجميع أطياف التيار الوطني القومي (عدة حركات قطرية ومحلية) في حزب واحد، وهو أمر فريد في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية، استطاع أن يعمم خطابا وطنياً- ديمقراطياً مسؤولاً.. يجمع بين الهوية القومية والمواطنة الكاملة، ويبقى الباب مفتوحاً على حل أكثر عدالة للقضية الفلسطينية والمسألة اليهودية في فلسطين تقوم على المساواة الكاملة على أنقاض الكولونيالية والعنصرية.

ثانياً، إقامة المؤسسات الشبابية الحزبية والمؤسسات الوطنية العامة، إضافة إلى الجهود التي بذلها في نشر فكرة تنظيم الفلسطينيين في إسرائيل على أساس قومي وفكرة استراتيجية أصبحت مقبولة، نظرياً على الأقل، من قبل غالبية القوى السياسية المركزية.
وثالثأ مساهمته الرئيسية في تحويل فكرة القائمة المشتركة إلى واقع، بعد أن ناهضتها لفترة طويلة أحد مركبات العمل السياسي في الداخل (الحزب الشيوعي).

ولخص قائلاً: بطبيعة الحال، ليس بإمكان التجمع أو أي حزب لوحده مجابهة المخططات الإسرائيلية الحالية، وما ينتظرنا من حكومة الاستيطان والاستعمار، بصورة ناجعة. نحن نحتاج إلى أوسع وحدة وطنية وديمقراطية، وإلى قدر كبير من المسؤولية، دون طمس النقاش العام حول كيفية التقدم إلى الأمام، وكيفية مخاطبة الرأي العام.