نشر بتاريخ: 11/05/2015 ( آخر تحديث: 11/05/2015 الساعة: 17:22 )
رام الله- معا - نظمت كليتا "التنمية الاجتماعية والأسرية" و"التكنولوجيا والعلوم التطبيقية" في جامعة القدس المفتوحة، الإثنين، يومًا بحثيًا بعنوان: "توظيف التكنولوجيا لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة"، وذلك بالتعاون مع منظمة التأهيل الدولي-الإقليم العربي، برعاية من رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو.
ودعا المشاركون في اليوم البحثي إلى تكييف المناهج التربوية وأساليب التدريس والوسائل التعليمية بما يتناسب مع أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدين ضرورة تطوير قدرات العاملين في مجال تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة ورعايتهم وتأهيلهم بالوسائل والتقنيات التكنولوجية المستخدمة وتدريبهم على كيفية استخدامها.
كما دعا المشاركون الوزارات والمؤسسات المختلفة إلى توظيف التكنولوجيا ضمن سلة الخدمات التي تقدمها للأشخاص ذوي الإعاقة، وإجراء المزيد من الدراسات حول توظيف التكنولوجيا لخدمتهم في المجالات التعليمية والاجتماعية المختلفة، للتعرف على المعوقات القائمة واقتراح الحلول، مطالبين بتوفير معلومات سهلة المنال لهذه الفئة بشأن الوسائل والأجهزة المساعدة على التنقل، وتشجيع طلبة الجامعات على تصميم تقنيات ونظم معلومات واتصالات في مشاريع تخرجهم، تمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من الوصول إليها في مرحلة مبكرة، كي تكون في متناول استخداماتهم بأقل تكلفة.
ودعا رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو إلى رعاية شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع الفلسطيني، مبينًا أن "القدس المفتوحة" ستكرس جزءًا من جهدها البحثي لخدمة هذه الشريحة على مستوى فلسطين.
وأضاف عمرو أن "القدس المفتوحة" أنشئت في الأصل تحقيقاً لحلم حمله الكبار، تمثل في إيصال التعليم العالي إلى كل شرائح شعبنا، بما فيها فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، مبينًا أن الجامعة اتخذت إجراءات كثيرة في سبيل ذلك، فبادرت إلى إنشاء مختبرات الكمبيوتر لقطاع المكفوفين، وعمّمت هذه الخدمة على كل فلسطيني راغب في تلقي علومه، وأشار أيضاً إلى أن الجامعة ستستكمل إنشاء هذه المختبرات في سائر فروعها.
وتابع عمرو: "خصصت الجامعة جانباً من وظائفها لهذه الشريحة، فلا يكاد فرع من فروع الجامعة يخلو من الموظفين من ذوي الإعاقة، وذلك من واقع المسؤولية الاجتماعية التي تتحملها الجامعة تجاه أبناء شعبنا".
وبين عميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية، رئيس اللجنة التحضيرية لليوم البحثي د. عماد إشتية أن اليوم البحثي يأتي حرصًا من "القدس المفتوحة" على مواكبة آخر المستجدات المتعلقة بالتطبيقات التكنولوجية وتوظيفها لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، استنادًا إلى اتفاقات دولية متعلقة بحقوقهم وتوجهات معاصرة في مجال تمكينهم، وصولاً إلى دمجهم في المجتمع. وبين أن اهتمام الجامعة بهذا الموضوع يأتي مع تزايد أعداد الأشخاص الذين يعانون من إعاقات بسبب الاحتلال أو غيره، وهذا يتطلب تكريس الجهود وتوحيدها لدمج هذه الفئة في الحياة العملية والعامة وتمكينهم، واستيعاب طاقاتهم والاستفادة منها.
وقال عميد كلية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية د. يوسف أبو زر، إن الهدف من اليوم البحثي دمج ذوي الإعاقة وتمكينهم، مبينًا أن هذا اليوم يأتي انطلاقاً من واجب المؤسسات الفلسطينية في رفع وعي مجتمعنا في كل ما يخص شريحة ذوي الإعاقة، وضمان بقاء الاتصال بين هذه الفئة ومؤسساتنا المدنية. وبيّن أيضاً أن "القدس المفتوحة" تكرس جهدًا كبيرًا لتحسين ظروفهم ووحياتهم ودمجهم في الحياة الطبيعية.
وذكر أبو زر بعض الإسهامات التي قدّمتها "القدس المفتوحة" لخدمة هذه الفئة إلى جانب ما جاء سابقًا، فأنشأت "القدس المفتوحة" موقعاً للتواصل الاجتماعي خاصاً بالصم والبكم، وبرامج تعليمية للأطفال ممن يعانون مشكلات في النطق، كما وفرت مقررات إلكترونية للمكفوفين.
وشكر عميد كلية البحث العلمي والدراسات العليا أ. د. حسن السلوادي كلّيتي "التنمية الاجتماعية والأسرية" و"التكنولوجيا والعلوم التطبيقية" على التعاون لإخراج هذا اليوم، مبينًا أن هذا العمل الجماعي يعدّ خطوة ريادية نحو إيجاد حلّ للصعوبات التي يعاني منها ذوو الإعاقة.
وأشار السلوادي إلى أن أهمية هذا اليوم تنبع من حداثته، فهو موضوع جديد لم تتناوله المؤسسات الفلسطينية الأخرى رغم أهميته، وقال إن ربط القطاع التكنولوجي بخدمة ذوي الإعاقة سيقربنا خطوة نحو التخلص من التهميش والنظرة الدونية التي يتعرض لها هؤلاء، كما أنه سيعيننا على استثمار قدراتهم الخلاقة ودمجهم في مجتمعنا الفلسطيني.
جلسات اليوم البحثي
ترأس أولى جلسات هذا اليوم د. إياد أبو بكر، وقدّم فيها د. بهاء السرطاوي من "القدس المفتوحة" بحثًا بعنوان: "عرض للوسائل التكنولوجية المستخدمة عربيا وعالميا في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة"، ثم تحدث أ. جورج الرنتيسي من جمعية النهضة النسائية، عن: "الحق في التكنولوجيا للأشخاص ذوي الإعاقة"، بينما تناولت أ. منال القيسي في ورقتها من "القدس المفتوحة: "التكنولوجيا واضطراب التوحد"، وقدّم أ. حمد عليان من "القدس المفتوحة" بحثًا عن "دور التكنولوجيا في تأهيل ذوي الإعاقة السمعية"، كما تناول أ. زياد عمرو من وزارة الشؤون الاجتماعية تجربة الوزارة في هذا الشأن.
وفي الجلسة الثانية، التي ترأسها أ. سامر ملالحة، تحدث أ. حكمت دراوشة عن: "توظيف التكنولوجيا لخدمة ذوي الحاجات الخاصة في جامعة القدس المفتوحة"، في حين قدّمت أ. طروب سعد من "فرع جنين" بحثًا عن: "دور الأنظمة الذكية في خدمة ذوي الإعاقة البصرية"، وقدّم أنس مؤيد الزربا، ورائد ناصر، ومحمد كامل سلامة من "فرع نابلس" ورقة بعنوان: "التحكم بأجهزة المنزل لذوي الاحتياجات الخاصة"، فيما ناقشت دالية عمرو وآلاء عرعر من "فرع بيت لحم" في بحثهما: "مساعدة الصم في ترجمة حركاتهم"، ثم قدّمت آلاء أحمد خليل عوض، ودعاء محمود عبد الحميد عدوي من "فرع بيت لحم" بحثًا عن: "المساعد الإلكتروني للمكفوفين".
ترأست الجلسة الافتتاحية مديرة دائرة العلاقات العامة في الجامعة أ. لوسي حشمة، وتلا التوصيات في نهاية اليوم البحثي د. بهاء السرطاوي.