نشر بتاريخ: 12/05/2015 ( آخر تحديث: 12/05/2015 الساعة: 20:45 )
شارك
بيت لحم- معا - أخاديد وحفر بعمق عشرات الامتار ظهرت مؤخراً في منطقة البحر الميت بمحاذاة شواطئ "عين جدي"، تسببت بإغلاق طرق رئيسية ومنع السباحة في البحر، وشل الحركة التجارية للفنادق والمطاعم ومحطات الوقود.
في تقرير بثته القناة الثانية الإسرائيلية، أظهر حجم الكارثة التي ألمت بهذه المنطقة الطبيعية السياحية، فشاطئ "عين جدي" المجاني تم اغلاقه بوجه المستجمين والمستحمين بسبب خطر حقيقي يتربصهم جراء الاخاديد والحفر العميقة التي تبتلع كل شيء يظهر في وجهها.
وأشار التقرير الذي عرض في برنامج "جولة بالصحافة العبرية" عبر فضائية معا، إلى أنه كان من المفترض أن يفتتح هذا الصيف شاطئ "عين جدي" بحلة جديدة، حيث تم استثمار ملايين الشواقل من أجل اتمام ذلك، لكن العوامل الطبيعية حالت دون افتتاحه، وكان الاسرائيليون روّجوا له على صعيد السياحة العالمية، لكنه اغلق الشهر الماضي وأصبح من التاريخ، يمنع دخوله والسباحة فيه.
وقال مدير المشاريع في المنطقة "دودي جرمباوى" إن المكان اسطوري لكن تم اغلاقه، وهذا مؤلم تشعر وكأنك خارج البحر الميت، مشيراً إلى أنه منذ القرن الماضي كان هناك حفرة واحدة بالمكان، اليوم هناك أكثر من 4 ألاف حفرة، خصوصا على طريق رقم (90) الذاهب الى ايلات.
وأوضح دودي أن حفرة بعمق 30- 40 متراً ظهرت على الشاطئ، وباتت خطراً يحدق بأي أحد يمر من المكان، متسائلاً: "ما الذي اغضب الطبيعة هنا؟".
وأضاف أن جسراً كلف الحكومة 50 مليونا، سقط وتصدع فوراً وتحرك من مكانه رغم ثقله، وقبل تشييده حذر خبراء من أنه قد يتعرض للتصدع بفعل عوامل الطبيعة بالمنطقة، لكن المقاولون قالوا سنزيد كميات الحديد والاسمنت معتقدين أنهم بذلك يتحدون غضب الطبيعة وهذا غير ممكن لأن الطبيعة اذا هزت اكتافها دمرت كل شيء.
ونتيجة ظهور الحفر والاخاديد في الطريق والمناطق المحاذية للشاطئ فإن شارع رقم (90) الوحيد الذي يربط بين القدس واريحا وبيسان وايلات وتم استبداله بطرق التفافية وبات جانب واحد منه يعمل فقط، والمواصلات فيه الآن تتدفق بشكل كبير.
وبحسب دودي بات الوصول إلى مياه شاطئ "عيد جدي" والاستحمام به مستحيل، بعد أن كان نحو 2 مليون سائح يأتون إلى البحر الميت كل عام، وانخفض مستوى المياه نحو 25 متراً خلال 15 عاما الماضية، والبحر تيبّس.
من جهتها مسؤولة المياه في منطقة عين جدي "سريت ريزنبوت" قالت: كل شي هنا يتغير، عليك أن تمشي عشرات الامتار لتصل المياه بعد أن تيبست الأرض وانحصر البحر، الحكومة تفهم أن هناك خطر حذر منه الخبراء قبل عدة سنوات لكنها تقاوم التوصيات من أجل أن تستثمر أكثر وأكثر، وحين تقع الكارثة تفيق الحكومة.
ونتيجة غضب الطبيعة في منطقة البحر الميت، شُلت حركة الفنادق والمطاعم ومحطات الوقود وتضررت جميع المشاريع، واليوم لا يستطيع أي أحد من السياح المجازفة بالسير حتى يصل إلى المياه ويسبح في البحر، فإذا أراد السائح أن يتعب من أجل الوصول إلى البحر الميت سيصادف أزمة سير وطريق معوّج وبلاّعات، وبالمحصلة نحن نخسر السياحة في اسرائيل، السائح سيذهب إلى الأردن لأن ذلك اسلم وأسهل له.
وختم تقرير القناة الثانية بعبارة "بعد 50 سنة ربما كل هذه المياه والمشاريع لن تكون موجودة، اذا لم تتابع هذه الكارثة ويتم معالجتها بشكل جدي".