الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

عليان: تقصير اسلامي وعربي في دعم القدس

نشر بتاريخ: 12/05/2015 ( آخر تحديث: 12/05/2015 الساعة: 15:26 )
عليان: تقصير اسلامي وعربي في دعم القدس

القدس- خاص معا - انتقد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح في القدس رأفت عليان، التقصير العربي والإسلامي في دعم صمود المقدسيين في المدينة، رغم القرارات العربية العديدة التي اتخذت لإنشاء "صندوق القدس" لتمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والإسلامية.

وقال عليان في لقاء مع وكالة معا :"انه منذ اندلاع الانتفاضة الثانية حتى يومنا هذا عقدت العديد من القمم العربية، والتي كانت تؤكد دعم مدينة القدس، حتى تم اتخاذ قرار عربي موحد يقضي بتشكيل (صندوق القدس) لدعم المدينة وسكانها، وأن يكون هناك (خط أمان) من السلطة لتقديم الدعم للمقدسيين.

وكشف عليان أن الدول العربية مجتمعة لم تقدم منذ قمة "سرت" والتي اتفق خلالها على دعم القدس بمبلغ مالي قيمته 600 مليون دولار موزعا على الدول العربية لم يصل منها حتى اللحظة سوى 36 مليون دولار بشكل متقطع، حيث خصصت لبعض المشاريع، وفي المقابل يقوم المستوطن الإسرائيلي موسكوفتش بدعم الاستيطان بملايين الدولارات سنويا.

وأضاف عليان:" ان السلطة وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يتركوا منصة عربية أو أجنبية أو اسلامية الا أوضحوا من خلالها ما تعانيه المدينة واحتياجات المواطن فيها، محذرين من خطورة المشاريع التهويدية وترك المقدسيين لوحدهم في الساحة، دون جدوى".

وحول بنك التنمية الاسلامي وطبيعة "الدعم المقدم للمقدسيين" كشف عليان أن ما يقدمه البنك الاسلامي ليس دعما مجانيا، انما قروض ميسرة يقوم البنك بتخفيض نسبة الفوائد الى 2% على قيمة القرض، مقارنة مع البنوك الأخرى.

وأضاف المتحدث رأفت عليان ان القيود والشروط التي يفرضها البنك معقدة لا تنسجم مع واقع القدس، حيث يطلب البنك ابراز وثائق عديدة يصعب على المقدسي الحصول عليها خاصة وأن مصادرها اسرائيلية وذات تكلفة عالية، (كالطابو ورخص بناء ...)، ولا يدعم البنك لبناء اسكانات إنما يخصص دعمه للبنية التحتية، وبالتالي فإن المستفيد الأول هم رجال الأعمال وليس المواطنين.

كما انتقد عليان تقصير الحكومة الفلسطينية في دعم المقدسيين، وقال:"ان القيادة الفلسطينية وبتعليمات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تشدد على دعم القدس وصمود أهلها، الا انه وعلى أرض الواقع نرى أن هناك تقصيرا من قبل الحكومة، من خلال الأنظمة المالية والإدارية المعقدة التي لا تنسجم مع واقع المدينة، مشددا على أهمية اعطاء أولوية لوزارة شؤون القدس من قبل الحكومة الفلسطينية.

وقال :"نحن نعلم الحصار المالي والسياسي المفروض على الحكومة الفلسطينية لكن يجب التعامل مع القدس بأولوية وخصوصية وجدية أكثر".

وأضاف عليان ان المشكلة تكمن في نظام الحكومة في التعامل مع القضايا الفلسطينية، والمشكلة أن يتم التعامل مع المقدسي أسوة بغيره من أبناء المدن والقرى الفلسطينية، في ظل محاولات سلطات الاحتلال لأسرلة كافة القطاعات في المدينة وخاصة التعليم والصحة.

وأكد عليان أن اقليم فتح في القدس بصدد تفعيل "وحدة القدس" في كل الوزارات الفلسطينية، لمتابعة شؤون ومتطالبات المقدسيين.

كما تطرق عليان خلال اللقاء الى الوضع في مدينة القدس والتصعيد الاسرائيلي في المدينة منذ منتصف العام الماضي مستغلة الصمت العالمي والانشغال العربي بأمورهم ومشاكلهم الداخلية، حيث تسعى سلطات الاحتلال الى تكريس سياسية الأمر الواقع في سيادتها على القدس والأقصى، ضاربة بعرض
الحائط بكافة المواثيق الدولية وخاصة وأن المجتمع الدولي أثبت فشله في مواجهة اسرائيل على مدار السنوات الماضية.

وقال عليان:" بعد أن عزلت سلطات الاحتلال الضفة الغربية عن القدس وكرست سياسة فصل الضفة عن القطاع خاصة في تعزيز الانقسام الفلسطيني استفردت بالمقدسيين، من خلال سياسات عديدة أبرازها الاستيطان المتسارع في المدينة، وفرض الضرائب الباهظة على السكان، وتفعيل سياسة الابعادات عن القدس من خلال قوانين عسكرية، ناهيك عن اعتقالات الاطفال وتغيير معالم المدينة وتكثيف الاقتحامات للمسجد الاقصى وتهويدها في محاولة للوصول الى التطهير العرقي في المدينة.

وأضاف ان سلطات الاحتلال تسعى الى فرض سياسة جديدة في المدينة بأن تكون القدس هي "تل أبيب" الثانية.

واضاف عليان:" وفي مقابل ذلك كانت هناك مقاومة فلسطينية مقدسية لم يتوقعها الاحتلال، فقد اثبت المقدسي -رغم تركه وحده في المعركة-، أنه المدافع عن شرف الأمة، واستطاع أن يكونوا السد المنيع في وجه تنفيذ المخططات اليمينية المتطرفة في القدس .

وتطرق عليان الى سياسة تغيير أسماء شوارع وأبواب مدينة القدس، لتهويد المدينة، كما يحصل في الباب الخليل والجديد، اضافة الى سعيها لتغيير منطقة باب العامود، وتكرس في سبيل ذلك أموالا طائلة، في محاولة لتغيير الطابع الديموغرافي في القدس لتكريس واقع جديد اسمه "أورشليم"، الا ان هذه المخططات رفضها اهالي المدينة وتمت مقاومتها، وشهدنا خلال الاشهر الماضية هبة فلسطينية في مدينة القدس والتي أكدت ان كافة المشاريع الاسرائيلية لن تمر بالقدس.

كما تحدث عن النشاطات والبرامج التي نفذها أقليم القدس بعد الانتخابات، والتي تمثلت بالتواجد الدائم في الاقصى لتعزيز الرباط فيه، وتسيير حافلات من الأقصى لأداء مناسك العمرة على نفقة الرئيس وتنفيذ إقليم فتح بالقدس، وستستمر الحملة لتشمل كافة مناطق القدس كافة ليتجاوز عدد المستفيدات أكثر من 2000 سيدة، كما تم تقديم منحة الحج للمرابطين داخل الاقصى، كما اطلق الاقليم حملة "اعقد قرانك وباركه في المسجد الاقصى الشريف"، اضافة الى إنشاء غرف طوارئ في احياء ومدن وقرى القدس للتعامل مع المنخفضات الجوية التي ضربت المدينة خلال فصل الشتاء.

ولفت المتحدث عليان عن المضايقات الاسرائيلية التي واجهها الأقليم منذ الأيام الاولى له بملاحقة اعضائه واعتقال أمين سر حركة فتح بالقدس عدنان غيث، اضافة الى الاستدعاءات الدائمة لهم.

وأكد عليان وجود العديد من المشاريع المستقبلية تستهدف كافة القطاعات العاملة في القدس للوصول الى كل بيت فلسطيني، رغم قلة وشح الإمكانيات، لكن أعضاء الاقليم يتمتعون بأرداة عالية" قال عليان"

وفي ختام اللقاء ناشد رأفت عليان القوى الوطنية والإسلامية بالعمل الموحد من أجل القدس وقال :"البوصلة التي لا تشير الى القدس فهي مشبوهة، ويجب أن نجتمع على طاولة واحدة بعنوان واحد وببرنامج وطني موحد، وابعاد الخلافات الجانبية.

مقابلة : ميسة ابو غزالة