نشر بتاريخ: 13/05/2015 ( آخر تحديث: 13/05/2015 الساعة: 19:06 )
رام الله -معا- تعتقد الناشطتان النسويتان نسيم حريبات من بلدة دورا بمحافظة الخليل، عضو الاتحاد للمرأة الفلسطينية، وانشراح عبد الحميد سعد نجوم، من محافظة أريحا والأغوار، بأهمية وضرورة أن تعي المرأة الفلسطينية، وهي تخوض معركة النضال الاجتماعي، والمواجهة اليومية مع الاحتلال الإسرائيلي بجميع حقوقها سواء ما تعلق منها بحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أو ما تعلق بالحقوق الصحية والإنجابية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بمجمل الانتهاكات التي تتعرض لها.
نسيم حريبات: مساءلة منتهكي الحقوق
حريبات، ونجوم كانتا شاركتا مؤخرا في تدريب نفذته المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" على مدى ثلاثة أيام متواصلة، وشارك فيه أيضا مجموعة من القيادات المجتمعية التي شكلتها مفتاح في محافظتي أريحا والأغوار والخليل، بالإضافة إلى مشاركة من بعض كوادر أعضاء الائتلاف القرار الاممي 1321، هدف التدريب إلى تسليط الضوء على الحقوق الصحية والإنجابية والجنسية، للمرأة ضمن القوانين والقرارات الدولية ذات العلاقة بالحقوق الصحية والانجابية.
ترى نسيم، أن التدريب كان على مستوى كبير من الأهمية، من حيث موافقته لتوقعاتها بضرورة المعرفة والإلمام بهذه الحقوق، وبالكيفية التي يمكن من خلالها الحد من العنف الموجه ضد المرأة، وتضمين الصحة الإنجابية مفاهيم النوع الاجتماعي، وحين يكتسب أهمية خاصة من حيث أنه حقق إدماج الرجل في موضوع التدريب، وكان لمشاركة العنصر الذكوري فيه معنى إضافياً سينعكس في نتائج التدريب مستقبلا.
بيد أن الأهم فيما حققته من فائدة من التدريب، هو القدرة على الربط بين حقوق الصحة الإنجابية والجنسية وما بين مستوى جودة الخدمات المقدمة في هذا المجال، والذي من شأنه أن يعمل على تزويد المشاركين بالمعلومات التي تمكنهم من الضغط باتجاه توفير مستوى عالي من الخدمات في مجال الصحة الانجابية لأهميتها.
انشراح نجوم: إضاءات مهمة
وتتفق انشراح نجوم، بالرأي ذاته مع ما قالته زميلتها نسيم، حول هدف التدريب وما حققه من أثر ونتائج، حيث اشتمل على إضاءات مهمة في مجال الحقوق الصحية والانجابية، وأغنى معلومات المشاركين والمشاركات فيه، ليتم لاحقاً نشر المعلومات بين قطاع أوسع من الجمهور خاصة النساء حول موضوع الصحة الإنجابية. وقالت" أتينا من مناطق مهمشة، فيها كثير من النساء غير المتعلمات، واليوم حين نعود إليهن بما تعلمناه، سنرفع من درجة الوعي لديهن بحقوقهن، وسنسهم أكثر في العملية التشاركية بين الرجل والمرأة في موضوع الصحة الإنجابية، وحقوقهما الصحية والجنسية.
النقيب قواريق: دور الرجل وأهميته
كان النقيب إبراهيم قواريق، نائب مدير العلاقات العامة والاعلام في شرطة أريحا من بين من شاركوا في هذا التدريب إلى جانب زملاء آخرين من النشطاء الشباب، إلى جانب ممثلات إئتلاف القرار الاممي 1325.
تحدث قواريق، عن الفائدة الكبرى التي حققتها مشاركته في التدريب، وكيف أن ما تلقاه سيعزز القناعة لديه بأهمية الدفاع عن هذه الحقوق وحمايتها والدعوة إلى صيانتها ونشر فائدة المعرفة والالمام بها، في وقت تزداد فيه ظواهر العنف ضد المرأة وتنتهك حقوقها.
النقيب قواريق، أشار في هذا الصدد إلى الدور الذي يقع على الرجل في موضوع الصحة الإنجابية، ما يرفع من درجة الوعي لديه ولدى المرأة على حد سواء، وقد تحقق كل هذا من خلال ما تلقاه من تدريب، وما استقاه من معلومات لن تقف عند حدود معرفته وعلمه بها، بل سيساهم في نشرها.
جنيفر دعيبس: حماية المرأة وصون حقوقها
من ناحيتها، أكدت جنيفر دعيبس، خبيرة الصحة، أهمية حقوق الصحة الانجابية والجنسية، وحصول المشاركين والمشاركات على المعلومات الوافية فيما يتعلق بموضوع التدريب، وموضوعات أخرى ذات صلة مثل العنف ضد المرأة وتنظيم الأسرة، وأضافت"من خلال هذا التدريب سنساهم في توفير الحماية للمرأة خاصة في المناطق التي لا تتوافر فيها حماية للمرأة وهو ما تحتاجه فعلا".
مارينا زايد: توثيق الانتهاكات
أما مارينا زايد، وهي خبيرة صحة شاركت في جزء هام من التدريب، فقالت أن الفكرة من تدريب أعضاء الائتلاف هو حماية النساء من الناحية الإنجابية والجنسية بكافة مكوناتها، وقالت" كمتدربين، سيحاولون توثيق الانتهاكات لحقوق الصحة الانجابية والجنسية ونشرها، وكذلك العنف القائم الموجه على النوع الاجتماعي وكيفية حماية النساء منه، ويمكنني القول أنه من خلال هذا التدريب خرجنا بمجموعات بؤرية من بين المشاركين والمشاركات في التدريب ستساهم في تحقيق الهدف المرجو من التدريب.
حنان سعيد: تعزيز قدرات مؤسسات الائتلاف
بدورها، قالت حنان سعيد منسقة المشروع في "مفتاح"، (أن هذا التدريب حول الحقوق الصحية والإنجابية والجنسية التزويج المبكر وأثره على صحة المرأة، الأمومة الآمنة، تنظيم الأسرة، القطاع الصحي والعنف ضد المرأة، الأمراض المنقولة جنسيا والسرطان، الأخطاء الطبية)، لمؤسسات أعضاء الائتلاف في نابلس والخليل وأريحا والأغوار يأتي ضمن إطار الهدف العام للمشروع وهو تعزيز قدرات مؤسسات الائتلاف في مجال الصحة الإنجابية والجنسية، وانطلاقا من اهتمام مؤسسة مفتاح برفع الوعي في المناطق الضعيفة والمهمشة التي نادرا ما يتم تقديم الخدمات الصحية والإنجابية فيها، ومن هنا تأتي الحاجة إلى أن يتبع التدريب عقد المشاركين الذين تلقوه تنفيذهم حلقات توعوية حول أهم الحقوق الصحية والإنجابية التي تضمنها التدريب ليساهم ذلك في رفع الوعي المجتمعي في الحقوق الصحية في تحسين الخدمات المقدمة خاصة في المناطق المهمشة.
في حين أن مؤسسة "مفتاح"، تقوم بتنفيذ هذا المشروع، وهو "دعم حماية المرأة"، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، ومن خلال برنامجها لتعزيز الحوار المجتمعي للتأثير في السياسات العامة، في سياق التغيرات السياسية الواقعة على المستوى الفلسطيني، حيث عملت السلطة الفلسطينية على توقيع أكثر من 15 اتفاقية من الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، ما يتطلب مواءمة التشريعات والأنظمة في فلسطين للاتفاقيات الدولية الموقع عليها من خلال الرئيس، والوقوف عند الاستحقاقات المترتبة على هذا التوقيع، حيث باتت واجباً وطنياً وضرورة ملحة، وسيعمل مشروع "دعم حماية المرأة" من خلال دورته البرامجية الجديدة لمدة ثلاث سنوات على رفع مستوى الوعي الحقوقي وتعزيز دور مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان في رصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة بفعل استمرار ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.