الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

معطف الريح – لحماية الدبابات من خطر الصواريخ

نشر بتاريخ: 14/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
معطف الريح – لحماية الدبابات من خطر الصواريخ
بيت لحم- معا- جهد الجيش الإسرائيلي والصناعة العسكرية الإسرائيلية استنادا لنتائج وعبر حرب لبنان الثانية 2006 القاسية والخطيرة خاصة فيما يتعلق بشل سلاح لمدرعات الإسرائيلية وتحييد أهم مكوناته وهي دبابة " الميركافا 4 " التي تعتبر العمود الفقري لسلاح المدرعات الإسرائيلي بعد تدميرها بواسطة صواريخ "كورنيت " لتصميم وإنتاج منظومات خاصة ومتطورة توفر الحماية لهذه الدبابة .

وخلصت هذه الجهود بعد الكثير من البحث والدراسة واستثمار الأموال إلى إنتاج ما سمي بـ " بعمطف الريح " الذي سيصار إلى تركيبه على الدبابات لحمايتها من الصواريخ مع اعتراف إسرائيل بان عملية تزويد جميع دباباتها بهذه المنظومة ستمتد لسنوات طوال بسبب الميزانيات والتكلفة المالية الكبير و القدرة الإنتاجية للصناعات العسكرية.

وتقوم فكرة هذا النظام في الأساس على وجود رادار يمكنه اكتشاف الصواريخ المتجهة نحو الدبابة في زاوية قدرها 360 درجة وإطلاق صاروخ اعتراضي نحوه وتدميره قبل أن يصل إلى الدبابة .

وخضعت المنظومة إلى العديد من التجارب نجح بعضها في تدمير عدة صواريخ أطلقت دفعة واحدة باتجاه دبابة وفقا للمصادر العسكرية الإسرائيلية دون ان ترفق هذه المصادر كعادتها في مثل هذه الأحوال التجارب الناجحة بتصوير فيديو يظهر النجاح المسجل .

ويدعي بعض ضباط المدرعات الإسرائيلية ان هذه المنظومة كانت موجودة لدى إسرائيل حتى قبل حرب لبنان الثانية وهي التسمية الإسرائيلية للعدوان الإسرائيلي على لبنان تموز 2006 لكن الجيش فضل عدم شرائها توفيرا للأموال الأمر الذي أثار غضبهم وحنقهم على قيادة الجيش التي فضلت الأموال على حياة الجنود حسب أقوالهم خاصة وان ثمن المنظومة الواحدة وهي من إنتاج "سلطة تطوير والنتاج الوسائل القتالية المتقدمة " رفائيل " يبلغ 300 ألف دولار .

في النهاية قررت قيادة الأركان الإسرائيلية اقتناء عدد محدود من هذه المنظومة لتركيبها على الدبابات الموجودة حاليا على أن يتم تركيب هذه المنظومة على جسم كل دبابة تخرج من خط الإنتاج ابتداء من عام 2008 .

وأثارت منظومة معطف الريح وفقا للمصادر العسكرية الإسرائيلية اهتمام الكثير من جيوش العالم التي أبدت رغبتها في شراء هذه المنظومة لتحصين مدرعاتها ودباباتها ضد الصواريخ المضادة للدبابات لكن الجيش الإسرائيلي فضل أن يكون الأول على مستوى العالم يقتني ويستخدم هذه المنظومة.

وكان من المقرر إجراء اهم تجربة لهذه المنظومة يوم 19/12/2010 تاتي اهمية هذه التجربة على وجه الخصوص من تصميم قائد وحدة المدرعات رقم 401 " عناف شيلو " على الجلوس داخل الدبابة التي ستكون هدفا للصاروخ التجريبي في محاولة منه لبث الثقة بين صفوف جنود وطواقم الدبابات لكن وبناء على أوامر عسكرية عليا لم يحدث هذا وأطلق الصاروخ على دبابة فارغة ": غير مأهولة " وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية بان التجربة سجلت النجاح المطلوب.

وفي يوم 6/8/2009 أعلن الجيش الإسرائيلي نهاية سلسلة طويلة من التجارب التي خضعت لها منظومة معطف الريح مؤكدا نجاح هذه التجارب لذلك قرر تزو كتيبة من دبابات " ميركافاه 4 " بهذه المنظومة حتى مطلع عام 2010 .

وأكد الجيش إن تشكيلة واسعة من الصواريخ المضادة للدبابات والقذائف مختلفة الأنواع قد أطلقت باتجاه دبابات اختبار خلال التجارب المذكورة للتأكد من قدرة معطف الريح على اعتراضها .

وقررت قيادة الجيش نشر الدبابات المزودة بهذه المنظومة بالقرب من حدود قطاع غزة وذلك فيما يبدو نوعا من التجربة الواقعية خاصة وان الصواريخ التي تمتلكها فصائل المقاومة الفلسطينية لا تضاهي من حيث تقدمها تلك التي بحوزة حزب الله لهذا يعتقد الخبراء بان الجيش لم يرغب بالمخاطرة أمام قوات وصواريخ حزب الله قبل اختبارها واقعيا في غزة "الضعيفة" .

النتيجة العملية الأولى وفقا للمصادر الإسرائيلية كانت يوم 28/2/2011 حين أعلنت إسرائيل نجاح منظومة " معطف الريح " في اعتراض وتدمير صاروخ مضاد للدبابات أطلق من غزة باتجاه دبابة "ميركافا " ما أثار فرحة عارمة في صوف القيادة الإسرائيلية التي اعتبرت الأمر نجاحا واقعيا وليس تجريبيا لهذه المنظومة وأمرا يمكنه ان يغير المعادلة القائمة في غزة ولبنان.

واعتبرت القيادة إسرائيلية اعتراض الصاروخ الفلسطيني سابقة تاريخية في مجال حماية المدرعات والدبابات سواء في إسرائيل أو على مستوى العالم لكنها لم تفصح عن نوعية الصاروخ الذي تم اعتراضه.

والغريب أن ذكر هذه المنظومة قد غاب تقريبا عن وسائل الإعلام الإسرائيلية التي غطت تفاصيل الحرب الأخيرة على غزة رغم الصواريخ المضادة للدبابات الكثيرة والمتنوعة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية لصد الدبابات والمدرعات واعترف الجيش الإسرائيلي ببعض الخسائر على الأقل خاصة حين الحديث عن ناقلة الجند المدرعة التي أشعلت نار الشجاعية والتي تذرعت بها إسرائيل لتدمير هذا الحي وتكرر الأمر في حي الشيخ رضوان والعديد من إحياء غزة التي تحولت إلى خطوط تماس مع قوات الغزو .

وأثار هذا التجاهل لدور هذه المنظومة الأسئلة حول جدواها أو مدى انتشارها واستخدامها من قبل الدبابات الإسرائيلية فلو سجلت نجاحات " كبيرة " لتم التهليل لها كما هو الحال مع منظومة " القبة الحديدية " التي رقص بها ولها الإعلام الإسرائيلي طيلة أيام الحرب الخمسين .

اعداد ومتابعة : فؤاد اللحام