بيت لحم- معا - لم تقدم الحكومات المتعاقبة حجة مقنعة لإراحة أكبر ثالث تجمع سكاني على مستوى الوطن, عبر توفير مديريات حكومية أسوة بمدن وبلدات الضفة الغربية مما دفع بلدية يطا الغارقة في الديون الى استئجار مقرات حكومية على حسابها الخاص وصرف مئات آلاف الشواكل سنويا تضاف الى 11 مليون شيكل مستحقات على وزارة المالية و27 اخرى ديون على الناس.
لكن رئيس البلدية المحامي موسى مخامرة اعتبر الخطوة ايجابية وقال "تعاملنا مع الموضوع كونه استحقاق ليطا نظرا لتذرع الحكومة بعدم توفر الاموال لفتح مقرات حكومية حيث هناك قرار من الرئيس ابو مازن لكنه مجمد بحجة الوضع الاقتصادي".
فقامت البلدية باستئجار مقرات لمديرية الصحة والتربية ومحكمة صلح وتتحضر ايضا لبناء مديرية شرطة حيث جرى شراء قطعة ارض من 3 دونمات لهذا الغرض على حساب البلدية ايضا.
واضاف مخامرة "نحن لا نعفي الحكومة من مسؤولياتها فكل المبالغ التي ندفعها نطالب بخصمها من ديوننا المستحقة على وزارة المالية عن عدة سنوات بدل سلامة على الطرق وضريبة املاك".
واضاف مخامرة": نريد ان نخلق حالة سريعة جدا لقطع الطريق على المستوطنين لزيادة عدد المتنزهين عبر بناء مبنى من الحجارة القديمة للحفاظ على طابعه التاريخي ومظلات خاصة واقسام للعائلات وتأهيلالبنيةالتحتية وقدمنا مشروع بقيمة مليون و200 الف شيكل لهذا الغرض".
مشكلة المياه:
تم ضم عدد من القرى والهيئات المحلية لمدينة يطا وهي الحيلة وواد السادة وواد عزيز مما تطلب وضع مخطط هيكلي جديدليطا -كان مخطط قديم حوالي22 الف دونم مساحة المنطقة التنظيمية داخل يطا - فاليوم هناك مخطط هيكلي على 33 الف دونم وهذا من شأنه ان يساعد في شق شبكة طرق ومياه وغيرها.
تحتاج يطا الى 5000 كوب يومياً ولكنها تحصل على 2500 كوب من 4 خطوط , وهي شركة مكروت الاسرائيلية بواقع 1000 كوب يوميا يصل منها 600 كوب, بئر الريحية 700 كوب, من أصل 1000 كوب . دورا 2500 كوب و يصل 1500 فقطوحاووز بني نعيم 350 كوب من أصل 1000 كوب.
ويقول مخامرة في هذا الاطار": هناك اتفاق مع سلطة المياه ليكون خط ناقل واحد من تقوع ونأمل ان ينفذ هذا العام ".
وعدد رئيس البلدية أسباب عدم وصول المياه الى حارات لعدة اشهر بأن المشكلة في شبكة المياه القديمة المعمولة بشكل دائري, فهناك 30 محطة توزيع , مما يسهل السرقات وبطء الضخ لكن هناك عمل لتحديث الشبكة وهناك مخطط هيكلي لتقسيم البلد الى 4 مناطق مما يسهل علينا التحكم في التوزيع مستقبلاً .
الصرف الصحي: الخطر المحدق
قال رئيس البلدية ان مشكلة الصرف الصحي من أكبر المشاكل التي عانت منها يطا على مدار 30 عاماً والتي مصدرها مدينة الخليل ومستوطنة كريات أربع .
واضاف": عملت الخليل على مشروع محطة التنقية وبنت أنابيب اسمنتية في ارضيها فقط وازداد ضخ المياه الصرف الصحي بشكل كبير على اراضي يطا حيث تمر هذه المياه بطول 9 كيلو متر وعزلت تجمعات سكنية وقروية .
وعملت مدينة الخليل على مشروع استراتيجي كمحافظة لكن نواياها حالياً بأن تنفذه في حدود مدينة الخليل وهنا مكمن الخطر يقول مخامرة، فبناء المحطة في منطقة شمال يطا "جلجس" يعني انها صادرت حقنا ليكون لنا شبكة صرف صحي مستقبلاً ومطلبنا ان تكون المحطة في نهاية الخط وليس بداية خط سيل المجاري حينها يكون اغلاق السيل مشروع متكامل.
ويقول مخامرة" تواصلنا مع سلطة المياه والمحافظ وشرحنا خطورة المحطة على اراضي يطا لكنهم تذرعوا ان المشروع غير كاف واذا اجرينا عليه تعديل ممكن ان يلغى المشروع ونحن رفضنا هذه التبريرات وهناك رفع قضية من السكان المتضررين ضد المشروع اذا لم نشمل فيها وخاطبنا البنك الدولي بضرورة شمولنا بالمشروع، واليوم حفرةالامتصاص بجانب بئر المياه وفي المستقبل لا نستطيع ان نستغني عن شبكة صرف صحي".
وأكد مخامرة أن حاجتنا لمحافظة اصبح امر ملح ونأمل ان يكون قريباً صدور قرار باعتماد يطا محافظة ونتوقع حسم الموضوع نهاية هذا العام.
وفيما يخص مسافر يطا والاستيطان تحدث مخامرة أن سكان المسافر يتعرضون للمضايقات والملاحقات اليومية من هدم الخيام والكهوف والترحيل القصري ومنع البناء والتوسع الأفقي خارج مسطحات القرى في مناطق (ج)، بلا سبب سوى أنهم مثابرون يعيشون في ظروف غير لائقة صحياً أو بيئياً، وحالة من التصحر في ظل نقص المياه وتدني معدلات سقوط المطر ، ومنعهم من حفر الآبار أو ترميمها، وفي غياب أبسط الخدمات الصحية والتعليمية وشبكات الكهرباء، ومن طرق ترابية سالكة بصعوبة لا يجوز لهم تأهيلها أو توسيعها وتعبيدها، مشيراً الى انهم يتلقون بعض المساعدات الإغاثية والطارئة من قبل عدة مؤسسات وطنية ودولية ، وتدخل السلطة الوطنية الفلسطينية في استحداث مجالس قروية وتنظيم مخططات هيكلية لبعضها مثل قريتي سوسية ومنيزل ، وتوسعة بعض المدارس كما في مدرسة عرب الكعابنة، وبناء العيادات الصحية ورصف طرق زراعية كما في التوانة، ودعم أعلاف الماشية والبذور الزراعية، أو تركيب وتشغيل مجموعة خلايا شمسية وشبكات داخلية كما في قرية منيزل ، وغيرها من التدخلات المسموح بها. وبلدية يطا هي اللاعب الأساسي في دعم عيش أهلها في المناطق الحدودية في المسافر وغيرها، وهي البوابة الرئيسية والوسيط الفاعل للتواصل مع المؤسسات والجهات الداعمة ، ولتسهيل وصول هذه المساعدات والمبادرات التطويرية هناك.
وختم مخامرة حديثه بأن مسيرة يطا التنموية اليوم تدعو للتفاؤل نتيجة تضافر الجهود المحلية والوطنية مع القيادة الفلسطينية وكافة الوزارات والمؤسسات المحلية والدولية الذين لا يسعنا إلا أن نتوجه لهم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان على ما أولوه من دعم واهتمام خاص بمدينتنا، متمنين أن تتحقق آمال الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف تحت قيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) .
مقابلة: بسام رومي