نشر بتاريخ: 14/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
غزة- تقرير معا - ما زال الحاج ابو محمود الغول يحتفظ بما يثبت حقه بأراض هُجّر منها قسرا... حيث كروم العنب وأشجار الزيتون والبرتقال والليمون... فقريته "هربيا" التي تقع الى الشمال من قطاع غزة ما زالت تقطن في قلبه وذاكرته.. يحتفظ بحق العودة ويورثها للأجيال من بعده.
ما يقارب 130 دونما كانت تعود ملكيتها للحاج ابو محمود الغول ووالده تركها خلفه عندما اشتد القتال في تلك المنطقة واجبرتهم عصابات اليهود ان يتركوها ولو مشيا على الاقدام او على الدابة.. يعيش ابو محمود في مخيم الشاطئ للاجئين وهي اقرب نقطة الى هربيا.
يروي تفاصيل الحياة في هربيا وكأنه مازال يعيش هناك حيث كان يعمل في رعي المواشي ويربي الطيور.. اما اكله فكان يعتمد على الخضروات والفواكه، حيث كانت تشكّل الزراعة والفلاحة المهنة الاساسية لعيشهم في تلك المنطقة ويقول:" كانت حياة الفلاحين تعتمد على زراعة الارض منذ الصباح الباكر وكانت مصدر رفاهية بالنسبة لنا وعلى الرغم من التعب الجسدي إلا ان الحياة في هربيا تشكل مصدر راحة نفسية".
الحياة الاجتماعية
ضمت القرية مجموعة حارات كان أكبرها: الحارة الشرقية والحارة الغربية، كان أهالي الحارات متحابين متعاونين يشتركون مع بعضهم البعض في كل شيء.. ويتذكر ابو محمود تفاصيل الحياة الاجتماعية بحذافيرها مبينا ان التقارب والمحبة كانت السمة الاساسية للعيش هناك يتسامرون يمارسون الدحية بينما تغني النساء.. اما في حالات الترح بين ابو محمود ان "الحصيد" كله يتوقف وتنشل الحياة في هربيا حزنا على موت فرد من افرادها.
الخروج من هربيامع نشوب حرب 1948 تجمع معظم أهالي القرى الجنوبية في هربيا، ومع انسحاب القوات المصرية وسيطرت القوات الإسرائيلية على الكثير من القرى والمدن والمواقع، أجبر أهالي هربيا وجميع من كانوا فيها من المهاجرين على الرحيل، فاتجهوا إلى غزة، وتم تدمير معظم القرية بعدها.
يستذكر ابو محمود قبل خروجه من هربيا كيف كانت المقاومة شديدة في تلك المنطقة مبينا ان رجال المقاومة قاموا بوضع عدد من الالغام في ثلاث مصفحات اسرائيلية وتم تفجيرها ما ادى ذلك الى مقتل عدد من الجنود الاسرائيليين ويتابع:" جن جنون اليهود بعد تفجير المصفحات وقاموا بقطع الطريق عن هربيا من قرية بربرة وصار الطريق من نجد وبيت جرجا".
قامت عملية عسكرية ضد أهالي تلك القرية بزعامة يوعاف وكانت الكتيبة المنفذة للعملية العسكرية جفعاتي، ووصل التدمير إلى أن اغلبية البيوت دمرت ويرجع سبب نزوح أهالي تلك البلدة نتيجة اعتداء مباشر من القوات الاسرائيلية وكان يوجد بعض المدافعين من الجيش المصري وتم تطهيرها بالكامل.. ومشى ابو محمود ووالده باستخدام دابتهم التي كانا يتناوبان عليها... اخذ ابو محمود زوجته وأمه وانطلقا باتجاه بلدة بيت لاهيا التي تقع الى الشمال من قطاع غزة وذلك بعد ان ارتفع سعر مواصلات الجمل من خمسين قرشا الى خمس ليرات الى ان وصولا الى غزة.
حق العودة"محتفظين بالورق عشان راح نرجع على هربيا" ما زال يؤمن ابو محمود بحق العودة ولو بعد حين مشددا ان العودة الى هربيا ان لم تكن في عهده فلا بد ان تكون في عهد احفاده مشددا انه لا يمكن باي حال من الاحوال ان يتخلى عن دونماته الـ130 في هربيا لان الارض كما يقول هي ملك الاباء والأجداد ويتابع:"هربيا لنا ولن نبقى لاجئين في غزة حتما سنعود".
هربياهي قرية عربية كانت تتبع قضاء غزة قبل عام 1948، وتقع إلى شمال غزة على بعد 15 كيلومتر منها، تحيط بأراضيها أراضي قرية الخصاص والجورة وبربرة من الشمال، وأراضي بيت جرجا ودير سنيد من الشرق، وأراضي بيت لاهيا من الجنوب، وترتفع هربيا حوالي 25 مترا عن سطح البحر.
الحياة الاقتصادية
كانت المهنة الرئيسية لأهالي القرية الزراعية معتمدين على مياه الأمطار، وقد اشتهرت هربيا بكثرة البيارات وزراعة أشجار الحمضيات بالإضافة إلى توفر آبار المياه التي يتراوح عمقها بين 10 - 50 مترا ويقول أهالي هربيا أنه كان في قريتهم ما يقارب 150 بيارة كان يملك منها بعض العائلات الغزية مثل عائلة أبو رمضان، العلمي، الصايغ، سكيك، ويضيف أهالي القرية أنهم كانوا يزرعون في أراضيهم الحبوب ومعظم أنواع الخضروات والفواكه وبخاصة العنب والقصب، كان الإنتاج من الحمضيات وبخاصة البرتقال يشحن بسيارات الشحن ثم يصدر عن طريق التجار إلى الخارج.
هربيا اليوملم يبق منها سوى مسجدها (الذي بات يستخدم مخزنا) ومنزل محمد عطية ويغطي نبات الصبار والبابونج والعوسج والجميز الموقع، أما الأراضي المجاورة فيزرع فيها القمح والأفوكاتو وغيرها من المزروعات.
مستوطنات على اراضي القريةأقيمت مستوطنتا "زيكيم" و"كرميا" عامي 1949و1950 على أراضي القرية، أما مستوطنة "ياد مردخاي" التي أسست عام 1943 توسعت لتحتل أراضي القرية.
تقرير: هدية الغول