غزة- خاص معا – أكثر من مليون و400 الف لاجئي في قطاع غزة 55 % منهم يعيشون في المخيمات الثمانية الموزعة في محافظات القطاع وهي مخيم جباليا، مخيم الشاطئ، مخيم البريج، مخيم النصيرات، مخيم الشابورة، مخيم دير البلح، مخيم خانيونس، ومخيم المغازي.
مخيم البريج واحد من المخيمات التي انشئ على اثر نكبة عام 48 وكان عدد سكانه في ذلك الوقت قرابة 6 الاف نسمة والان اصبح 44 الف نسمة يعيشون ظروفا استثنائية بانتظار العودة إلى ديارهم التي هجروا.
مراسل "معا" حاور حسن جبريل رئيس اللجنة الشعبية للاجئين بمخيم البريج وسط قطاع غزة عن هذا المخيم.
نشأة المخيم
مخيم البريج واحد من ثمانية مخيمات في قطاع غزة وهو حالة فلسطينية طارئة مثل أي مخيم من مخيمات اللجوء سواء في داخل الوطن أو خارجه وهناك تشابك سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي في المخيم.
نشأ المخيم على إثر نكبة عام 48 وأول لجوء كان من أهل المدن على اعتبار أن بداية المعارك بدأت في يافا وحيفا واللد والرملة وكان الرحيل الأول في شهر مارس 1948 وجاءت مجموعات من الجماعات الحضرية من سكان المدن ولجأوا إلى المخيم وعلى بوابة المخيم كان في حينها الجيش المصري وقام بإسكانهم في بركسات تابعة للجيش البريطاني تعرف باسم القاووش، وفي شهر مايو بدأت الجماعات القروية من الريف الفلسطيني بالهجرة عندما تزايد العدد قامت مجموعة من المؤسسات الدولية مثل الصليب الاحمر وغيرها بعمل خيام للاجئين القادمين، ثم جاءت مجموعات بدوية من النقب الفلسطيني أنشأت المخيمات على أراضي المواطنين التي تعود ملكيتها لعائلات من الجماعات البدوية الأصلية التي تسكن منطقة البريج.
وتعود التسمية إلى برج حمام كان يسمي في ذلك الوقت وللتصغير المكان سمي البريج.
عدد سكان المخيم
بداية الهجرة وصل إلى المخيم قرابة 6 آلاف فلسطيني ثم أقيمت لهم خيام على نظام يسمى في الأونروا "بلوك" من رقم 1 حتى رقم 12 وأقيمت على مساحة 750 دونما تقريبا من الأراضي ومن ثم قامت المؤسسات الدولية بتقديم الخدمات والرعاية الصحية المتواضعة المعونات والاغذية والبطانيات والخيام إلى أن جاءت وكالة الغوث عام 1950 عندما تأسست بناء على القرار الدولي 338 قامت بإنشاء بيوت سكنية من الكرميد في ذلك الوقت وقسمتها إلى مربعات وكل مربع يحمل اسم بلوك واستمرت في تقديم كافة الخدمات الاجتماعية السكينة والصحية والتعليمية.
ويبلغ تعداد المخيم حاليا ما يقارب 44 الف نسمة 65 %من سكان المخيم جماعات قروية و20% جماعات من المدن الفلسطينية وال 15 % من جماعات البدوية.
هناك على أطراف المخيم جماعات فلسطينية وتحديدا الجماعات البدوية هم سكان المنطقة الأصلية ولكن يتبعون المخيم.
التعليم
وقال جبريل يوجد في المخيم 10 مدارس وكالة لفترتين صباحية ومسائية ما بين الصف الأول حتى التاسع اما المدراس الثانوية حكومية وبقيت تابعة للحكومات المتعاقبة التي توالت حكمها على قطاع غزة من الحكم المصري والاسرائيلي والسلطة.
واضاف هناك ازدحام في الفصول وبالذات في الفترة الاخيرة بعد حرب 2014 حيث هناك مدرسة تتسع لأكثر من 1500 طالب أو طالبة الآن هي مركز ايواء تم تحويل هذا العدد إلى بقية المدارس وكل فصل فيه ما بين 45 الى 50 طالبا وهذه مسالة تعليمية واكاديمية غير مقبولة.
كما أن مجانية التعليم موجودة لكن الوكالة كانت تسلم قرطاسية للطلبة من أقلام ودفاتر وشنط الأن الوضع لا يبشر بخير القرطاسية قطعت بالكامل باستثناء الفصل الماضي تم اعطاء الطلبة أربع دفاتر وأربع أقلام لكل طالب أو طالبة وهذا لا يتناسب مع الحجم المطلوب.
الصحة
وبين جبريل انه يوجد عيادة وتابعة للوكالة تقدم الرعاية الاولية ويوجد مستوصف حكومي.
وقال ان الواقع الصحي ما تقدمة الوكالة رعاية أولية وهناك نقص في الادوية وبعد مرور اسبوعين من بداية الشهر يبدأ الشح بالأدوية ولا يوجد عمليات جراحية في الوكالة ولذلك هناك معاناة بعدم القدرة على تغطية نفقات العلاج عندما يحتاجون الى عمليات في مستشفيات خاصة لان اللاجئين ليس لديهم تأمين صحي باستثناء الموظفين.
واضاف " المفترض أن يكون لكل 5 آلاف فرد طبيب ولا يوجد في المخيم سوى طبيبان او ثلاثة وطيب اسرة وطب عام في عيادة الوكالة ودوامها حتى الثانية بعد الظهر.
معاناة السكان
اكد جبريل ان سكان المخيم يعانون البطالة وما نتج عنه من الفقر وقلة الخدمات الصحية والتعليمية وبالذات ما بعد الثانوية العامة ارتفاع الغلاء المعيشي وعدم قدرة سكان المخيم على مواكب المشوار التعليمي لأبنائهم لان التعليم ليس مجانا في الوطن.
كما يعاني المخيم من قضية الاكتظاظ بحيث انه وفي بعض الحارات لو حدثت حالة وفاة لا يمكن أن تقوم بإدخال النعش في أزقة المخيم حيث يحملون الميت الى مكان فيه متسع لإدخال النعش .
وقال جبريل ان هناك بعض البيوت معتمة نهارا كما ان بعض الازقة والحواري لا تصلح للاستخدام الادمي، كما تجد اشخاصا يعيشون مع البهائم مثل الحمير والحصن التي يعتاشون من ورائها وهذا الحال ينسحب على كل المخيمات.
مسألة السكن مشكلة قائمة والخدمات الصحة والبيئة غير صالحة اكما ان كثيرا من البيوت لا تتعرض للشمس نتيجة للالتصاق الخرساني ، كما أن هذا الاكتظاظ يؤدي إلى مشكلات اجتماعية فيما بين الجيران.
الشهداء والأسرى
عدد الشهداء ما بعد العام الـ 67 وصل لـ 400 شهيد في المخيم.
أما الاسرى في احصائية عام 2005 كان 2700 أسير دخلوا السجون الاسرائيلية ما بعد السبعينات ليومنا هذا نتيجة الاجتياحات ومنهم افرج عنهم في صفقات التبادل.
حلم السكان
قال جبريل " الحلم ما زال قائما كل ما تحدثنا به له علاقة بما حصل عام 48 لولا النكبة لما كان هنا المخيم وحلم الناس ان تنتهي قضيتهم السياسية بالحل العادل العودة لوطنهم.
"الحل الاساسي أننا شردنا من أوطاننا ومدننا وقرانا وباديتنا أعيدونا إلى أوطاننا وخذوا المخيمات" اضاف .
الحلم ما زال قائما وتم توريثه وما زالت الاجيال التي رحلت الى الدار الآخرة ورثت هذا الحق لنا ونحن سنورثه لأولادنا.
مقابلة: أيمن أبو شنب