نشر بتاريخ: 15/05/2015 ( آخر تحديث: 15/05/2015 الساعة: 15:35 )
شارك
بيت لحم- معا- سبعة وستون عاما على الرحيل القسري لم تنس الحاجة خضرة الجعفري تفاصيل قريتها رافات التي غادرتها مرغمة في رحلة معاناة لتستقر بها السبل في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم.
العودة لرافات حلم يراود الحاجة خضرة التي تراوح أواسط الثمانينيات من العمر، فكل ما في قريتها من معالم ومراتع الصبا يحضرها حتى في نومها، فهي منذ أن فرت من قريتها لم تتح لها الفرصة للعودة إليها أو حتى رؤيتها في الصور.
اشتياق الحاجة خضرة يخالطه مرارة الواقع الذي اكتنف ليلة الرحيل، فوالدتها خبأت الطعام وتفقدت الحيوانات في حظائرها إلى حين العودة في اليوم التالي، ولكن العودة قطعها سيل الدم فأول العائدين كان رجلا عاجله المحتلون بالرصاص فقتلوه تبعته امرأة فقتلت وتلاها رجل فلاقى ذات المصير، حتى ايقن الجميع أن العودة تعني الموت، فبدأ الرحيل.
تقول: اعتقدنا أننا سنعود قريبا وخرجنا لا نحمل شيئا، فوالدتي خبأت السمن واللبن والقمع وتفقدت الأبقار والماعز واقنان الدجاج لتكون آمنة لحين عودتنا، إلا أن من عاد من الأهالي قتله المحتلون.
وتضيف الحاجة خضرة وهي تجلس في بيتها في مخيم الدهيشة ومن خلفها مكتبة تملؤها كتب التاريخ وحكايات اللجوء، مفتاح العودة ما زال معي وما زلت احكي لأبنائي واحفادي عن قريتنا الجميلة التي ساعة في ربوعها تغني عن كل سنوات اللجوء والعذاب.
ورغم الألم الكامن في أعماقها إلا أن حديثها عن قريتها رافات يكشف الأمل المعشعش في قلبها، فالسنوات الطويلة لم تقنعها برواية "الاستقلال" لدولة أحلت الغرباء مكان المواطنين الاصليين الذي صاروا غرباء في وطن الآباء والأجداد.