عودة لنتنياهو: سنقصّر عمر حكومتك
نشر بتاريخ: 16/05/2015 ( آخر تحديث: 16/05/2015 الساعة: 14:53 )
القدس - معا - ألقى النائب ايمن عودة، رئيس القائمة المشتركة في الكنيست، خطابًا خاصًا أثناء مداولات الكنيست لتقديم حكومة نتنياهو الرابعة، عارض فيه استمرار سياسة تقاسم الغنائم التي يتبعها نتنياهو، واصفًا اياه بالعجوز بوبولينا، العجوز التي رافقت زوربا اليوناني، التي تعرضت لأشنع انواع النهب اثناء وداعها الحياة. وها هو نتنياهو يخرج معافى بعد توزيع الغنائم، بدون أي خجل وبما يفوق خيال كاتب رواية زوربا.
حكومة تقاسم الغنائم
هذه الحكومة ستستمر بجذب الآخرين لتقاسم الغنائم، وكما تقول العرب أول الغيث قطر، وهذه هي البداية، الله يستر!
لا يمكننا تمني النجاح لأعضاء هذه الحكومة، لأن نجاحهم يعني قلب كل ما هو جيد في هذه البلاد. فكيف يمكن ان نتمنى النجاح لوزيرة قضاء أهم ما تفوهت به على الصعيد الحقوقي هو اضعاف هيئات ومكانة المحكمة العليا؟! كيف يمكن ان نتمنى لها النجاح؟! وهي من تشبّه الأولاد الفلسطينيين بالأفاعي التي يجب قتلها قبل ان تكبر.
كيف نتمنى النجاح لوزير معارف يشبه المواطنين بشظية في مؤخرته؟! نتمنى له ان ترتاح مؤخرته على كرسي آخر غير كرسي الوزارة.
حكومة عنصرية
كيف لنا ان نتمنى النجاح لنائب وزير الأمن الذي يرى بالفلسطينيين حيوانات آدمية، لا تستحق الحياة؟!!
وفي رأس الهرم، لا يمكن تمني النجاح لرئيس الحكومة الذي يدعو العرب "أعدادًا" (كميات) تهرول للتصويت في صناديق الاقتراع.
فوق هذه الحكومة يرتفع علم العنصرية، حتى رغم انتخابها بشكل ديمقراطي، لأنه لا تعايش بين الديمقراطية والعنصرية.
كيف نتمنى النجاح لحكومة تذكر المواطنين العرب في خطوطها العريضة مرة واحدة فقط، كأبناء الأقليات، ابناء الأديان والطوائف المختلفة. أهذا ما نجحتم بوضعه بعد كل الجلسات الطويلة؟
لقد اعترف بنا نتنياهو عندما قال محذرًا ومحرضًا في يوم الانتخابات، العرب يهرولون الى الصناديق.
نحن ابناء اكثم بن صيفي وظاهر العمر
من أوكلكم بتعريفنا وتصنيفنا؟ نحن أفضل من يعرف عن ذاته.
من يجرؤ على زعزعة انتمائنا القومي، نحن ابناء أكثم بن صيفي، بلقيس، القس بن ساعدة الأيادي، الخليفة عمر بن الخطاب، ابن رشد، الأخطل، ابن خلدون، والفلسطينيون القاضي الفاضل الشافعي، كشاجم، العسقلاني، ابراهيم طوقان وظاهر العمر الزيداني. القضية ليست في الموقف المعلن، هذه الحكومة تلاحق المواطنين العرب، وانا اذكر النقب كواحد من النماذج الكثيرة.
النقب تحت الشمس والتمييز
النقب، المغطى بذرات الذهب، تضيئه الشمس كل ايام السنة تقريبًا، عرب النقب يبحثون عن مكان تحت الشمس.
عرب النقب البدو، فخر الصحراء، تعمل الدولة على طردهم وتركيزهم، بينما باقي البلدات اليهودية وخاصة المزارع الفردية، موزعة على كافة ارجاء النقب وتحظى بكل الخدمات.
الحكومة تحاول الادعاء ان عرب النقب يتوزعون على مساحات شاسعة! لكن الحقيقة هي ان عرب النقب يسكنون على 5% فقط من اراضي النقب.
النقب كريم جدًا ويتسع لجميع المواطنين من ابناء الشعبين. لكنه سيكون خانقًا اذا كان الشعار هو "تحرير الاراضي القومية من الغزاة العرب".
أم الحيران.. في ذكرى النكبة!
مؤخرًا تقرر هدم القرية العربية ام الحيران، التي تحوي نحو 1000 نسمة، لاقامة المستوطنة اليهودية حيران بدلا منها. لكن ما العجب؟ فغدًا الخامس عشر من ايار، نحن نحيي ذكرى النكبة، اليوم الذي يرمز لهدم مئات البلدات العربية، واقامة بلدات يهودية مكانها، بأسماء جديدة معبرنة: عين ايالا بدلاً من عين غزال، تسروفة بدل صرفند، وجيبع بدل جبع.
هذه الحكومة تتنكر لمسؤولية الرئيس الفلسطيني، لحل الدولتين، وتخاف من الاعتراف بحقهم العادل لأبناء الشعب الفلسطيني. جبهة الرفض هنا.
لكن من هنا، اود ان ابارك قداسة الحبر الأعظم، البابا فرنسيس، على الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67.
هذه الحكومة تهرب من البشارة، لأنها تخلو من أي بشارة، لا للسلام ولا لكافة المستضعفين.
معارضة ام بديل؟
أود ان اتوجه في هذه اللحظة الى اعضاء المعارضة:
هل يوجد للمعارضة الشجاعة الكافية لوضع مبادئ اساس بديلة للمبادئ الاساسية للائتلاف الحكومي؟
مبادئ اساس للسلام الحقيقي وفق قرارات الأمم المتحدة.
مساواة مدنية وقومية للجماهير العربية.
ديمقراطية وعدالة اجتماعية لكافة المواطنين؟
هل ستضع المعارضة بديلاً حقيقيًا، ام ان الليلة كالبارحة.
حكومة تعتمد على 61 عضو كنيست هي حكومة ضيقة الخلق. والثمن سيكون على حساب كل المستضعفين.
لنتنياهو يوجد قاعدة ثابتة:
عندما يهتز كرسيه- تقصف الطائرات.
وعندما تزداد الانتقادات ضده- تضرب المدافع.
هذه الحكومة، كلما قصر عمرها عاد ذلك بالفائدة على ابناء الشعبين.
وهذا ما سنعمله.