الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الشاطئ".. الشريط الذي لا يصلح للحياة

نشر بتاريخ: 16/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
"الشاطئ".. الشريط الذي لا يصلح للحياة
غزة- معا- ضاق الساحل الفلسطيني بأهله فسكنوا شريطا صغيرا سمي "مخيم الشاطئ" الذي بات بعد سبعة وستين عاما ثالث مخيم للاجئين الفلسطينيين من حيث التعداد السكاني من بين المخيمات الثمانية التي تنتشر في قطاع غزة.

الشاطئ الذي يطل على مياه المتوسط لا مياه صالحة للشرب فيه ولا خدمات صحية واكتظاظ سكاني يسبح باتجاه المدينة... ازقة ضيقة وشوارع نخرتها الحفر يعيش فيه 90 الف نسمة من اللاجئين ينتظرون العودة الى القرى المجاورة للمخيم.

عاطف ابو حمادة رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم الشاطئ وهو لاجئ من قرية حمامة التي تقع الى الشمال من قطاع غزة وامضى حياته في المخيم يحدثنا عن مخيم الشاطئ ومشكلاته.

طبيعة المخيم والنشأة:
اوضح ابو حمادة ان مخيم الشاطئ الذي يقع على مساحة كيلو متر مربع غرب مدينة غزة على شاطئ بحر غزة ولهذا سمي بمخيم الشاطئ يبلغ تعداد السكان فيه حوالي 90 الف نسمة بعد ان غادر المخيم عدد من اللاجئين للسكن في المناطق المجاورة واحياء المدينة او سافروا الى الخارج حيث كان يبلغ عدد تعداد المخيم 103 الف نسمة.

وقال ابو حماد:"هؤلاء السكان من اللاجئين الفلسطينيين الذين هاجروا من مدن وقرى فلسطين الجنوبية من يافا ويبنى واسدود والمجدل وبئر السبع ومن القرى الجنوبية ايضا مثل هربيا برير وبربرة والسوافير حمامة الجورة بيت داراس جولس الجية المسمية السوافير والبطانة وبيت طيما وقرى اخرى.

يقول ابو حمادة ان مخيم الشاطئ انشا في العام 1951 وهو يحتل المرتبة الثالثة من بين المخيمات وفق عدد السكان.

مشكلات المخيم:
الداخل الى المخيم يمكن ملاحظة الاكتضاظ السكاني بداخله والشوارع التي تحولت مع مرور السنين الى ازقة صغير يفصل بين كل بيت واخر بضع امتار فالجار يجاور جاره بحائط وفي حوالي 60 او 70 مترا يعيش ما يقارب 100 عائلة.

وبين ابو حمادة ان الاكتظاظ السكاني هي ابرز المشكلات التي يعاني منها سكان المخيم حيث المساحة صغيرة جدا وعدد السكان ضخم وهذا يعني تلاصق المساكن ولا امكانية للتوسع الافقي وإنما الراسي وأصبحت المساحات الضيقة تشتمل على عدد سكان كبير مبينا ان البيت ذات السماحة الـ 60 او 70 مترا يشتمل على اربع طوابق تسكن فيه اربع او خمس عائلات أي ما يقارب 30 الى 40 فردا.

ويتابع:"هذا الاكتظاظ يعني ضيق في الشوارع وعدم قدرة دخول السيارات في شوارع فرعية واحيانا يضطر السكان الى ترحيل بيوت العزاء الى اماكن واسعة وأحيانا تواجه البعض عدم القدرة على ادخال اثاث المنزل والمعدات الكهربائية عبر هذه الازقة".

وبين ابو حمادة ان السبب في الاكتظاظ السكاني الحاصل في المخيم ان الناس توسعت على حساب الشوارع بسبب ضيق مساحات السكن مما ادى الى ازدحام شديد في المخيم.

الفقر والبطالة مشكلة ثانية:
وبين ابو حمادة ان ساكن المخيم ليس لديه ثمن اراضي للتوسع في المدينة فيضطر للبقاء في المخيم والتوسع راسيا نتيجة قلة العمل بشكل عام ومعظم سكان المخيم اما عمال بسطاء او عمال او في الصيد البحري.

مياه الشرب مشكلة ثالثة:
وصلت ملوحة المياه في مخيم الشاطئ حسب ابو حمادة الى الى حد جعلها لا تصلح للاستخدام الادمي وتسبب امراض جلدية مبينا انهم في اللجنة الشعبية للاجئين حاولوا مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين والبلدية للتغلب على هذه المشكلة وقاموا ببعض المشاريع لتوصيل المياه الصالحة للاستخدام الادمي الا ان جهودهم تفشل في حفر بئر جديدة ان المياه تخرج مالحة بسبب قلة المياه الجوفية العذبة وزحف مياه البحر الى الخزان الجوفي.

الرعاية الصحية:
يؤكد ابو حمادة ان اللاجئ في مخيم الشاطئ لا يلقى الرعاية الصحية الكاملة في ظل عمل عيادة حكومية واحد واخرى تابعة للوكالة مبينا ان هذه العيادات لا تفي بخدمات جميع سكان المخيم وخاصة شق العيون والأسنان مطالبا بمزيد من الاهتمام والرعاية الصحية لسكان المخيم.

الخدمات الصحية وشبكات الصرف الصحي:
يؤكد ابو حمادة ان شبكات الصرف الصحي من الناحية الهندسية غير معدة اعداد جيد مما يؤدي الى مشاكل في الصرف الصحي وفي مناطق اخرى من المخيم مما يؤدي الى وجود تجمعات للمياه في ازقة المخيم وشوارعه الضيقة ويصبح من العسير السير بين هذه الازقة.

خدمات الاونروا:
يؤكد ابو حمادة ان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين قلصت خدماتها التي كانت تقدمها بشكل عام للسكان سواء المساعدات الاجتماعية او الخدمات الصحية مبينا ان الدور الذي تقدمه الاونروا في مخيم الشاطئ على مستوى التعليم والصحة والنظافة والمساعدات العينية غير كافي وهي مطالبوة بزيادة خدماتها كما يقول.

وعن الفصول الدراسية الخاصة بالاونروا بين ابو حمادة ان في مخيم الشاطء فقط 30 مدرسة تابعة للوكالة عدد طلاب الفصل الواحد فيها يفوق الاربعين طالب
وعن الخدمات الصحية يقول ان عيادة واحدة للوكالة لا تكفي لـ90 الف نسمة.

وبين ابو حمادة ان المساعدات التي قلصتها الوكالة وتقليص عدد الحالات المستفيدة يشكل خطر كبير على سكان المخيم في ظل البطالة والفقر مشددا انهم بأمس الحاجة لمضاعفة هذه المساعدات.

شاطئ البحر:
وصف ابو حمادة المتنفس الوحيد لسكان المخيم وهو "شاطئ البحر"بانه احد المشاريع الفاشلة التي قامت عليها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وقامت بافساده مبينا انه لا يستطيع سكان المخيم النزول لشاطئ البحر المتنفس الوحيد لهم.

المطالب:
طالب ابو حمادة الوكالة والبلدية والجهات المسئولة بتوفير الخدمات الصحية المناسبة وزيادة عدد مقاعد طب الاسنان في المخيم وتقليص عدد الطلبة في الفصول الدراسية واستمرار مشروع تشغيل الخرجين في المخيمات والمسارعة والاجتهاد في تقديم مياه صالحة للشرب لسكان المخيم ومحاولة اصلاح شاطئ البحر حتى يعود سكان المخيم لهذا المتنفس.

مقابلة:هدية الغول