بيت لحم - خاص معا - .. "واد اخضر" كان وصفها.. ولكن خَطَر تَحولِها الى جزيرة قاحلة وسط المستوطنات قائم.. اهلها نفذوا "حق العودة" بعد النكبة وعادوا لارضهم، الا ان الاحتلال سلبهم اياها على مدار السنوات الماضية... هي قرية وادي فوكين 13 كم غرب مدينة بيت لحم.
ومع الذكرى الـ67 للنكبة، نستذكر قرية وادي فوكين التي هُجّر اهلها مع النكبة وواجهوا ابشع انواع القهر والتعذيب، وصمدوا اكثر من 16 عاما يعتنون بالارض والمنازل من خلال زيارتها بشكل يومي بالسر.. حتى تمكنوا من العودة اليها.. لكن الجرح ما زال في الكف، ومعاناة القرية واهلها مستمرة وتواجه الاحتلال وحيدة بمستقبل مجهول.
تحاصر القرية مستوطنات من كل الاتجاهات وهي "بيتار عيليت، جفعوت، تسور هداسا، هدار بيتار، وتجمع غوش عتصيون"، وجدار يلتف حول مقطعها الغربي، اقيمت المستوطنات على اراضيها وعلى اراضي القرى المجاورة، ما قلّص مساحة القرية الاصلية من 12 ألف دونم الى 3000 دونم فقط، يسمح للمواطنين البناء في 200 دونم وهي المناطق المصنفة "B" خاضعة للسلطة وباقي المساحة 2800 دونم هي مناطق تخضع للسيطرة الاسرائيلية.
واعرب سكر في حديثه لـ معا عن قلقه من تحوّل القرية الى جزيرة وسط المستوطنات، حيث يتهدد المدخل الوحيد للقرية في منطقة "الخمسة" التوسع الاستيطاني وتجري اعمال التجريف حاليا في المكان ما قد يتسبب باغلاق الطريق وتحول القرية الى سجن، موضحا ان هناك مخطط اسرائيلي جديد لبناء منطقة صناعية بين مستوطنتي"بيتارعيليت" شرقا و"تسور هداسا" غربا ومخطط لاستكمال البناء في مستوطنة"بيتار عيليت- ج".
واوضح سكر انه ومنذ عام 1990 والقرية تعاني من التفجيرات التي ينفذها الاحتلال في الجبال والاراضي المصادرة لصالح بناء وتوسيع المستوطنات المحيطة بالقرية، والعملية ما زالت مستمرة، حيث ينفذ الاحتلال تفجيرات في الجبال لتوسيع مستوطنة "تسور هداسا" غرب القرية، حيث تمطر السماء في القرية حجارة، ما ادى لتدمير البنى التحتية للمباني والمنازل والمدارس القريبة من هذه التفجيرات، اضافة لتدمير المناطق الزراعية والمنشآت المائية القريبة.
احتضنت ارض وادي فوكين 7 ينابيع وعيون مياه، وهي: عين البلد، عين مغارة، القُدُس، التينة، صدّيق، عين الفوار، عين فراش، وكانت مصدر المياه الوحيد للمزارعين وللاهالي الا ان منسوبها بات ضعيفا نتيجة التفجيرات المستمرة، ما اثر بشكل مباشر على المحاصيل الزراعية.
اهالي القرية المحاصرة، يتعرضون للاعتداء بشكل يومي نظرا لانتشار المستوطنات على قمم الجبال المحيطة بالقرية، وقربها من المنازل والمدارس والاراضي الزراعية التي تتعرض بشكل مستمر لاعتداء وتخريب وتكسير من قبل المستوطنين الذين يتسللون اليها، يلقون قمامتهم على اراضي المواطنين.
اسعاف
واوضح سكر ان سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر متوفرة لـ 4 قرى في الريف الغربي لبيت لحم وهي حوسان وواد فوكين نحالين وبتير، تقدم الخدمة لـ 25 ألف نسمة تقريبا.
دفاع مدني
واضاف سكر حاجة القرية لسيارة دفاع مدني، حيث ان السيارة التي تأتي من مدينة بيت لحم حين يحدث حريق تصل وقد التهم الحريق ما حوله نظرا لطول المسافة لقرى الريف الغربي ومنها واد فوكين، مشيرا لوجود فريق متطوعين للدفاع المدني تم تدريبه من قبل جهاز الدفاع المدني.
*رئيس المجلس يستعرض عشرات الكتب والمطالبات من الوزراء والمسؤولين دون رد
دور السلطة
ورغم غياب الدعم الحقيقي من قبل السلطة، كما قال احمد سكر، الا ان المجلس القروي يحاول قدر استطاعته القيام بواجبه تجاه الاهالي، الا ان ذلك لا يكفي حيث ان القرية بحاجة ماسة لتدخل عاجل وفوري ومساعدات طارئة من قبل السلطة في عديد المجالات، فالاهالي بحاجة لوقفة جادة من قبل الوزارات لدعم صمودهم في الارض وتوفير بنى تحتية للقرية وطرق زراعية.
مقابلة واعداد: عبلة درويش