الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

واد فوكين.. جزيرة محاصرة بالمستوطنات

نشر بتاريخ: 17/05/2015 ( آخر تحديث: 18/05/2015 الساعة: 15:24 )
واد فوكين.. جزيرة محاصرة بالمستوطنات

بيت لحم - خاص معا - .. "واد اخضر" كان وصفها.. ولكن خَطَر تَحولِها الى جزيرة قاحلة وسط المستوطنات قائم.. اهلها نفذوا "حق العودة" بعد النكبة وعادوا لارضهم، الا ان الاحتلال سلبهم اياها على مدار السنوات الماضية... هي قرية وادي فوكين 13 كم غرب مدينة بيت لحم.

ومع الذكرى الـ67 للنكبة، نستذكر قرية وادي فوكين التي هُجّر اهلها مع النكبة وواجهوا ابشع انواع القهر والتعذيب، وصمدوا اكثر من 16 عاما يعتنون بالارض والمنازل من خلال زيارتها بشكل يومي بالسر.. حتى تمكنوا من العودة اليها.. لكن الجرح ما زال في الكف، ومعاناة القرية واهلها مستمرة وتواجه الاحتلال وحيدة بمستقبل مجهول.



محاصرة بالمستوطنات

تحاصر القرية مستوطنات من كل الاتجاهات وهي "بيتار عيليت، جفعوت، تسور هداسا، هدار بيتار، وتجمع غوش عتصيون"، وجدار يلتف حول مقطعها الغربي، اقيمت المستوطنات على اراضيها وعلى اراضي القرى المجاورة، ما قلّص مساحة القرية الاصلية من 12 ألف دونم الى 3000 دونم فقط، يسمح للمواطنين البناء في 200 دونم وهي المناطق المصنفة "B" خاضعة للسلطة وباقي المساحة 2800 دونم هي مناطق تخضع للسيطرة الاسرائيلية.


معا زارت القرية والتقت رئيس المجلس القروي احمد سكر الذي تحدث مطولا عن حال القرية، وفيما يلي الجزء الاول من اللقاء.

جزيرة

واعرب سكر في حديثه لـ معا عن قلقه من تحوّل القرية الى جزيرة وسط المستوطنات، حيث يتهدد المدخل الوحيد للقرية في منطقة "الخمسة" التوسع الاستيطاني وتجري اعمال التجريف حاليا في المكان ما قد يتسبب باغلاق الطريق وتحول القرية الى سجن، موضحا ان هناك مخطط اسرائيلي جديد لبناء منطقة صناعية بين مستوطنتي"بيتارعيليت" شرقا و"تسور هداسا" غربا ومخطط لاستكمال البناء في مستوطنة"بيتار عيليت- ج".


تفجيرات مستمرة

واوضح سكر انه ومنذ عام 1990 والقرية تعاني من التفجيرات التي ينفذها الاحتلال في الجبال والاراضي المصادرة لصالح بناء وتوسيع المستوطنات المحيطة بالقرية، والعملية ما زالت مستمرة، حيث ينفذ الاحتلال تفجيرات في الجبال لتوسيع مستوطنة "تسور هداسا" غرب القرية، حيث تمطر السماء في القرية حجارة، ما ادى لتدمير البنى التحتية للمباني والمنازل والمدارس القريبة من هذه التفجيرات، اضافة لتدمير المناطق الزراعية والمنشآت المائية القريبة.


احتضنت ارض وادي فوكين 7 ينابيع وعيون مياه، وهي: عين البلد، عين مغارة، القُدُس، التينة، صدّيق، عين الفوار، عين فراش، وكانت مصدر المياه الوحيد للمزارعين وللاهالي الا ان منسوبها بات ضعيفا نتيجة التفجيرات المستمرة، ما اثر بشكل مباشر على المحاصيل الزراعية.

اهالي القرية المحاصرة، يتعرضون للاعتداء بشكل يومي نظرا لانتشار المستوطنات على قمم الجبال المحيطة بالقرية، وقربها من المنازل والمدارس والاراضي الزراعية التي تتعرض بشكل مستمر لاعتداء وتخريب وتكسير من قبل المستوطنين الذين يتسللون اليها، يلقون قمامتهم على اراضي المواطنين.


التعليم
يوجد في القرية مدرستين في مناطق C، تبعدان 50 مترا على المستوطنة، بحاجة ماسة للتأهيل حيث تضررت اسوار المدارسة القديمة بسبب التفجيرات وكذلك اساسات المدارس، حتى باتت غير آمنة، وتشكل خطرا لقربها من المستوطنة خصوصا بغياب اسوار تحمي الطلبة، مؤكدا احمد سكر تواصله مع وزارة التربية من اجل اعادة تأهيل المدارس اضافة لحاجة المدرسة الى لطابق اضافي حيث لا تكفي هذه الصفوف لكل الطلبة، ويتلقى عدد من الطلبة تعليمهم في غرفة داخل المستوصف الطبي بالقرية، فهل من مجيبّ!

العلاج
يوجد في القرية مستوصف حكومي، تعمل فيه ممرضة واحدة ينتهي دوامها عند الساعة 2 ظهرا تقريبا، وطبيب يعمل يومين بالاسبوع، وطبيبة نسائية تعمل يوم بالشهر، ولا يوجد خدمة الاشعة ولا مختبر طبي، اضافة الى اصابات وحوادث تجري في الاراضي الزراعية والتي تحتاج لعلاج سريع ولا تتمكن من الوصول الى المستوصف في حال كان مفتوح ويعمل، واكد رئيس المجلس القروي احمد سكر ان المجلس طلب من وزارة الصحة توفير طبيب دائم في المستوصف وتوفير معدات اضافية للعلاج، مشيرا الى ان غالبية الحالات المرضية التي تحدث بالقرية تضطر للسفر الى مدينة بيت لحم مسافة 13 كم لتلقي العلاج، وعدد وصل المستشفى وقد فارق الحياة نتيجة بعد المستشفى.


اسعاف

واوضح سكر ان سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر متوفرة لـ 4 قرى في الريف الغربي لبيت لحم وهي حوسان وواد فوكين نحالين وبتير، تقدم الخدمة لـ 25 ألف نسمة تقريبا.


دفاع مدني

واضاف سكر حاجة القرية لسيارة دفاع مدني، حيث ان السيارة التي تأتي من مدينة بيت لحم حين يحدث حريق تصل وقد التهم الحريق ما حوله نظرا لطول المسافة لقرى الريف الغربي ومنها واد فوكين، مشيرا لوجود فريق متطوعين للدفاع المدني تم تدريبه من قبل جهاز الدفاع المدني.

*رئيس المجلس يستعرض عشرات الكتب والمطالبات من الوزراء والمسؤولين دون رد

دور السلطة
ورغم غياب الدعم الحقيقي من قبل السلطة، كما قال احمد سكر، الا ان المجلس القروي يحاول قدر استطاعته القيام بواجبه تجاه الاهالي، الا ان ذلك لا يكفي حيث ان القرية بحاجة ماسة لتدخل عاجل وفوري ومساعدات طارئة من قبل السلطة في عديد المجالات، فالاهالي بحاجة لوقفة جادة من قبل الوزارات لدعم صمودهم في الارض وتوفير بنى تحتية للقرية وطرق زراعية.


اشتكى رئيس المجلس القروي من تقصير واهمال تتعرض له القرية من قبل الحكومة، مشيرا ان المجلس لم يتلق مخصصاته السنوية منذ عامين من وزارة الحكم المحلي والتي لا تكفي اصلا، كما ان القرية تتعرض للتهميش من قبل وزارة الزراعة التي لا تقدم ما هو مطلوب منها تجاه قرية زراعية تتعرض للاعتداء المستمر ومصادرة الاراضي وتكسير الاشجار وتدمير المنشأت الزراعية والمائية، وان القرية بحاجة لدعم من وزارة السياحة والاثار كونها تحتضن في ترابها مناطق اثرية وعيون مياه وبرك مياه زراعية.

ورغم التقصير، كما قال احمد سكر الا ان المجلس عمل وبدعم من وكالة الغوث ومؤسات اهلية على تأهيل وترميم عيون المياه والينابيع والبرك الزراعية ويحاول المجلس عمل مسار سياحي للقرية لتطوير السياحة والحركة، وعديد المشاريع الحيوية جرت وتجري في الوقت الحالي.



واشار سكر الى تقصير وزارة السياحة و "عدم علمها بوجود قرية اسمها وادي فوكين" كما قال حيث وضعت الوزارة "لائحة" قرى الريف الغربي عند مدخلها قرب مثلث قرية الخضر جنوب بيت لحم، ولم تكن وادي فوكين ضمن هذه الاسماء منذ عام 2013.

مقابلة واعداد: عبلة درويش