الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المهنية في إدارة المؤسسات الرياضية

نشر بتاريخ: 19/05/2015 ( آخر تحديث: 19/05/2015 الساعة: 15:07 )
المهنية في إدارة المؤسسات الرياضية
بقلم : عصري فياض

العام 2015 بالتأكيد ليس كالعام 1985 أو 1995 أو حتى 2005، الرياضة الفلسطينية ألان مختلفة تماما، ويكفي الاستدلال على ذلك بان رئيس ألفيفا الدولية جون بلاتر أصبحت زياراته إلى فلسطين معتادة، بمعنى أننا اليوم على قمة بارزة من الخارطة الدولية الكروية ،بغض النظر عن الإمكانيات والنتائج، لكن حجمنا المعنوي اكبر من مساحة عشقنا الأبدي المقدر بثمانية وعشرون ألف كم مربع، لذلك يتوجب على بعض تفاصيل هذا الهرم الفلسطيني الرياضي أن يكون مسايرا لهذه الحالة الجديدة، لان بعضه سابق بعض، ففي حين حراك دولي واسع وافق ممتد وساشع في جانب، وجانب آخر ما زال البعض يعمل بمعاول العقود التقليدية.

وهنا أركز على الاندية والمراكز الرياضية التي تعتبر ركائز ودعائم الحركة الرياضية، والتي في معظمها لا تزال تنتهج المنهج القديم في الإدارة، وهذا خلل يتوجب إصلاحه، من خلال عصرنة هذه الاندية والمراكز الشبابية بكل ما تعني الكلمة من معنى، وعلى رأس ذلك الخيار الإداري الذي يفترض أن يكون علميا متطورا حديثا يواكب التغيير الحاصل، فتلك المؤسسات المقصودة إما أن تديرها إدارات جاءت بالانتخابات أو التوافق على أساس الترشيح الحر الغير مقيد، وهذه الخيارات تقلد أشخاصا بدلا من أشخاص دون الالتفات لأهلية هؤلاء وقدرتهم في مواكبة مطلبات الرياضة الحديثة من علم وإدارة وخبرة، وقبل كل ذلك الوعي للمرحلة الحالية والقادمة..

وإذا أردنا إجراء إصلاح جذري في تلك المؤسسات لا بد من سن تعليمات وقوانين تشترط فيما تشترط آليات وتعليمات تمكن من إحداث هذا التغيير، بعدة طرق وفي أكثر من سبل وتعاون ، يبدأ من التعليم الجامعي في تعزيز جانب الإدارة الرياضية كفرع هام في الكليات الرياضية في جامعاتنا الفلسطينية، ومن ثمة وتماشيا مع هذا التوجه اشتراط المجلس الاعلى للشباب والرياضة أن يكون مرشح رئيس إدارة الاندية والمراكز ان يكون حاصلا على شهادة في تخصص الإدارة الحديثة للمؤسسات الرياضة، مع تفضيل من لدية خبرية عملية في هذا المجال، ووجوب أن يكون الإداري في كل مهام من مهمات الهيئة الإدارية مهنيا وحاصلا على الشهادات التي تؤهله عن غيره، فمثلا أمين الصندوق يفضل ان يكون حاصلا على شهادة المحاسب، والإعلامي خريج جامعي أو صاحب خبرة ناجحة ومصنف كعضو عامل في رابطة الصحفيين ، وهكذا.

كذلك إلزام الهيئات العامة بالتصويت على خطة العمل التي يتوجب على رئيس الهيئة الإدارية وضعها وتقديمها وإقرارها أمام الهيئة العامة والهيئة الإدارية ،كما يفترض أن تتشكل لجنة مراقبة خاصة من الهيئات العامة تراقب مراحل تنفيذ الخطة بدقة وأمانة ، وتصدر تقريرها نهاية كل عام أو كل موسم ليكون هو ميزان النجاح أو الفشل مع إبداء النسبة لكل حالة، لتكون الهيئة العامة سيدة القرار في حجب الثقة أو استمرارها بشان الإدارة..

باختصار آن الأوان للدفع بالمهنية لتكون أساسا في قيادة الاندية والمراكز، حتى نضمن إحداث تغيير واسع يعزز مكانة الاندية والمركز في الحركة الرياضية ، ويحقق التجانس مع باقي طبقات الهرم الرياضي الفلسطيني ويعزز قواعدة العريضة، ويضمن إحداث تغيير نوعي على مفهوم الرياضة ورسالتها ودورها في المجتمع والقضية، وليأخذ كل دوره في إحداث هذا التحول لنقل أنديتنا ومركزنا الشبابية الى حالة من الحداثة والعلم والتطور.