لقاء الفرصة الأخيرة

بقلم : بدر مكي
وزع جيروم فالكه الأمين العام للإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جدول أعمال الكونغرس على الأعضاء البالغ عددهم (209) دول،والمقرر أن ينعقد في مدينة زيورخ السويسرية يومي 28 و 29 من شهر أيار الجاري،والذي يحمل الرقم 69 لإجتماعات الجمعية العمومية للدول المنضوية تحت لواء الفيفا من القارات الخمس.

وسيكون على جدول الأعمال مقترح لإتحاد الكرة الفلسطيني بتعليق عضوية إتحاد الكرة الإسرائيلي ،وكان الأمين العام السيد فالكه قد أرسل رقاع دعوة الحضور وجدول الأعمال في شهر نيسان الماضي،والذي يتضمن بند انتخاب رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم،ويسبق هذا الإنتخاب البند رقم 15،والمتعلق بالطلب الفلسطيني.

والطلب الفلسطيني الذي تم اعتماده في جدول أعمال الفيفا،لم يكن الأول الذي يتم تداوله،حيث كان الطلب الأول في اجتماع الفيفا في جزيرة موريشيوس (2013)،ومن ثم في ساوباولو بالبرازيل (2014)،ولكن رغم مرور أكثر من عامين ،على المحاولة الفلسطينية لرفع المعاناة عن الحراك الرياضي،جراء اجراءات جيش الإحتلال وخروقاته،غير أن عرقلة مسيرة الحركة الرياضية آخذه بالتسارع والتزايد بصورة ممنهجة بل وازدادت حدتها في العامين الماضيين ،ولم يطرأ أي تحسن على حالة كرة القدم الفلسطينية ،حيث جرت محاولات في فيفا 2013 عندما تم تخويل رئيس الفيفا بلاتر بالتوسط،وكذلك فعل رئيس الإتحاد القبرصي بعد فيفا 2014.

كما زار بلاتر نفسه فلسطين،وسيزورها لنفس الغاية لبحث الطلب الفلسطيني بتعليق عضوية اسرائيل في الفيفا من أجل رفع الظلم عن الرياضة الفلسطينية،الواقع هذا الظلم بفعل دولة خارجة عن القانون،وهي عضو في الويفا،وعليها أن تمتثل لدستور ومواثيق وأنشطة الفيفا فيما يتعلق بإجراءاتها في الأراضي الفلسطينية التي تحول دون تطور اللعبة وتقيد حرية الحركة وسلوكها الذي يمارس على أساس من مظاهر العنصرية المعادية للعرب بالداخل والهتافات المسيئة لرموزنا الدينية والوطنية،إضافة لإنتهاكها القانون الدولي بمشاركة خمسة أندية اسرائيلية داخل المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة عام 1967،ويجب وقف هذه الأندية الى حين حل القضية الفلسطينية سياسياً،وليس إبقاء الموضوع مفتوحاً.

النظام الأساسي للفيفا
واتضح من مراجعة العديد من المواد في النظام الأساسي للفيفا ما يلي:-
- المادة 3 من النظام الأساسي:كل تمييز في دولة ما،لشخص خاص ومجموعة من الناس على أساس العرق،الجنس، اللغة،الدين،أو السياسة،أو أي سبب آخر يمنع هذا العضو منعاً باتاً ويعاقب بتعليق العضوية أو الطرد.
- المادة 17-1 من النظام الأساسي:يجب على كل عضو اجراء شؤونه بشكل مستقل ودون تدخل من طرف ثالث.
وبخصوص أندية المستوطنات فقد اتضح أن هناك العديد من الأندية في المستوطنات،علماً أن هذه المستوطنات أقيمت على الأراضي المحتلة عام 67 وهي نادي هبوعيل عيمك هيردين،بيتار معاليه ادوميم،بيتار جفعات زئيف،بيتار أيروني أرئيل،اليشور يروني يهودا.


الثعلب..يتدخل
معركة ساخنة في أروقة الفيفا ستدور رحاها نهاية هذا الشهر،والأمر يتعلق بعضوية اسرائيل،وهي المرة الأولى التي سيناقش فيها هذا الموضوع ويتم التصويت عليه،ولعل سخونة الأمر تتجلى في الجانب الإسرائيلي،الذي بدأ يدرك بأهمية وخطورة هذا الموضوع على لعبة كرة القدم في كيانه وأصبح أمراً واقعاً يجب أن يتعامل معه بجدية و بعيداً عن لغة الغطرسة و القوة،إن الإحتلال قد استنجد برئيسه السابق شمعون بيرس،بما له من علاقات دولية واتصالات واسعة مع العالم،الثعلب بيرس عضو الموساد السابق و أبوالقنبلة النووية الإسرائيلية،يسعى لتقويض المسعى الفلسطيني.

الإعلام العالمي..في قلب الحدث
وفي ضوء ما تقدم،فإن العالم بأسره أصبح على علم بمعاناة الرياضة الفلسطينية،عبر الطلب الفلسطيني الذي أصبح حديث عائلة الفيفا في العالم أجمع،ودعونا نرصد ما تناولته الصحافة العالمية حول الموضوع المنظور في الكونغرس.
-وكالة الصحافة الفرنسية:الرجوب يقبل دعوة بلاتر لبحث القضية "ونعمل جاهدين لحماية رياضتنا وفقاً لقوانين الإتحاد الدولي ".
- صحيفة ديلي ستار:الرجوب يقول أنه فقد صبره داعياً الفيفا لإظهار البطاقة الحمراء لإسرائيل.
- الجزيرة نت:الرجوب يتهم اتحاد كرة القدم الإسرائيلي بالتواطؤ مع السلطات السياسية في ارتكاب الجرائم بحق الرياضة الفلسطينية.
- الإذاعة الإسرائيلية:اسرائيل تعول على الخبرة السياسية لبيرس وعلاقاته الخارجية،داعياً الى ايجاد حل للأزمة.
-هآرتس:الخارجية الإسرائيلية تدير في الأسابيع الأخيرة مهمة سياسية لإحباط المسعى الفلسطيني لتعليق عضوية اسرائيل في الفيفا،وتشن حملة تشويه ضد رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني جبريل الرجوب.
-شبكة CNN:الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يفرض نفسه على أروقة الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)بعد طلب فلسطين بتعليق عضوية اسرئيل في أكبر مؤسسة دولية للعبة الأكثر شعبية في العالم،والرجوب يرفض أي تسوية لا تضمن الإعتراف بالإتحاد الوطني الفلسطيني وحقه في ممارسة اللعبة وتطويرها ونشرها.
رويترز:لو أوقف الفيفا إسرائيل فسيحظر على جميع منتخباتها وأنديتها المشاركة في المسابقات الدولية كدوري الأبطال وتصفيات أوروبا 2016.
صحيفة الغارديان:وجه عديد من الكتاب والمفكرين عريضة رسمية تطالب الإتحادات الأعضاء في الفيفا بالتصويت على تعليق عضوية إسرائيل،جراء إنتهاكها لكافة القوانين الدولية بحق الرياضيين في فلسطين.

ماهية..الإنتهاكات
عودة على بدء..تطال الإنتهاكات الإسرائيلية كل مناحي وعناصر القطاع الرياضي بصورة عامة،وكرة القدم على وجه الخصوص..
- البنية التحتية:يمنع الإحتلال تشييد الملاعب،وقامت بتدمير بعضها.
- الحركة:تقيد حركة اللاعبين المحليين والفرق الزائرة.
- الشحنات الرياضية:تلجأ سلطات الإحتلال الى الإجراءات المعقدة في منع أو تأخير استلام الشحنات المرسلة من الفيفا أو التبرعات.
- التدخل السياسي:عادة ما تحول دون إقامة اللقاءات الكروية أو منع عديد الوفود أو رفض دخول بعضها.
- حقوق الإنسان:تم اغتيال واعتقال العديد من اللاعبين،واقتحام الملاعب و مقر الإتحاد.

وقد تم رصد و توثيق كافة الإنتهاكات و الخروقات الإسرائيلية المتعلقة بالأرض و الأنسان،وذلك بالكلمة والصوت والصورة وأشرطة الفيديو في طول الوطن وعرضه،وباللغتين العربية والإنجليزية و ضمن نشرات و بروشورات و C.D و فلاش ميموري،وكل أنواع التكنولوجيا لإيصال الحقيقة للعالم.

الرجوب..في قلب المعركة
العرفاتي..البرغماتي..معروف بالنسبة لمقربيه..انه إنسان طيب..ولكنه في شأن الوطن..لا يخشى في الحق لوجه لائم...ولا يعرف أنصاف الحلول..أو التواجد في المنطقة الرمادية..لذا فإن المعركة الشرسة التي يخوضها من أجل رفع الظلم والمعاناة عن رياضة كرة القدم في فلسطين..ستكون صعبة..و لكن اللواء الرجوب..استطاع في كل موقع شغله..أن يبدع ويقلع .. والشواهد كثيرة..ولذا ففي موضوع كرة القدم..فانه الأجدر برفع راية فلسطين في جميع المحافل.
ونحن على ثقة..بأن هذا الداهية..الذي أرق مضاجع الإحتلال وهو في الغياهب..قادر على تطوير ونشر اللعبة..وفق كيان رياضي وطني مستقل له علاقة بفلسطين..بعيداً عن الأجندات.. متمسكاً بثوابت شعبه..ونسيجه الإجتماعي..لأنه يؤمن بأن الرياضة وسيلة لتحقيق أهدافنا الوطنية..المتمثلة برحيل الإحتلال..وحتى يرحل الإحتلال..يؤدي الرجوب الدور المنوط به في القطاع الرياضي..لأن ذلك جزءاً أصيلاً من شخصيته..أن سهر الليالي..وجولاته في العالم..من أجل بلده..جعلت منه..مصدر الهام.. للشباب الفلسطيني..ويحمي تطلعاتهم..ويشعرون باهميتهم..لمجرد أنه موجود بينهم..فما بالك..وهو دائماً معهم.

نريد عنباً
إنه لقاء الفرصة الأخيرة.. لقاء بلاتر والسيد الرئيس،ولكن في هذه الحالة ينتقل الموضوع الى السياسة،حيث أن صاحب القرار في شأن التعليق هو المستوى الرياضي،و بلاتر يريد وضعه في مربع السياسة..وهذا لا يجوز .. أن الموضوع برمته..رياضي بحت..والنتيجة التي نسعى إليها..أننا نريد عنباً..والمتمثل برفع المعاناة والظلم و وقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في الشأن الرياضي الفلسطيني..حتى يحين موعد الخلاص من هذا الإحتلال.