بوابة فلامية.. احتلال يقتل الزارعة
نشر بتاريخ: 20/05/2015 ( آخر تحديث: 20/05/2015 الساعة: 08:22 )
طولكرم - معا - تعد بوابة فلامية الزراعية التي أقامها الاحتلال الإسرائيلي قبل عدة سنوات؛ نقطة العبور الوحيدة لمزارعي قرى الكفريات الست وقرية فلامية جنوبي طولكرم نحو أراضيهم المقدرة بالآلاف الدونمات؛ خلف جدار الضم والتوسع.
ويمارس جيش الاحتلال بحق المزارعين التضييق من خلال الإغلاق المتكرر للبوابة الزراعية المرقمة بـ (914) ومساحة الوقت الضيقة المعطاة لمئات المزارعين للدخول والخروج منها، مما يتسبب في دمار محاصيل المزارعين وخراب أراضيهم؛ نتيجة المماطلات والإغلاق.نظام النصف ساعة..
يقول المزارع حسام توبة، من قرية كفر جمّال لـ معا من خلف بوابة فلامية الزراعية: "منذ ساعات الصباح ونحن ننتظر الخروج من أراضينا الزراعية المقدرة بمئات الدونمات بعد الانتهاء من العمل فيها، جيش الاحتلال يمنعنا من التحرك بحرية، نعم صحيح هناك أوقات محددة لفتح البوابة؛ إلا أننا نظلم وتظلم معنا محاصيلنا الزراعية".ويشير المزارع توبة إلى أن الاحتلال يفتح بوابة فلامية الزراعية في ثلاث فترات يوميا، تقدر مجموعها بساعة ونصف فقط؛ ابتدء من الصباح مرورا بالظهيرة وقبل غروب الشمس.ويطالب المزارع خلف الجدار توبة الجهات المعنية وتحديدا الارتباط المدني والعسكري، التدخل لحماية المزارعين وإجبار إسرائيل على فتح البوابة (914) لمدة 12 ساعة يوميا؛ كما حدث سابقا قبل تعديل مسار الجدار.ويرى المزارع فراس شهوان، من قرية فلامية؛ أن ما يقوم به الاحتلال من إجراءات على بوابة فلامية الزراعية هو لتدمير أراضي المزارعين والنيل منهم؛ ودفعهم للتخلي عنها.ويضيف المزارع شهوان: "نزرع الزعتر والزيتون والحمضيات والجوافة في أراضينا خلف هذه البوابة، الذي يفتحها الاحتلال نصف ساعة صباحا ومثلها ظهرا ومساء، زد على ذلك الإغلاق بشكل متكرر، والتضييق على عملنا".ويستذكر شهوان ما حل في جوافته، حينما خسر ما يقارب من 1000 صندوق؛ بسبب إغلاق الاحتلال للبوابة عدة أيام، دون تمكنه من الوصول إلى أراضيه. قائلا: "سنبقى بأرضنا، رغم خسارتنا بفعل الاحتلال وإعاقته لها؛ ويجب على الجميع أخذ مسؤولياته اتجاهنا للحفاظ على الأراضي الزراعية التي كانت سابقا سلة فلسطين الغذائية من الحمضيات والجوافة".استهداف جديد عبر جيوس..
استهداف الاحتلال للمزارعين لم يقف بالتضييق عليهم وفرض نظام النصف ساعة لدخولهم وخروجهم من بوابة فلامية الزراعية، فإسرائيل تحاول منذ مطلع الأسبوع الحالي إغلاق بوابة فلامية، ودفع المزارعين لاستخدام بوابة جيوس الزراعية التي تبعد عن أراضيهم عدة كيلو مترات.يقول المزارع أبو شهاب توبة، من قرية كفر جمّال لـ معا: "منذ بداية الأسبوع يلوح الاحتلال بإغلاق بوابة فلامية، وطالبنا عبر الارتباط المدني بقلقيلية؛ استخدام بوابة جيوس الزراعية التي تبعد أكثر من 8 كم عن أرضي".ويرفض المزارع أبو شهاب سعي سلطات الاحتلال لفرض بوابة جيوس كبديل عن بوابة فلامية، لأن ذلك القرار أن تم تطبيقه فهو فقط للتنغيص على المزارعين وسرقة أراضيهم من خلال خلق الصعوبات.وينوه المزارع أبو شهاب إلى أنه قبل تعديل الجدار بالقرب من قرية جيوس كانت هناك بوابة تفتح 12 ساعة يوميا؛ مضيفا: "كيف لنا قبول بوابة جيوس كنقطة عبور لأراضينا ولدينا بوابة أقرب، رغم ما نواجهه من صعوبات، خاصة تقليص عدد الساعات".واقع مقلق..
وتنظر الجهات المحلية في قرى الكفريات وفلامية لواقع بوابة فلامية الزراعية بعين من القلق؛ خاصة وأنها تشكل مستقبل المزارعين وعائلاتهم، فبلدية الكفريات تسعى كما تقول لنقل معاناة المزارعين إلى الجهات المختصة؛ لوقف ممارسات الاحتلال بحقهم.يؤكد عبد الغني مرشد؛ رئيس بلدية الكفريات، لـ معا أن بلديته وكافة المزارعين يرفضون إجراءات الاحتلال على البوابة الزراعية (914) سواء من الوقت المسموح به للدخول والخروج منها أو نية الاحتلال إغلاقها واستبدالها بوابة جيوس القائمة أصلا.ويضيف رئيس بلدية الكفريات مرشد: "معاناة مزارعي الكفريات وفلامية تجعل واقعهم الزراعي مقلق للغاية، نحن نعمل مع الارتباط المدني والعسكري في طولكرم وقلقيلية لمساعدتهم في الصمود على أرضهم".ولم ينفي رئيس بلدية الكفريات رغبة إسرائيل إغلاق بوابة فلامية وتحويل المزارعين لبوابة جيوس، معبرا عن رفضه للقرار لما له من تبعات تضر بالمزارعين والأراضي الزراعية.من جهته، يشدد مهند شاور، مدير عام مديرية الارتباط المدني في قلقيلية؛ على عمل الارتباط المتواصل مع كافة الأطراف لتسهيل عمل المزارعين في أراضيهم.ويقول مدير الارتباط شاور لـ معا: "كان هناك متقرح إسرائيلي؛ لفتح بوابة جيوس المرقمة بـ (935) لمزارعي الكفريات وفلامية وجيوس كونها لا تبعد عن بوابة فلامية الزراعية سوى كيلو متر واحد، مقابل فتحها لمدة أربع ساعات يوميا، إلا إننا رفضنا ذلك؛ خاصة وأن مئات المزارعين يستخدمون بوابة فلاميا والقرار يضر بممتلكاتهم".ويؤكد شاور أن الاحتلال يفتح بوابة فلامية ثلاث مرات يوميا بمدة أقصاها 40 دقيقة في كل مرة، مشيرا بالوقت نفسه؛ إلى أن هناك مباحثات لرفع الوقت المعطى للمزارعين.ويصر مدير الارتباط المدني في قلقيلية شاور إلى أنهم يتواصلون بشكل دائم مع المزارعين ويعملون قدر الإمكان لتعزيز صمودهم ومنع إسرائيل من اتخاذ قرارات مجحفة بحقهم.تجدر الإشارة إلى أن؛ جدار الضم والتوسع الذي أقيم على أراضي الكفريات وفلامية اقتطاع مئات الدونمات؛ حيث تعد المنطقة أرضا زراعية خصبة، وتزرع بالزيتون والجوافة والحمضيات إضافة إلى زراعات الدفيئات، وكانت معا نشرت خبرا عن نية الاحتلال إغلاق بوابة فلامية بشكل نهائي في وقت سابق، إلا أن إسرائيل تراجعت عن القرار بعد عدة فعاليات واعتصام من جانب المزارعين.تقرير: إيهاب ضميري