اختتام فعاليات القدس الثقافية
نشر بتاريخ: 19/05/2015 ( آخر تحديث: 20/05/2015 الساعة: 00:22 )
القدس- معا - أختتمت فعاليات أيام القدس الثقافية التي نظمت بالشراكة بين ثلاث مؤسسات مقدسية هي دائرة تنمية الشباب ومؤسسة إيليا للإعلام الشبابي ومركز يبوس الثقافي.
والتي إستمرت لمدة 3 ايام على التوالي في مركز يبوس الثقافي بمدينة القدس ، بحضور عدد كبير من المشاركين .
وبدأت فعاليات اليوم الثالث والأخير من " أيام القدس الثقافية " بندوة بعنوان " الهوية والاعلام والمؤسسات" ، أدارها بشار المشني .
وعن دور الإعلام في الحفاظ على الهوية الثقافية في القدس أكد أحمد البديري مراسل قناة فلسطين اليوم على أهمية التكامل بين المؤسسات الثقافية ، وذلك عن طريق توحيد الجهد الثقافي في مدينة القدس ، والتوحيد المالي ليكون هناك شفافية ، وليس كل مؤسسة تعمل بمنهجية منفصلة .
وقال :" للأسف المؤسسات الثقافية تقوم بفعاليات صغيرة وضعيفة ومحدودة ، بدل ان تتحد في مشاريع إبداعية كبيرة وضخمة ، ويتحول الأمر إلى علاقات عامة أكثر من تركيزها على الابداع في العمل ."
وأضاف " وسائل الاعلام الفلسطينية مقصرة في الثقافة ، حيث تهتم بالأخبار والسياسيين والمسلسلات والبرامج الترفيهية والأفلام أو مهتمة في أخبار المؤسسات ، أكثر من إهتمامها بتثقيف المجتمع الفلسطيني ، وبالتالي ذلك بحاجة لإعادة النظر من قبل وسائل الاعلام نفسها ، بالتالي على المؤسسات الثقافية المبادرة للحصول على مساحة أوسع للعمل الثقافي في وسائل الاعلام المختلفة . "
وطالب البديري أن تبدع المؤسسات الثقافية في فعالياتها الثقافية ،كي يقوم الاعلام بترجمة هذه الفعاليات من خلال نشرات الأخبار والبرامج ، وملاحقة الحدث الثقافي .
وتحدثت روان شرف مشرفة معارض وباحثة في المجال الثقافي عن دور المؤسسات في الحفاظ على الهوية الثقافية في القدس بقولها " الانتاج الثقافي ليس منتج حر بالمطلق ، وإنما إنتاج مرتبط بسياق العمل ومتأثر بالمكان والزمان والمؤثرات الاجتماعية والثقافية ، والظرف الذي ينتج فيه العمل الفني ."
واضاف " لو نظرنا للمؤسسات الثقافية ما بعد أوسلو هناك مجموعة من المؤثرات عليها ، منها أن المؤسسة الثقافية كمؤسسة جامعة للإنتاج الثقافي ، تشمل المنتج الثقافي والممول والجمهور المتلقي والنقاد والمنظرين في مجال الثقافة . "
وتابعت " عندما نتحدث عن المؤسسة الثقافية كمنظمة إجتماعية ، الانتاج من خلالها متأثر بمجموعة قوى مختلفة منها التمويل ومصادره وأهدافه وأجنداته والقائمين على المؤسسة وفكر المؤسسة ورسالتها ."
وقالت :" نحن لا نقدر أن نفترض أن يكون للمؤسسة الثقافية دور أبوي لأنها لا تعمل لوحدها ، وإنما موجودة كبنية ضمن سياق إجتماعي سياسي ثقافي معين ، ويوجد عدد من المؤثرات التي تؤثر على توجهاتها وفلسفاتها وسياستها .
وأستعرض مدير دائرة تنمية الشباب التابعة لجمعية الدراسات العربية مازن الجعبري لمحة تاريخية عن وضع المؤسسات منذ النكبة حتى يومنا هذا .
وأوضح أن المؤسسات الفلسطينية بالقدس ما بين عام 1988 حتى عام 1993 إفتقدت دورها الوطني والأهلي ، حيث بدأت تختلف ثقافة وطبيعة المؤسسة .
ولفت أنه نشأت بعدها مؤسسات سيادية منها جمعية الدراسات العربية وبيت الشرق ومجلس السياحة الأعلى ، وللأسف هي غير موجودة حاليا نتيجة إغلاق المؤسسات من قبل الجانب الاسرائيلي .
وقال :" مؤسسات القدس تعاني اليوم من عدم خضوعها لأي رقابة ، فمن المفروض أن تكون هناك رقابة تحكم عمل المؤسسات ، كما تعاني من النشاطات المتشابه وعدم التنسيق والتعاون بينها ، وأغلب المؤسسات تابعة لتيارات سياسية ."
وأضاف " نفتقد لبرنامج جامع للشعب الفلسطيني ينعكس على وضع المؤسسات داخل القدس ، وعلى المؤسسات أن تتقارب مع المقدسيين من خلال برامج تتواصل مع الهوية الفلسطينية ."
ودعا إلى ضرورة دمج وتلاؤم وأنسجام ما بين التنمية والثقافة المحلية والوطنية .
وأختتمت فعاليات ايام القدس الثقافية بكلمة لرئيس الهيئة الادارية لمؤسسة إيليا للاعلام الشبابي ربحي شويكي قائلا :" عندما قررنا القيام بدورات التصوير والاعلام كنا نسعى إلى تحقيق أكثر من هدف، يأتي في مقدمتها تطوير شباب وصبايا المدينة المقدسة في مجال الإعلام على اختلاف فروعه ليتمكنوا من خدمة مجتمعهم وإيصال كل ما يجري على أرض المدينة من أحداث وإجراءات ، بشكل مهني علمي بعيدا عن العفوية والارتجال ، عبر الصورة والكلمة وتوجيهها من خلال أدوات متطورة قادرة على الوصول إلى كل العالم، ودخول كل بيت فيه، ذلك لان شباب المدينة هم الأكثر معرفة بما يجري ، والأكثر قربا واطلاعا عليه لأنهم يرونه ويلمسونه ، هذا من جانب ومن ناحية أخرى فإننا من هذه الدورات أن نضع المشاركين على أول الطريق المهني للانطلاق نحو حياة عملية ومستقبل مهني واعد."
وفي نهاية الفعاليات تم توزيع الشهادات على الطلاب الخريجين المشاركين في دورات التصوير والاعلام في مؤسسة إيليا