القدس- تقرير معا - كانت عائلة الشهيد عمران عمر أبو دهيم "42 عاماً" تنتظر انقضاء العام الدراسي لقضاء العطلة الصيفية في تركيا , لكن رصاص الغدر قتل الوالد وصادر الحلم وترك خمسة ابناء يكابدون ضغوط الحياة بلا معيل.
"كان سياخذنا بابا الى تركيا بس اليهود قتلوه...", تقول ابنته رغد 9 اعوام وهي تنتحب حزنا على والدها الذي قتله جنود الاحتلال بذريعة دهس جنود في منطقة الطور بالقدس المحتلة.
اما "رشا" 14 عاما قالت :"كان والدي يشجعنا دائما على الدراسة ووعدنا أن نسافر بعد انتهاء العام الدراسي"
وأضافت رشا :"يوم أمس تناولنا طعام الغذاء سويا ثم خرج والدي لزيارة عمتي، رأيته للمرة الأخيرة مساء أمس بعد حضوره الى البيت وقلت له "تصبح على خير"، اما صباح اليوم فقد غادرت الى المدرسة وهو نائم، وقدمت امتحان آخر السنة، واثناء عودتي بسيارة الى المنزل حاولت الاتصال بوالدي عدة مرات للاطمئنان عليه خاصة بعد حديث السائق عن وجود إصابة لمواطن من جبل المكبر في قرية الطور".
وأضافت :"اتصلت به عدة مرات على هاتفه لكنه لم يرد، ثم علمت بالخبر عبر صفحات "الفيسبوك"... الجنود قتلوا والدي الحنون وسرقوه من بيننا"
وأكدت رشا أنها على وعدها لوالدها بأنها ستكمل دراستها وتنجح كما عودته.
زوجة الشهيد: ليس لديه اي اهتمامات سياسية
أما الزوجة المكلومة فقالت أن زوجها خرج الساعة 8:30 صباحاً الى عمله في جبل الزيتون، ضمن وظيفته لفحص الحافلات في مدرسة جبل الزيتون، زوجي ليس لديه أي اهتمامات أو انتماءات سياسية"
وأكدت أنه خرج للعمل ولقمة العيش من أجل قوت أبناءه الخمسة لكن لقمة العيش كلفته حياته وسيعود محملاً على الأكتاف، هذا ظلم الاحتلال، لافته ان لديهما 5 أبناء (أكبرهم رشا 14 عاما وحمزة 1 1عاما ورغد 9 اعوام وحلا 6 أعوام ومحمد عام وأربعة أشهر.)
وأضافت :"من عادة الاحتلال القتل بدم بارد وعلى الفور يدعي أن "الشهيد" كان ينوي تنفيذ عملية ضدهم في محاولة لتبرير لقتل الفلسطينيين.. ليس غريبا .
وتساءلت لماذا تم مصادرة الكاميرات في الطور والتي يمكن أن تكشف الحقيقية؟؟ السبب هو لاخفاء الحقيقة والظلم الذي ارتكبوه بحق رب العائلة.
شقيق الشهيد ..نطالب بفتح تحقيق في حادثة القتل
من جهته طالب شقيق الشهيد "شفيق ابو ادهيم" بفتح تحقيق في استشهاد شقيقه وقتله بدم بارد.
وقال أبو دهيم نقلا عن شهود عيان كانوا يتواجدون في الموقع عن الحادث :"لقد حاول عمران الالتفاف من وسط الشارع في مفرق الطور، وتعطل لوجود شاحنة خضار تنزل البضائع لمحل الخضراوات، وعلى جانبي الطريق تواجد أفراد القوات الخاصة، وحصل بينهم مشادات كلامية، ثم اطلقوا النار عليه بصورة مفاجئة أثناء قيادته السيارة".
وأضاف أبو ادهيم :"ان جنود الاحتلال اطلقوا الرصاص على عمران اثناء تواجده داخل السيارة ثم سحبوه على الارض واطلقوا عليه النار مجددا، وترك ينزف لمدة نصف ساعة ولم يقدم له أي اسعاف، علما ان الحادث وقع على بعد أمتار من مستشفى المقاصد والمطلع.
وتابع أبو ادهيم:" انه حاول اخذ اجهزة التسجيل من المحلات المجاورة لمكان الحادث الا ان مخابرات الاحتلال صادرتها قبل وصول أي شخص الى المنطقة.
وقال شفيق أبو دهيم -وهو مدير لشركة حافلات سياحية- :"كان من المقرر أن تتوجه حافلات من شركتي الى مدرسة الطور لنقل الطلاب في رحلة تعليمية، واتصلت بي سكرتيرة المدرسة لاخباري بوجود "عملية دهس في القرية" وتم الغاء الرحلة، وخلال لحظات أخبرني ابن اخي ان عمران المصاب في حادث الطور بصورة حرجة.
وتابع :"توجهت فورا الى الطور وكانت كافة الطرق مغلقة، وسرت سيرا على الأقدام الى مكان الحادث، شقيقي نقل بسيارة الاسعاف، بينما كان الجنود يقومون بتفيش سيارته وحاولت الوصول إليها إلا ان الجنود دفعوني بعنف وأبعدوني بقوة عن المكان، لافتا ان زجاج السيارة وهيكلها اطلق عليها الرصاص بصورة عشوائية.
وتفتح حادثة استشهاد المواطن عمران ابو ادهيم ملف العنف الزائد واطلاق النار المتسرع ضد المقدسيين من قبل جنود الاحتلال أو "حراس الأمن"، حيث تكررت في الآونة الأخيرة عدة حوادث اطلاق نار والتي أدت الى اصابة أو استشهاد مقدسيين، دون فتح أي تحقيق فيها