الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو الحاج: الأدب الفلسطيني من أشد الآداب التصاقاً بشخصية شعبه

نشر بتاريخ: 24/05/2015 ( آخر تحديث: 24/05/2015 الساعة: 12:36 )
القدس- معا- شارك الدكتور فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس، بأعمال مؤتمر بيت المقدس الاسلامي السادس، والذي تنظمه وزارة الاوقاف والشؤون الدينية، والذي انعقد جلساته على يومين في قصر التشريفات في مدينة بيت لحم وفي جامعة القدس، وقد جاءت مشاركة الدكتور ابو الحاج بورقة حملت عنوان" ارتباط القدس بأدب السجون"، كما وتحدث في الجلسة الثانية العديد من الشخصيات الدينية واسرى محررين واكاديميين، منهم الاب عطا الله حنا والشيخ خميس عابدة من وزارة الاوقاف والدكتور مصطفى ابو صوي عميد كلية الدعوة واصول الدين في جامعة القدس، والاسير المحرر يوسف عميرة، والدكتور غسان محيبش المحاضر بجامعة القدس. 

وفي بدء مشاركته، اشار الدكتور ابو الحاج الى ان الأدب الفلسطيني من أشد الآداب التصاقاً بشخصية شعبه، وأهدافها في التعبير عن همومه تعبيراً حياً، وعن العطاء الذي قدمه الفلسطينيون لوطنهم وقدرتهم على الصمود والمقارنة والبذل والتضحية. حيث لا تكاد تخلو رسالة أو رواية أو قصيدة فلسطينية من الحديث عن مدينة القدس التي لا تغادر أذهان الشعب الفلسطيني وخاصة من ذاق منهم ويلات وعذابات الأسر.والذين اشتملت كتاباتهم على جميع أركان الأدب، من شعر ورواية وقصة قصيرة ومقالة ومسرحية والأدب الشعبي في مستوى لا يقل عما بلغته الآداب العربية المتقدمة.

واضاف ان المعاناة ليست وحدها هي الثمارالوحيدة التي يقطفها الأسير في السجون الإسرائيلية، فالسجن يسمح لمن فيه، بلحظات تأملية قد لا يجدها المرء خارجه، لذلك تفرز هذه اللحظات التأملية، فرصة لدى البعض لاكتشاف ذاتهم، وإخراج مكنوناتهم والتعبيرعنها بشتّى الطرق، فمنهم من أصبح في الأسر كاتبا قصصيا أو روائيا، ومنهم من أصبح شاعرا أو فنان، واشار الى تنوع المظاهر الإبداعية داخل سجون الاحتلال، فبعض الأسرى دخل السجن وهو أُمي لا يقرأ ولا يكتب، وخرج منه وهو يحمل شهادة جامعية عليا، كما أن هناك عشرات الأسرى والمحررين ممن ألفوا مئات الكتب بمختلف الموضوعات، والحديث عن أدب السجون طويل ولا ينتهي وتكفي الإشارة إلى وجود مكتبة خاصة تابعة لمركز الشهيد أبو جهاد في جامعة القدس، خاصة بإبداعات الأسرى الأدبية.

ولفت الى ان هناك تحديات عدة تواجه الأسرى، التحدي الأول: هو إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية التي تحاول التضييق عليهم من خلال حرمانهم من إكمال التعليم ومنع إدخال الكتب وتقوم في كثير من الأحيان باقتحام غرف وأقسام الأسرى وتدمير بعض انجازاتهم الأدبية والعملية، كما تقوم بحملات تنقلات بين الفترة والأخرى وتنقل الأسير من سجن إلى آخر بهدف جعله في حالة توتر وعدم استقرار نفسي، لأن الإبداع يتطلب نوعا من الاستقرار. وجميع أشكال الإبداع التي سبق ذكرها كان الأسرى ينتزعونها انتزاعا من بين أنياب الاحتلال، ولم يسمح لهم بها ببساطة، بل هي نتيجة عشرات الإضرابات والخطوات الاحتجاجية .

أما التحدي الثاني: فيرجع للأسير نفسه، فالكثير من الأسرى لا يستفيدون من أوقات فراغهم الكبيرة ويقضون معظمها في مشاهدة التلفاز ولعب الشدة والنوم وغيرها من الأمور الغير هامة، فالإبداع يتطلب إصرارا وإرادة من قبل الأسير أولا وأخيرا ثم تأتي العوامل الأخرى لتعزز هذا الإبداع أو تقتله.

وقال ان للقدس كانت المكانة الخاصة بوجدان الاسرى، فانت ترى دائما قبة الصخرة وكنيسة القيامة في مقدمة أي عمل فني، حيث جسد الاسرى القدس بالفن والشعر والرواية والخطابة وكل اشكال الابداع داخل المعتقلات، والان تزخر مكتبة مركز ابو جهاد بمئات الوثائق والكتابات التي خصها الاسرى للقدس سواء بتاريخها او حاضرها، والمركز قام بالعمل على هذه الوثائق وحفظها وتخزينها وتقديمها بافضل صورة للباحثين، وهذا وفاء للاسرى وجل القضايا التي تناولتها كتاباتهم وعلى راسها القدس الشريف، وعبر عن امله مساعدة ومساندة مركز أبو جهاد في حمل رسالته الإنسانية، والتي تعالج قضية مهمة في هذا التاريخ .